شهور الحمل فترة خاصة جدًّا في حياة كل سيدة.. وزوجها أيضًا؛ لأنه أول من يلاحظ تغيُّر حالتها النفسية وأول من يسمع صرخات آلامها، وهو الوحيد أيضًا الذي يشاركها هذه اللحظات الخاصة، وفي فصل الصيف تزيد شكوى الحامل من الشعور بالحر وزيادة في إفراز العرق، وتكرر الأسئلة عن كيفية التقليل من هذا الشعور، وعن نوعية الملابس التي يجب أن ترتديها، وماذا تأكل؟ وهل يُسمح لها بالعمل أم لا؟
العناية بالجسم وحركته وعلاقاته:
(حملنا) هذه الأسئلة وغيرها إلى الدكتور محمد فريد استشاري أمراض النساء والولادة، فقال لنا:
1 - على الحامل خلال فصل الصيف الاهتمام بأخذ حمام دافئ يوميًّا (أو أكثر)؛ ليساعد على حيوية الجسم ونشاط الدورة الدموية، مما يزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض ويمنع التهابات الجلد، ويفضل الاستحمام والحامل واقفة؛ لأن الجلوس في الماء يساعد على دخول الجراثيم إلى المهبل؛ ولهذا فممنوع على الحامل ممارسة السباحة سواء في حمامات السباحة أو البحر خشية دخول الجراثيم خاصة الفطريات إلى الجهاز التناسلي، كما تتجنب استخدام (تيار الماء) المهبلي لمنع دخول الجراثيم.
2 - ومن المهم أيضًا العناية بنظافة الأماكن التي تفرز كميات كبيرة من العرق؛ حيث تغسل عدة مرات خلال اليوم بالماء العادي وتجفف جيدًا، ولا تترك رطوبة سواء من العرق أو الماء؛ حتى لا يحدث أي نوع من أنواع الالتهابات التي تزداد حدوثها أثناء الحمل.
3 - وعلى الحامل الاهتمام بسلامة حلمة الثدي من الجفاف والتشقق والالتهابات، خاصة الشهرين الأخيرين من الحمل والرضاعة؛ وذلك بغسلها بالماء والصابون وتجفيفها جيدًا ثم تدهن بزيت أو كريم، وأن تكون حمالات الصدر أكبر مما اعتادت الحامل أي تزيد بمقياسين (رقمين) قبل فترة الحمل، حتى لا تكون ضاغطة.
4 - تُنصح الحامل أيضًا بارتداء الملابس الخارجية والداخلية القطنية الواسعة وعدم ارتداء الملابس الضيقة والمصنوعة من الأنسجة الصناعية، وكذلك ارتداء الأحذية المريحة، والبعد عن الكعب العالي منذ بداية الحمل وحتى نهايته؛ للحفاظ على توازن الجسم وعدم التعرض للحوادث والإصابات؛ لذلك فمن الأفضل ارتداء أحذية ذات كعب عريض لا يزيد عن 3 سنتيمترات.
5 - كما يجب على الحامل أن تحصل على القسط الكافي من النوم يوميًّا (حوالي 8 ساعات على الأقل)، وأن تتجنب الإرهاق البدني، وعدم النوم بجوار المروحة أو أجهزة التكييف، وأن تعتمد فقط على الهواء العادي لضعف المناعة عمومًا أثناء فترة الحمل، وكذلك الاهتمام بنظافة الملابس والفراش، والمواظبة على تهوية المسكن وتعريضه للشمس.
الحامل والعلاقة الزوجية والرياضة:
في الحالات الطبيعية يسمح للحامل بممارسة العلاقة الزوجية، ولكن بدون إرهاق بدني أو ذهني مع العناية بالنظافة الشخصية بالماء العادي بعد الانتهاء من العلاقة مباشرة، أما في حالات معينة من الحمل فقد ينصح الطبيب بعدم ممارسة العلاقة لبعض الوقت حتى يستقر الحمل.
- وما دام الحمل طبيعيًّا فلا خوف من القيام بالأعمال المنزلية العادية كترتيب المنزل وتنظيفه وغير ذلك، لكن مع تجنب رفع الأحمال الثقيلة أو صعود السلالم العالية، ومن الممكن للسيدة الحامل الاستمرار في عملها الوظيفي المعتدل حتى قبل الولادة بأسبوعين، مع تجنب التعرض للشمس لفترات طويلة، وتجنب التواجد في الأماكن المغلقة قليلة التهوية، وعدم التعرض لدخان السجائر، سواء في أماكن العمل أو داخل المواصلات العامة، وينصح بممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة خاصة المشي لتساعد على الحفاظ على صحة العضلات، وفي الشهر التاسع تساعد على تسهيل الولادة (ممارسة المشي لمدة ساعة واحدة يوميًّا بعد الغروب لتجنب التعرض للشمس).
- أما بالنسبة للسفر.. فيفضل عدم السفر بالنسبة للحامل، وإذا كان ضروريًّا فلا يفضل استخدام القطار أو الطائرة في المسافات الطويلة خاصة بعد الشهر الثامن من الحمل.
الغذاء أثناء الحمل:
حملنا أيضًا كل الأسئلة الخاصة بغذاء الحامل، وما يجب أن تتناوله أثناء الحمل، وما يجب أن تمتنع عن تناوله.. وطرحناها على الدكتور سيد حجازي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، فأفادنا بالآتي:
أولاً: تشتكي بعض الحوامل من القيء والغثيان أثناء الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، وهو نوع من الاضطراب المعدي الناتج عن ارتفاع أحد الهرمونات، وبالتالي يفضل أن تكون الوجبات الغذائية التي تتناولها الحامل قليلة الحجم وكثيرة العدد (من 5 - 6 وجبات يوميًّا) لسهولة الهضم والامتصاص، وتجنب المواد الدهنية كالسمن والزبد والمقليات والتسالي (اللب والفول السوداني)، والبعد عن المواد الحِرِّيفة كالشطة والقرفة والجنزبيل والفلفل والترمس.
ثانيًا: تبدأ تناول أول وجبة في السابعة صباحًا، وتكون عبارة عن ربع رغيف من الخبز الناشف أو البقسماط مع 4/1 ملعقة كمُّون، ثم بعد ذلك كل ساعتين وجبة أخرى صغيرة.
- والمفروض أن تحتوي وجبات اليوم الواحد على بيضة مسلوقة يوميًّا وكوب من الحليب وشريحة من الكبدة البانيه.
ثالثًا: تزيد احتياجات الحامل من عنصر الحديد إلى 28 مليجرامًا يوميًّا (بزيادة 60% عن السيدة في غير الحمل)؛ لأنه هام لتكوين الهيموجلوبين وتكوين الأنسجة والخلايا (وتحتوي 150 جرامًا من الكبدة على 10 مليجرامات من الحديد، كما يحتوي 150 جرامًا من العسل الأسود أو 25 جرامًا من الطحال على 10 مليجرامات من الحديد)، ويفضل أن تكون أغذية الحامل من مصادر حيوانية بنسبة أكبر من النباتية.
رابعًا: بالنسبة للكالسيوم تحتاج الحامل إلى 1200 مليجرام من الكالسيوم (بزيادة 50% عن غيرها)، وتحتوي كوب الحليب أو الربع لتر على 400 مليجرام من الكالسيوم، كما يوجد الكالسيوم في الخضراوات الورقية الخضراء كالجرجير والبقدونس، وكذلك في العسل الأسود الذي يمد الحامل بالحديد والكالسيوم والسعرات الحرارية؛ ولهذا على الحامل تناول طبق سلطة كبير يوميًّا يحتوي على الخس والجرجير والخيار والليمون وغيرها.
خامسًا: يجب أن يحتوي غذاء الحامل على نسبة كبيرة من فيتامين A الخاص ببناء الخلايا وهو موجود في الكبدة وصفار البيض والحليب كامل الدسم ومنتجات الألبان.
معيار الغذاء السليم:
- الميزان هو إحدى الوسائل لمعرفة ما إذا كانت الحامل تتناول غداءها بطريقة سليمة أم لا، فالمعروف أن الحامل يجب أن تزيد 10 كيلوجرامات عن وزنها الطبيعي خلال شهور الحمل التسعة؛ بحيث تزيد خلال الشهور الثلاثة الأولى 3 كيلوجرامات، و4 كيلوجرامات خلال الشهور الثلاثة التالية، و3 كيلوجرامات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، فإذا زادت الأم الحامل عن 10 كيلوجرامات فيجب أن تقلل من تناول المواد الدهنية والنشوية والسكرية التي تتناولها .
- وعلى الحامل الاهتمام بأسنانها؛ حيث تشكو الكثيرات من تخلخل أسنانهن خلال الحمل، وهو أحد المؤشرات التي تشير إلى نقص الكالسيوم في الجسم، بالإضافة إلى كفاءة العظام نفسها وتعرف عن طريق الضغط على منطقة الرسغين والرقبة، فإذا كانت نسبة الكالسيوم الموجودة بالجسم أقل من الطبيعي فستشعر الحامل بالآلام في هذه المنطقة، وإذا كانت الحامل تشعر بدوخة مع صداع "وزغللة" بالعين وزيادة ضربات القلب واضطراب التنفس، فهذا إشارة إلى نقص الحديد بالجسم.
- إذا كانت الأم الحامل مريضة بالسكر فعليها التقليل من تناول السكريات والنشويات وتناول الخبز الأسمر والعسل الأسود لما فيه من مواد هامة بالإضافة إلى مواد الطاقة.
- من مشاكل الكلى التي تعاني منها الحامل مرض الزلال، وهو فقد كمية من البروتينات عن طريق البول نتيجة لخلل في وظائف الكلى، وقد يحدث للحامل هذا الأمر، وهنا عليها أن تزيد من تناول البروتينات حتى لا تصاب بالأنيميا، وتُجْرِي التحاليل المطلوبة.
أخيرًا على الحامل أن تحرص في الصيف على تناول السوائل بكثرة خاصة الماء والعصائر الطازجة، وتناول الفاكهة الصيفية كالبطيخ كمصدر للسوائل وكذلك العنب والتين لما تحتويه على فيتامينات ومعادن طبيعية تجنب الحامل الإمساك، وأن تكون كمية الملح في الطعام في المعدل الطبيعي لتعويض الفاقد من الأملاح عن طريق العرق، وعدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية والآيس كريم.
واقرأ أيضاً:
المطلقة هل هي نصف امرأة؟؟ / العنف ضد النساء