المسيحيون المصريون مثل المسلمين تماما، فيهم فقراء وأغنياء، أذكياء وأغبياء، وطنيون ولصوص وخونة، وموقفهم من الثورة أيضًا نفس الشيء، فيهم محافظون، وإصلاحيون، وثوريون!!
الظروف المفروضة على المصريين طوال عقود -وهذه المسألة تحتاج لتفصيل- جعلت أقباطنا في قبضة الكنيسة تمارس عليهم قهرا لا يقل عن قهر الدولة (مسألة الطلاق المسيحي..نموذجا)، ووضعتهم تحت ضغط تخويف وتشويه نفسي وتلاعب رهيب، لم يتصد أحد لتبديده، والنتيجة أن المسيحيين المصريين ظلوا الفريسة السهلة، والحيطة المايلة لكل مجرم يبتغي فتنة، أو صاحب هوى، أو خلل عقلي، أو خبل أيدلوجي، أو نفسنة طائفية باسم الدين!!
أتوقع بناءا على هذا وغيره مثله، وأكثر أن يكون المسيحيون المصريون جزءا كبيرا من تركيبة 30 يونيو، وبخاصة المحافظين منهم، وهم الأغلبية كما المسلمين، وكان ينبغي أن يلتفت العقلاء إلى هذا ليتأملوا الفارق مع مشهد 25 يناير حين نزل المسيحيون الثوريون مع المسلمين صفا واحدا، من أجل نفس الأهداف، ضاربين عرض الحائط بكلام شنودة والطيب وعلى جمعة ومشائخ السلفيين، في لحظة نادرة ليؤسسوا لاهوتا جديدا، ويبدأون صياغة مصر جديدة، فيها المسيحيون جزء من الوطن، ويعبرون عن أنفسهم في المجال العام سواءا بسواء!!!
لا أحد تقريبا بنى على هذه اللحظة الرائعة التي بقيت هشة -بالتالي- في مقابل استعادة سريعة لمصر المتشظية الممزقة، حيث الأقباط في قبضة الكنيسة، والمسلمون ضائعون بين السلطة والكهنوت، وبيادة العسكر تدوس الجميع بالدور، وحيث يتبارى الأغبياء والحمقى، وما أعلى أصواتهم، مسلمين كانوا، أو مسيحيين، أو حتى ملحدين في تكريس مصر الضعيفة المنكسرة المتقاتلة طائفيا والجاهلة بنفسها وتنوعها، وحاضرها ومستقبلها!!!
نحن هنا الآن، ومستقبلنا بأيدينا، إما أن نعقل، أو أن نظل على تفويضنا للرعاع والحمقى والمجرمين، يقررون لنا مستقبلنا، ويخوضون الحاضر نيابة عنا، والله غالب!
والكلام يطووووول
22/10/2013
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة 30 أكتوبر هكذا وقعنا في الفخ........
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة 8 أكتوبر شرعية الدم/ فيما يرى الحالم 14-10-2013 .... الزمبلك../ فيما يرى الحالم: المطففون، مسار الثورة: لفتة