مغامرة من داخل العيادة النفسية
أعلم لدى منكم الكثير من القلق اللامتناهي ولربما أثناء جلوسك في العيادة النفسية لتنتظر دورك، أجزم بأن من يجلس هناك مريضاً أو مرافقاُ يمتلك مقراب هابل المتفحص لأبعد المجرات، تمطرك تلك النظرات من أعلاك لأخمص قدميك، ولربما تبدأ سلسلة الحوقلة لجنونك المعلن.
تذهب للفتاة الجميلة وتهمس لها باسمك وموعدك كسر من أسرار البيت الأبيض وتدعوك للجلوس، بالمناسبة لم أذكر يوماً لطبيب اسمي الحقيقي وكنت أتقمص دائما اسماً جديدا هنا فلا تطلب بطاقة تعريف بالعيادة، أقرب مقعد واجلس وتنهال النظرات للسيدة صاحبة العقل السقيم.
سأخبركم بسر بالعيادة النفسية أتصرف بطبيعتي المطلقة فهنا مُعلن جنوني، لا حاجة للكلام المتأنق والنظرات الطبيعية، لا حاجة لأثبت عكس هوية روحي، ولو أردت لارتديت بجامتي فأنا حرة، أود الابتسام فأبتسم أو التقهقه ضاحكةً أنا حرة أيضاً فالجنون يرفع عني القلم ويكتب لي الحرية ويكسر قيد الزمن عني.
تتأمل وجهي سيدة مسنة مرافقة لمريضة ما تحاول الجلوس بجانبي ولربما تربت على كتفي لطفاُ منها، لتسكن نفسي ويقتلها الفضول لمعرفة قصتي، كيف أوصلتي الدنيا لهنا ولأنك بمستشفى المجانين .... ستنطلق تلك الإبداعات المكبوتة .....ولربما قصص مختلقة فهو حق لي ما دمت بنظركم عالة ومنتهية الصلاحية..... سأخبرك قصتي يا خالة لدي مارد وعفريت يسكنني ويحتاج لجلسات كهرباء ليبتعد عني وها هو يقترب منك، تبدأ ملامح السيدة بالتغير يكسو وجهها الاصفرار وتبدأ بالمعوذات ......وأبدأ درس تمثيلي احترافي .....أظنه وصل .....وصل .....وصل .........مشهد لن تصدق بأن سيدة بكامل أناقتها وأنوثتها تفعله بمحض إرادتها وبصدق لم أعد أدري هذا جزء من المرض أم تمثيل .....صرخة ويفتض كل من في المكان .... تعرفني فتاة الاستقبال .....كفى يا ندى اجلسي مكانك .....كشفتني اللعينة لربما علي اختلاق قصة ومسرحية جديدة .....ترفض السيدة المسكينة الاقتراب مني ....وأجلس أتمتم أغنيتي المفضلة .....والكل يتحاشى النظر لي ....هنا عالمي ....وجنوني جواز يسمح لي بجرأة أن أفعل ما يحلو لي ....أدخل لطبيبي وتكون فتاة الاستقبال أخبرته بما فعلت (من تحت نظراته الكبيرة وبصبره الكبير (وبعدين معك يا بنت مش حنبطل هطل) .....أعرف كيف أحزنه ولربما أبكي قلبه بقصتي ....هنا أكون صادقة جدا جدا........ فالعبث بهذه العقاقير حكم بالموت .........
في كل زيارة أعبث بالموجودين ....كل من تسول له نفسه بانتقاص هذه الروح .....أنت لا تعلم معاركي التي خضتها ولا حياتي التي واجهتها .....لست هنا لانتكاسة حب في عالم المراهقة .....أو فقداني لقطتي المدللة ....أنا هنا لأنه الحل الأخير قبل الوقوف أمام سكة قطار يسير بجنون .....فأشح بنظرك عني ..... ودعوا الخلق للخالق.
في المرة القادمة سأحدثكم عن حنان مجنونة أخرى لكن بجرعة مكثفة
ثنائية الروح تتحدث
واقرأ أيضاً:
فصولي الأربعة / حكاية من القاع
التعليق: المنشور أعلاه لا يساعد رواد الموقع وفيه عداء علني وخفي ضد الصحة النفسية.
لكل إنسان الحق في التعبير عن مشاعره في إطار دوامي أو خيالي ولكن ليس على الموقع أو أي موقع آخر يعني بالصحة النفسانية. أطلب من الموقع مراجعة نشر هذا المنشور وحذفه.