الذى يجري الآن فيما يسمى الفضائيات وغير الفضائيات أصبح أكثر من طاقة الآذان على مجرد تلقيه، فما بالك بالعقول واستيعابه، وأغرب ما في هذه اللقاءات والأحاديث، أن أغلبها يجري تقريبا في نفس الوقت، فيحتار المشاهد والمتابع بينها، فينتقل من كلام إلى كلام، وينسى أن هناك شيء اسمه الصمت، وأن ثمَّ صمتا هو أبلغ من الكلام مثل الذي قال فيه صلاح عبد الصبور "فليتكلم عني صمتي المفعم"، وحين تكلم صمته قال: "رعب أكثر من هذا سوف يجيء"...الخ
ذات مرة، وأنا أتابع بعض هذه البرامج محتارا، وبرغم مسئوليتي عن المشاركة فيها أحيانا، قلت أشاهدها صورة بدون صوت، وكانت النتيجة لا تسر.
ومرة أخرى تخيلت أن صاروخا انتقائيا وصلنا من كوكب آخر، فأوقف هذه البرامج جميعا لمدة أسبوع، وكانت النتيجة أيضا لا تسر، اسمحوا لي ألا أتعرض لها الآن كذلك.
لكن الصمت ليس واحدا، فهناك الصمت الجبان، والصمت المسئول، والصمت الصوم، والصمت الفضيلة، والصمت النذالة، وغير ذلك...
وقد وجدت في أوراقي مثل هذه التصانيف، فقلت أعرض بعضها حتى لا يحسب الناس أنني أعتبر الصمت فضيلة طول الوقت، بعض أنواع الصمت:
1- الصمت الميت: وهو أنانية وإلغاء للآخرين
2- والصمت الجبان: خوفا من الخطأ والعقاب
3- والصمت الخبيث: وهو الذي يشترِي ولايبيع، ضمن صفقة الشطار
4- والصمت الساخر: وهو الذي ينظر من أعلى على كل آخر، ويستخسر فيه الكلام
5- والصمت المتأمـِّل: وهو الذي يحسن الاستماع ليستوعب التفاصيل
6- والصمت اليقظ: وهو الرحلة المتصلة الصادقة بين الداخل والخارج وبالعكس، احتراماا للكلمة الفعل المسئولية.
7- والصمت العاجز: وهو الذي يمارسه صاحبه خوفا من التعري، أو المواجهة، أو المسئولية
8- والصمت السماح: الذي يتيح الفرصة للآخر أن يقول أو يكمل
9- والصمت الأبي: الذي يتمثل في "جواب ما تكره السكوت"
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت
ومن كان يؤمن بالحق والمسئولية، فليتكلم هادفا محددا، أو يعتذر
الثلاثاء 18-3-2014
واقرأ أيضاً:
أخبار اليوم تظهر في زفتا وتشكيل وعي الصغار / تسابيح رمضانية / الدين لله والوطن لله والجميع لله / التآمر هو الحل !!!