الذكاء الاصطناعي حلبة المصارعة الحرة بين العقول الإبداعية الفاعلة في الدول الكبرى، وتأتي ضربة الصين القاضية على رأس الاحتكار الأكبر للذكاء الاصطناعي، بتحولات يصعب تخيلها، وتقدير تداعياتها المستقبلية.
القرن العشرون كان قرن النفط، والقرن الحادي والعشرون قرن الثورات التكنولوجية الصاخبة. التكنولوجية تستحوذ على مصيرنا؟
قبل عقود قال لي زميلي الصيني: سيأتي اليوم الذي لا نحتاج فيه لعقولنا!!
قلت: كيف؟
قال: سيتم ابتكار رقائق نزرعها في رؤوسنا لتقوم بالواجب بذكاء فائق!!
تذكرت حوارنا، أمام الصدمة التي زعزعت عروش أمهات الشركات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي، مما أرعب القوى المتوهمة بالهيمنة التصنيعية المطلقة.
تطبيق (ديب سيك) الصيني أرعب الكيان الابتكاري في الدولة المهيمنة على الإبداع التكنولوجي، وتسبب بخسائر مباغتة للشركات المستثمرة في المشروع المذهل الذي سيقلب الدنيا رأسا على عقب.
الآلة ستقودنا وتسيّرنا، وكأننا بلا قدرة على التحكم بها، لأن عقولنا أوجدت ما يفوقها من الأدوات التفاعلية اللازمة لتخميدنا، وتحويلنا إلى قطيع.
الذكاء الاصطناعي سيكون قائد كل نشاط في القرن الحادي والعشرين.
سيقود المركبات بأنواعها، وسيدير الشركات والمستشفيات، وسيكون الطبيب المعالج، والمرشد الآلي لأي حالة تهم البشر، وهذا يعني بأن الكثرة البشرية ستكون عبئا، فلا حاجة للأيدي العاملة، وهذا خطر مروع ستواجهه الدنيا في العقود القادمات.
الكثرة البشرية كانت ضرورية للزراعة، وعندما حلت الآلة مكانها صار شخص واحد يدير حقلا كان يعمل فيه أكثر من ألف شخص.
وقس على ذلك معظم ميادين العمل الأخرى.
فالحاجة للأيادي العاملة ستتناقص بنسب مخيفة، مما يستدعي انطلاق الحروب الفظيعة اللازمة لتأمين العدد الذي عليه أن يعيش متمتعا بعطاءات الذكاء الاصطناعي.
فهل إن الآلة ستنتصر على البشر؟!!
واقرأ أيضا:
التصوير بالكلمات!! / الوهم المقيم!!