قالت الأخت لأخيها: أريد أن أنضم إلى حزب سياسي، أي حزب تشير عليّ به؟
قال أخوها: هكذا؟ مرة واحدة!! ألف مبروك، ولكن ألا يجدر بك أن تعرفي ما هي السياسة أولا،
قالت: وهل ستعطيني كتابا في ماهية السياسة أذاكره أولا قبل أن أشارك بشكل أكثر إيجابية، أنا أشعر أنني هكذا بلا معالم،
قال: وهل دخولك أحد الأحزاب المعروضة في الساحة حاليا سيجعل لك معالم؟
قالت: آمل ذلك.
قال: وهل هي لها معالم أصلا؟
قالت: طبعا وإلا فلماذا هي أحزاب وسياسية ولها برامج وكلام من هذا،
قال: يبدو أنك سوف تتفوقين عليّ مع أنك تعترفين أنني أستاذك،
قالت: ولهذا سِألتك عن الحزب الأفضل،
قال: أنت تحرجينني هكذا، أنا إيش عرفني؟
قالت: أنت مدمن قراءة ولابد أنك قرأت برامج الأحزاب المطروحة،
قال: والله ما حصل قالت: فكيف أنت جاهز بالفتوى هكذا ليل نهار،
قال: أنا لا أفتي، أنا أقول رأيي وأكتفي بأن أثبته على الفيس بوك الخاص بي،
قالت: إذن أنت عملت حزبا سياسيا خاصا بك،
قال: يا خبر!! يبدو ذلك لم أكن منتبها إلى هذا الاحتمال، يبدو أنه توجد أحزاب بعدد الفيسبوكات الموجودة على شبكة التواصل!! ما رأيك لو تعملي لنفسك فيسبوك؟
قالت: وبذلك تزيد عدد الأحزاب واحدا؟
قال: يعني!،
قالت: وهل أنتم ناقصون؟
قال: ناقصون ماذا؟ لست فاهما، أليس هذا أفضل من أن تكوني رقما في حزب من الأحزاب يضم الألوف أو مئات الألوف أو حتى الملايين لا يعرف بعضهم بعضا، وهم ينتظرون التوجيهات من أعلى فرحين بالسلامة؟،
قالت: والله ما أنا عارفة أيها أفضل، أنت جربت الفيس بوك، ولم ترسَ على بر، دعني أجرب أنا أن أنضم إلى حزب سياسي ربما اكتشفت نفسي وحددت موقفي،
قال: وهل أنا ممسك بك، انضمي براحتك،
قالت: أنا استشيرك، هل نسيت كيف بدأ حديثنا اليوم؟
قال: انت ستنضمين على مسئوليتك فابحثي بنفسك حتى تتحملي المسئولية منذ البداية،
قالت: ومن ضمن بحثي أن أسألك وأسأل غيرك،
قال: وأنا إيش عرفني، قالت: الفيس بوك الخاص بسعادتك،
قال: الفيس بوك هذا لتبادل الآراء، لا أكثر ولا أقل،
قالت: وهل السياسة بعيدة عن تبادل الآراء، أبعد كل هذا الوقت الذي تضيعه هكذا، لم تصل إلى ما يعينك أن تشير على أختك إلى أي الأحزاب تنضم؟
قال: هل تقصدين إحراجي؟! لو كنت عرفت كان زماني انضممت أنا أولا،
قالت: ولماذا لا تنضم؟
قال: هه؟!! آه صحيح! لماذا لا أنضم، يبدو أنني اكتفيت بحزبي الخاص، أعني فيسبوكي،
قالت: حلوة حكاية فيسبوكيّ هذه، إلا قل لي: هو والدنا عضو في حزب سياسي أم أنه مثل حالتنا؟
قال: إيش عرفني، ألم توصيني ألا أفتح معه هذه المواضيع،
قالت: نعم، لأنك تفتحها معه بطريقة وقحة،
قال: ما هذا الذي تقولينه،
قالت: لا أقصد، دعني أنا أسأله.
****
قالت البنت لأبيها: أنت انتخبت الإخوان ثم الدكتور مرسي يا أبي، أليس كذلك؟
قال أبوها: لقد سألتني هذا السؤال ألف مرة وأجبتك عليه ألف مرة، هل هو ذنب أنني انتخبتهم؟
قالت: إذن أنت مشارك في نتيجة أدائهم؟
قال: هل تنوين أن تحمليني أخطاءهم أو تقصيرهم، ماذا تريدين دعيني في حالي،
قالت: أبدا والله، أنا لا أتكلم عن هذا؟ أنا أسأل فقط لأنني أريد أن أنضم لحزب من الأحزاب، حسبت أن حضرتك انتخبتهم لأنك منضم إلى حزبهم، وربما تنصحني به،
قال أبوها: حزب ماذا ومنضم كيف؟ أنا انتخبتهم وخلاص،
قالت: طيب، لماذا انتخبتهم؟
قال: لأني مسلم وموحد بالله، قالت: ما هذا يا أبي؟ ماذا تقول؟ وهل المسلم الموحد ينتخب فريقا سياسيا بعينه، هل هذا من فرائض الإسلام؟
قال: إيش عرفني، أنا قلت آخذ بالأحوط بدلا من أن أجد نفسي متسوحا دنيا وآخرة،
قالت: ماذا تقول يا أبي، وهل هذه سياسة؟
قال: أنا مالي وما للسياسة؟ أنت تحاسبينني كأني متهم، دعيني في حالي يا ابنتي واهتمي بدروسك،
قالت: لكنني أريد أن أستشيرك هل انضم إلى حزبهم ما دمت حضرتك تثق فيهم هكذا؟
قال: ومن قال لك أنني أثق فيهم، أنا انتخبتهم وخلاص،
قالت: وهل ستنخبهم ثانية حين يعيدون انتخابات مجلس الشعب،
قال: طبعا،
قالت: طبعا ماذا؟
قال: طبعا كما تقولين،
قالت: أنا لم أقل شيئا أنا كنت أسأل،
قال: وقت الله يعين الله، يجوز أن يظهر لي من يضمن الحفاظ على ديني أحسن منهم،
قالت: نحن نتكلم في السياسة، وأنت تتكلم على من يحافظ على ديننا، ما هذا يا أبي؟
قال: سياسة يعني ماذا؟ أنت تضيعين وقتك وتربكينني، خلّ بالك من دروسك، وحافظي على صلاتك، وربنا سوف يسهل الأمور كلها،
قالت: أنت تعلم أنني غير مقصرة وأنني لا أترك فرضا، لكنني أريد أن أنضم إلى حزب سياسي،
قال: انضمّي يا ابنتي انت حرّة، هل هذا يحتاج لمصاريف، أنت تعلمين ظروفي،
قالت: لا أظن،
قال: لكنني أعلم أنك لم تنتخبي في الانتخابات الرئاسية، هل تغير شيء؟
قالت: لا أبدا كل ما في الأمر أنني لم أقتنع بأي من المرشحين المحتمل نجاحهم،
قال: لقد قلت لك انتخبي الدكتور مرسي مثلي خاصة وأنت تواظبين على الصلاة،
قالت: وما دخل هذا بذاك؟
قال: إيش عرفني، الاحتياط واجب،
قالت: يعني ماذا؟
قال: والله العظيم أنا غير فاهم،
قالت: أحسن،
قال: أحسن ماذا يا بنت؟!! ما هذا؟!! تعملين مثل أخيك؟!
قالت: آسفة يا أبي، أنا آسفة، صدقني أنا نهيته عن مثل ذلك، أنا آسفة.
****
قالت البنت لأخيها: أخيرا عرفت الحزب الذي سوف أنضم إليه؟
قال أخوها: الحمد لله، هكذا يكون الكلام، أي حزب هو إن شاء الرحمن الرحيم،
قالت: حزب "الأحرار الدستوريين"
قال: حزب ماذا؟
قالت: قلت لك حزب الأحرار الدستوريون،
قال: أنا لم أسمع عن هذا الحزب، كل ما أعلمه عن هذا الاسم أنه حزب تاريخي، انشق عن حزب الوفد الأصلي وضم الطبقة الارستقراطية وتحالف مع الملك وهادن الاستعمار،
قالت: عن ماذا تتكلم؟ أنا لا أعرف أي شيء مما تقوله، أنا قررت أن أعمل حزبا يضم كل واحد "حر" يحترم "الدستور"، فخطر لي هذا الاسم، ألا يعجبك؟
قال: لا تسرحي بي، هل ستنضمين إلى حزب أم ستشكلين حزبا،
قالت: إحسبها كما تشاء، أنا أريد أن أعيش حرة في ظل دستور يحمي حريتي هذه، فقررت ذلك،
قال: قررت ذلك الذي هو ماذا؟
قالت: قررت أن أنضم إلى الأحرار وأن يكون لي دستور فاخترعت هذا الحزب،
قال: انت تمزحين ما رأيك لو تفتحين لك صفحة فيسبوك مثلنا، وتختبرين آرائك هذه تمهيداً لجمع التوقيعات؟
قالت: وهل يحتاج الأمر إلى توقيعات،
قال: حتى هذه لا تعرفينها، طبعا يحتاج ويحتاج ويحتاج،
قالت: وهل حصلت أنت على توقيعات حتى تشكل حزب الفيس بوك تبعك،
قال: هذه أحزاب فردية تحت التأسيس،
قالت: العقبى لنا.
******
قالت البنت لأمها: أنا خائفة،
قالت أمها: وأنا كذلك،
قالت البنت: وأنا حزينة،
قالت الأم: وأنا كذلك،
قالت البنت: أمريكا وراء كل هذا يا أمي،
قالت الأم: أشعر بذلك لكن إسرائيل وراء أمريكا،
قالت البنت: وربما أمامها،
قالت الأم: ما هي إسرائيل يعني أمريكا،
قالت البنت: انت قريبة مني جدا يا أمي، لماذا لا نذهب ونقول للدكتور مرسي ما وصلنا إليه هكذا ببساطة،
قالت الأم: وهل هو لا يعرفه،
قالت البنت: أنا أحبك يا أمي وأحب مصر، يخيل إلي أن الرئيس متورط تماما حتى أنه لا يسمح لنفسه أن يفكر في أي شيء آخر،
قالت الأم: وهل هذا شيء آخر أم شيء أوّل،
قالت البنت: وهل تعرفين ما هو متورط فيه؟
قالت الأم: هو متورط في رئاسة الجمهورية!! والسفريات،
قالت البنت: تصبحين على خير يا أمي،
قالت الأم: وانت من أهل الخير يا حبيبتي، ربنا يحمي مصر،
قالت البنت: آمين.
10-10-2012
واقرأ أيضاً:
الدورات السبع / أخبار اليوم تظهر في زفتا وتشكيل وعي الصغار / تسابيح رمضانية / الدين لله والوطن لله والجميع لله