الدراسات والبحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية العالمية من الدول العربية قليلة أو غائبة، مصر نشرت دراستين، ومنشور واحد لكل من الإمارات والسعودية ولبنان والكويت والأردن، بينما تركيا نشرت (26) دراسة، وإيران (9) دراسات.
لم يحصل على جائزة نوبل بالعلوم إلا (أحمد زويل) من مصر.
فالمشاركة في المعارف العلمية للدول العربية تكاد لا تذكر، ويُقال أن إسبانيا ترجمت كتبا في سنة واحدة أكثر مما ترجم العرب في ألف سنة.
النشاط العلمي العربي يبدو اتكالي وخالي من طاقات وقدرات التفعيل الذاتي، والثقة بالجد والاجتهاد، والإيمان بالعقل، فكأن الأمة مصابة بالعُقم العلمي، وتبدو وكأنها مقعدة ومندسة في هشيم الغابرات.
الأمة حولت عصورها الذهبية إلى عصور دموية دامعة حزينة، ذات نشاطات نواحية ولطمية.
فالمفكرون والفلاسفة ينوحون وينعون ويحسبون بأنهم ينجزون شيئا نافعا ومفيدا للأمة.
وجامعاتنا بكلياتها العلمية صامتة، وأساتذتها لا يقدمون أصيلا، ويملأهم الخوف والتردد، فيستصغرون جهودهم ويعتاشون على جهود الآخرين، ولا ينظرون في تراث الأمة المعرفي، ولا يعملون على إحياء تطلعات السعي العلمي الجاد.
فأين الكتابات العلمية والبرامج والدراسات، أين القوة اللازمة للحياة المعاصرة؟
إن جهد أبناء الأمة يُراد له أن يكون محصورا في الأدب والدين، ولا يجوز للأمة المنيرة المنورة أن تسطع على الدنيا، لأنها ستنطلق نحو آفاق السماء الإشراقية.
فلماذا لا يؤمن أبناؤها بالعلم ضرورة للحياة الحرة الكريمة، ويمعنون بآليات الهروب نحو السفسطات الأدبية والإسهاب في سكب طاقاتهم بعبثية على السطور، وكل منهم يدّعي بأنه الفارس المقدام وحامي الحمى والماجد الهمام، وما قدموا سوى النزيف الفتاك.
أمة العلم عودي إلى جوهرك العلمي لكي تكوني!!
واقرأ أيضًا:
قوانين الله وقوانين البشر!! / التقدد الديني!!