الهراء: كلام هذيان غير خاضع لمنطق... كلام كثير فاسد بلا نظام له، ولا رابط بين جملة وفقرة... كلمات وعبارات دون معنى لها.
الهرائية: من الهراء، وهي سلوك سائد في مجتمعاتنا وفقًا لمفهوم "ما أرخص الكلام"، "مجرد كلام"، وجميعنا "نحجي شيش بيش"!.
الهراء يطغى في مواقعنا وصُحُفِنا ووسائل إعلامنا ورسائلنا التي نتبادلها عبر وسائل التواصل المتنوعة، وما نجنيه من وراء الهراء هو الفَضفضة، والتَّروِيح الذاتي، والسعي وراء المُنَغِّصات.... والمصيبة أن الهراء صار هو العمل!.. أما إذا أتيت بكلام منطقي يدعو للعمل فستكون من الخائبين والمنبوذين، فالهرائية عمل متواصل ومريح!.
والمفيد في انتشار الهراء المكتوب أنه علَّم الناس الكتابة، وجعلها تتنبه للتعبير باللغة العربية بسلامة وبدون أخطاء، وإن وُجِدَت فيَتِمُّ تصحيحها، وهذه خطوة جديرة بالتقدير، ففي الشر خير، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.
قال: يهذربون!.
قلت: دعهم وما يفعلون، فإنهم سيتعلمون.
قال: ومن الهراء ينتفعون؟
قلت: نعم، ما داموا يتفاعلون.
قال: إنك لمن الهُرائِيِّين.
قلت: إذا اشتدت على الناس الأمور فالهُرائِيَّة دواء.
قال: وهل هو الدواء الشافي؟
قلت: بالهراء سيكتشفون صواب السبيل، ويستحضرون عناصر العافية السلوكية.
احتار صاحبي، وراح يتمتع بالهراء!.... فدعنا في هُرَائِيَّتِنا، ولسوف ننتصر على النَّكَبَات والخُطوب.
واقرأ أيضاً:
الجدل العقيم عَمَلُنا! / أقلامٌ يائسة ورؤوس بائسة / الفكرة والفكرة