الصرخة (Skrik بالنرويجية) هي اللوحة التعبيرية للرسام "إدوارد مونش". يرمز هذا العمل إلى الإنسان المعاصر الذي اجتاحته أزمة القلق العميقة. فما كان من هذه الخلايا إلا أن شاخت بسرعة فائقة.
أكثر من كونه اضطرابا عقليا، يؤثر الاكتئاب أيضا على الصحة البدنية ويسهم في تطوير بعض الأمراض مثل السرطان أو السكري ففي دراسة جديدة، بيَّن باحثون هولنديون أن هذا المرض ينفذ إلى الخلايا ويعمل على تسريع الشيخوخة.
الاكتئاب مرتبط بشعور عميق بالغمّ وبفقدان طعم الحياة ويجد المكتئبون صعوبة في التأقلم مع حياتهم اليومية وفق لدراسة حديثة، الاكتئاب هو السبب الثاني للعجز في الولايات المتحدة وتقدر منظمة الصحة العالمية أن المرض يطال 350 مليون شخصا، أي 5% من سكان العالم هذا المرض إذن هو مشكل حقيقي للصحة العامة الذي علينا عدم تجاهله.
فالمرض لا يؤثر فقط على التوازن النفسي وفقا للخبراء، المكتئبون هم أيضا أكثر عرضة لتطوير بعض الأمراض مثل السرطان والسكري، والسمنة، وأمراض القلب ومرض باركنسون بل ذهب باحثون من المركز الطبي لجامعة VU في هولندا أبعد من ذلك، حيث وفقا لتلك الدراسة، التي نشرت في مجلة "الطب النفسي الجزيئي" Molecular Psychiatry ، "من شأن الاكتئاب أن يؤدي إلى شيخوخة الخلايا بشكل أسرع!" وتؤكد هذه الدراسات البيانات الأخيرة وجود ارتباط بين الإجهاد، الاكتئاب والشيخوخة الخلوية.
وتشكل التيلوميرات (أغلفة الكروموسومات)، كما هو موضح باللون الأحمر، نهايات الكروموسومات وهي تميل للتقلص مع الوقت والانقسام الخلوي. وتشتد هذه الظاهرة بين المصابين بالاكتئاب.
الاكتئاب يقلل من حجم الكروموسومات
وقد جنّد العلماء لهذه الدراسة، 2.407 من المتطوعين، 1.095 منهم يعانون من الاكتئاب، 802 نوبات الكآبة في الماضي، فيما لم يعان 510 منهم المرض قام الباحثون بتحليل شيخوخة الخلايا عن طريق قياس طول التيلوميترات، والمناطق المتكررة الواقعة في نهايات الكروموسومات ومنذ عدة سنوات، عرف العلماء أن طول التيلوميرات يتناقص عندما تنقسم الخلايا ويعد هذا مؤشرا جيدا عن الشيخوخة الخلوية.
وبمراقبة التيلوميرات عن كثب بفضل تقنيات البيولوجيا الجزيئية، أظهر الباحثون أنها كانت أقصر لدى الأشخاص المكتئبين مما عليه لدى الأشخاص الأصحاء . وتكشف هذه الدراسة ارتباطا جديدا بين الاكتئاب وخلايا الشيخوخة، يشرح الباحثون، "كلما كان الشخص مكتئبا، كلما كانت تيلوميراته صغيرة".
هل يمكننا عكس الشيخوخة الخلوية يوما ما؟ هذه القضية تشغل العلماء الذين يبحثون عن علاج سحري لإصلاح ما أفسده الدهر، وبهذا قد يجد الجميع حلا! من أجل شباب دائم.
لكن الحلَّ موجود ببساطة شديدة: وفقا لدراسة حديثة، فإنه يكفي تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط الرياضي المنتظم لإطالة التيلوميرات إنها حجة إضافية للحفاظ على نمط حياة صحي.
مترجم بتصرف عن صفحة الموقع العلمي futura-sciences
أنييس رو بتاريخ 16/11/2013
واقرأ أيضاً:
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب / الاكتئاب