حلقة بحث (ظاهرة العناد عند الأطفال)
& الجانب النظري
1. المقدمة
2. تعـــــــــــــريفه
3. ظهور العنــــاد
4. أنــــــواع العناد
5. صــــــور الــعناد
6. أســـــــــــــــــبابه
7. لماذا يعصي الأولاد الآباء
8. تحــــــــــــــذيرات
9. الأساليب السلبية في التعامل مع العناد
10. طــــــرق الــــــــوقاية
11. حالات عناد عولجت
12. أسئلة لبعض المربين
& الجانب العملي
1. العناد عند الأيتام
2. الجانب حالات من واقع الأيتام
3. الخاتمة
العــــــــــناد
سأتكلم في بحثي هذا عن ظاهرة سلوكية تنتشر بين أطفالنا اليوم.
وبالرغم من انتشارها الواسع نجد الآباء والمربين يسيئون فهمها والتعامل معها لتختلط عليهم المفاهيم وليصفوا أبناءهم بصفات متعددة معبرين عن استياءهم من عنادهم...
سأحاول معكم الوقوف على التعريف الصحيح للعناد وبالتالي التعرف على أشكاله وصوره ومن ثم اكتشاف أسبابه الداخلية والخارجية لنذكر بعد هذا كله الوقاية والعلاج....
سأضع بين يديكم حالات عولجت.
سأزودكم ببعض المعايير التي تخفى عليكم بعد طرح أسئلة بعض المربين الذين يعانون من العند عند أطفالهم...
وبعد أن نمتلك خلفية هذه الظاهرة وأدوات علاجها سنسقط ما عرفناه على واقع طفلنا اليتيم محاولين استنتاج الأســـباب الخاصة باليتيم التي تجعل منه طفلاً متمرداً وبالتالــــــــي استنباط الحلول مما عرفناه سابقاً..
تعريف العناد: هو الرفض السلبي المستمر وقد يصل إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به وبالتالي الخروج عن الضوابط المحددة.
ظهور العنـــــــــاد عند الأطفال:
٠ في سن الخامسة يحس الطفل بوجوده لذا فإنه يسعى ليظهر شخصيته فيظهر الـعناد.
٠ في سن الرابعة عشر يكون الفتى قد تجاوز عالم الطفولة وشرع يدخل في عالم الكبار.
٠ في كلتا الحالتين لا خشية من ظهور العناد مع العلم أنه عناد مؤقت وإذا واجهناه مواجهة ناجعة فإنه سوف يتلاشى ويذوب من نفسه.
٠ يظهر العناد بتأثير مرور الطفل بإشكالات تتعلق بدراسته أو بتأثير فشل ألم به أو بظهور من يسعى ليتطاول عليــه.
٠ يظهر العناد عند الطفل عندما يكون الوالدان عصبيان أو عنيدان فيكتسبه منهما اكتساباً.
٠ يظهر العناد عند الطفل المتفوق نتيجة وضعه في جو غير ملائم ولا يحتوي إبداعاته وتكون هنا المشكلة ليست بالطفل إنما بالمدرس والظروف.
أنواع العناد:
العناد الطبيعي: وهذا النوع لا يعد خطراً بل يعتبر ضرورياً للطفل
والعناد عند الطفل يبدأ من سن الثانية وهو لغة الاستقلالية ودليل على قوة الشخصية عند الطفل فالطفل الذي لا يظهر عنده هذا العناد الطبيعي قد نجد في شخصيته غالباً خضوعاً واستسلاماً يودي به مستقبلاً إلى آفات خطيرة كمثل الخجل والانطوائية والجبن.
العناد المشكل: ينشأ هذا النوع مع عدم إيجاد البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي فتطول فترته ويترك آثاراً سيئة يعاني منها الأهل والمربون وقد تطبع حياته بطابع الاستهتار والانصراف عن العلم والأخطر من هذا قد يصاب بعدم التوائم النفسي مع حياته وظروفه مما يودي به إلى أمراض نفسية وعقلية واجتماعية تورثه أحياناً آفة العنف.. وفي هذه الحالة ينبغي للوالدين الاستعانة بأولي الخبرة للتغلب على مشكلة ولدهم وننصح بعدم الضرب إلا في حالات محدودة جداً.
صور العـناد:
1. شكل المقاومة السلبية: يتأخر الطفل في الامتثال ويتجهم ويصبح حزين ويتذمر
2. التحدي الظاهر: (لن أفعل هذا) حيث يكون الطفل مستعد لثورة غضب
3. العصيان الحاقد: يؤدي إلى قيام الطفل بعكس العمل الذي طلب منه
أســـــــــباب العناد:
عوامل خارجية: (بتأثر البيئة المحيطة):
1. النظام المتساهل من قبل الأبوين
2. القسوة المفرطة أو النظام الصارم
3. عدم الثبات في التربية حيث لا يستطيع الوالدين الاتفاق على معايير سلوكية.
4. الأبوان المتوتران أو في حالة صراع مما يؤدي إلى إهمال دور الأبوة
5. اختلاط الطفل بأقران عنيدين وعاصين
6. البرامج التلفزيونية المنصبة على العنادية
عوامل داخلية: (نابعة من داخل الطفل)
1. الحصول على القـــوة والاســــــــــتقلالية.
2. لإثبات أنه ليس بمقدورك التحكم به.
3. لتلقي رد فعل.
4. للانـــــــــــتقام.
5. للحصول على رضا الأقران.
6. للاستمرار على الاهتمام.
7. الحماية الذات.
8. لاختبار مدى حبك له.
لماذا يعصي الأولاد الآباء؟
1. الأوامر والنواهي لا تتفق مع ميول الأطفال
2. يكون الطفل منهمك في عمل يعتبره عظيم فيطلب منها الآباء عمل آخر كأن يأتي ليأكل مثلاً ولذته بعمله أكبر.
3. الأوامر المبهمة غير الواضحة من قبل الآباء تجعل الأطفال حائرين وعاجزين عن التنفيذ.
4. هناك عبارات يستخدمها الآباء تحمل معها فكرة العناد والعصيان.
هل تريد ترتيب أغراضك؟
هيا لترتب أغراضك فالترتيب جميل.
5. هناك بعض الأحوال المرضية لا تلاحظها الأم تعيق الطفل عن سماع الأوامر.
تحـــــــــذيرات:
• حذار من أن يتحول العناد إلى تمرد
• حذار من تعدد الطلبات في آن واحد
• حذار من مقاطعة الطفل المتمرد وعدم التواصل معه
• لا تتحدث عن طفلك المتمرد أمام الآخرين
الأساليب السلبية في التعامل مع سلوك العناد:
- الصراخ: يلغي لغة التواصل والتفاهم بين المربي والطفل فيصبح الطفل في حالة دفاع عن النفس وآثار الصراخ السلبية أكثر من آثار الضرب فهو يحدث عند الطفل ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل والذي يدوم مع الطفل طيلة حياته ومهما كبر فإن رفع أي صوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل صغير.
- التأنيب واللوم: كثرة التأنيب واللوم يوغران القلوب ويفككان العلاقات ويبعدان القلوب ويقتلان المشاعر الإيجابية.
- الأوامر الكيفية: كثرة الأوامر دون عملية إقناع ترافقها تحول الطفل إلى آلة لتنفيذ الأوامر وتلغي شخصيته وتضعفها.
- التهديدات: كثرة التهديد بكل أنواعه (المباشر وغير المباشر, اللطيف والعنيف) لا يساعد ولا يسهم في حل المشكلة وإن ترك الطفل السلوك المزعج فإن هذا يكون بشكل مؤقت وبدافع الخوف من التهديد..
- السخرية: السخرية من السلوك المرفوض تسحب الثقة من الطفل وتقنعه بعدم قدرته على التخلص من السلوك لمزعج إضافة إلى أن السخرية تحطم المعنويات وتضعف كيان الطفل.
- الشتم: شتم الطفل ووصفه بنعوت سلبية تثبت هذه الأوصاف وتقنع الطفل بها إضافة إلى أن الشتم يعلم الطفل البذاءة.
- المقارنات: لا تقارن أبداً طفلاً بغيره.. فالمقارنة أصلاً لا تجوز بين شخصين وهي غير منطقية.. إذ المقارنة تكون عادة بين سلوكين أو موقفين لا بين شخصين فالمقارنة بين طفل وغيره أسلوب ينزع لثقة من نفس الطفل ويقنعه بفشله...
- المبالغة في الوعظ: النفس البشرية ترفض المبالغة في الوعظ وتسأم ويصيبها الملل ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه رضي الله عنهم بالموعظة مخافة السآمة.
- سوء الظن بالطفل: تفسير السلوك دائماً بشكل سلبي يعد من سوء الظن بالطفل ويؤكد عدم الثقة فيه وفي أخلاق وقيم وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بين الطفل ووالده.
- الاتهام: حين تضع الطفل في قفص الاتهام فأنت تقوم بدور القاضي الذي يصدر الأحكام والحقائق الذي يصدر الاتهامات والاتهام يكون مبثوث في أسئلتك، ففرق شاسع بين أن تسأل ابنك لماذا تأخر من باب الاطمئنان عليه وأن تسأله لماذا تأخر؟ من باب الاتهام وسوء الظن فيه، فالدافع الأول يجعله يفتح قلبه لك والدافع الثاني، جعله ينغلق ويتهرب.
- العقاب: العقاب بشتى أساليبه لا يجعلك تركز على الحلول بقدر ما يكون بالنسبة لك – إشفاء للغليل أو إفراز للتوتر والطفل الخاضع للعقاب قد يستجيب لك ولكن بشكل مؤت أو أنه يتعلم الازدواجية السلوكية فيتصرف أمامك بسلوك وفي غيابك ينهج سلوكاً مخالفاً.
- التجريم: وهو من الأساليب السلبية التي تجعل كل شيء أسود في عين الأب وكل ما يصدر من الطفل جرماً.
- المن: كثرة المن على الطفل وتذكيره بأعمالك وتعبك يجعله في موقف ضعف وتأنيب عادة ما ينتهي بمحاولاته التخلص من ذلك المن المستمر وقد يلجأ الطفل للسرقة في سبيل تأمين حاجاته والتخلص من هذا المن.
- الانتقاد المستمر: كل شيء لا يعجب الأب وكل سلوك من الطفل لابد وأن يجد له الأب ثغرات ينتقدها وهذا الانتقاد يجعل الابن زاهد بالعمل والانجاز مفضلاً الاستكانة والعزلة.
- التحذير: قد يؤدي التحذير من الأشياء غير المقبولة إلى فتح ملفات التحذيرات في ذهنه وتفكيره لذلك يجب التركيز على ما تريده لا على مالا تريده.
طرق الوقاية:
- اعمل على بناء علاقة وثيقة مع ابنك فكلما زاد الحب زادت الطاعة، فالعند يتشكل غالباً عند الطفل عندما ينغلق على نفسه لتضيع من يدينا نتيجة بعده عنا مفاتيحه ولغدو أحاديثنا معه روتينية لا تريحه ولا تحل مشكلاته ولا تخترق شغاف قلبه.
- حاول دائماً متابعة الطفل في أفعاله وأعماله متابعة رحيمة موجهاً أياه إلى السبل الصحيحة من خلال إشعاره دائماً أنك تسكن داخله, تابعه متابعة رحيمة تريحه، لا متابعة مراقبة تتهمه
اسمعه لتنصفه، لتحل مشاكله, لا لتوبخه وتتصيد أخطائه, اجعل قانونك في التعامل مع الطفل هو المحبة وقوي رابطة الصلة بينك وبينه ليسمعك ويتبعك.
- كلما زادت الأوامر منطقية وملائمة للطفل زادت الطاعة: عندما تطلب من الطفل حاول أن تقيس طلبك من خلال دخولك لعالمه الصغير وأفكاره ولا تنسى الظروف المحيطة به، لا تطلب منه من عالمك فأنت بذلك تظلمه وتعرضه لخبرة الفشل والفشل يجعل الطفل فيما بعد يرفض أوامرك الغير منطقية في رأيه.
- اجعل يوم للاسترخاء والسرور تشارك فيه طفلك خبراته:
عندما نشارك أطفالنا خبراتهم نشعرهم بذلك أننا قريبون منهم ونسعدهم والأهم من هذا وذاك فإننا نعطي الطفل الجو الملائم الذي يطرح فيه مشاكله وهمومه ضمن الإطار الذي يجذبه ويحبه ولا يغيب عنا الأثر الإيجابي الذي يتكون في نفس الطفل نتيجة تفريغه للشحنات السلبية التي تجعل منه طفلاً عنيداً عاصياً متمرداً.
مما عرفناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة لعبه مع أهل بيته فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدع الحسن والحسين فيمشي على ركبتيه ويديه ويتعلقان به من الجانبين فيمشي بهما ويقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
- كن مستجيباً: كلما كنت مستجيباً لرغباته استجاب لرغباتك (الميل نحو الطاعة ينشأ عند الرضع عندما يستجيب الأبوان لبكائهم أما الأب غير الحساس وغير المهتم تقل استجابة طفله له)
- لا تكن متسلطاً: لا تعطي أمر في الوقت الذي يمكن فيه للطلب أن يفي بالغرض.
- إذا لم يكن عند الطفل خيار إلا الإذعان فما عليك إلا أن تصدر أوامر واضحة ومباشرة خشية أن تربكه.
- اسمح بالعبارات التي تعبر عن المشاعر:
أنا أكره الصحون – لقد سئمت من تنظيف الغرفة
هذه ليست اعتراض (لا أريد) وإنما هي عبارات حول ما يشعر الطفل لذلك احترم مشاعرهم.
- حاول فهم السبب وراء العناد من خلال تركيزك على الظروف المحيطة بالطفل وهذه النصيحة خاصة بالمدرسين الذين يتعاملون مع الطفل على أساس سلوكه من دون أن يكون عندهم أي فكرة عن خلفية حياته وطبيعتها.
- كـــــــــن قدوة: القدوة في التربية هي من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الولد خلقياً وتكوينه نفسياً واجتماعياً ذلك لأن المربي هو المثل الأعلى للطفل يقلده سلوكياً ويحاكيه خلقياً، فمهما كان الطفل استعداده للخير عظيماً فإنه لا يستجيب لمبادئ الخير ما لم يرى المربي في قمة الأخلاق فإذا كان لديك احترام للقوانين فمن الأرجح أن يكون أطفالك محترمين للسلطة وإذا كنت لا تحترم إشارات الوقوف والشاخصات فتوقع أن يكون أبناءك مثلك ومن هنا كان تقريع شاعرنا العربي أليماً في المعلم الذي يخالف فعله قوله:
يا أيها الرجـــــــل المـــــعلم غيـــــره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
- افرض على الطفل قواعد توجه بها سلوكه:
لا تتركه معلقاً في الهواء لتأتي فيما بعد وتطلب منه أشياء لا يتوقعها ففرض القواعد يريحك كمربي ويريحه في تحركاته كما أن فرض القواعد يجعل بيئة الطفل قابلة لتلقي الأوامر من المربين
ومن أهم النقاط الواجب إتباعها في فرض القواعد:
1. كن ثابت: ليس متساهل مرة ومتشددة مرة عندما يكسر القاعدة أطلب منه أن يذكر لك القاعدة التي كسرها ..
2. لا تــــسمح له بكسر القاعدة بثورات الغضب
3. دعه يعرف أن القانون حازم ووراءه عقاب
4. استخدم جزاءات منطقية (الجزاء بقدر المخالفة)
5. تجنب الإفراط في العقاب أو القسوة
6. ضع نص أي أمر بمثابة قاعدة
7. راع الفروق الفردية (أوامر تتلاءم مع شخصية الطفل)
8. حدد أوامرك وتأكد من فهم الطفل لهذه الأوامر
9. أذكر السبب: عندما تشرح القاعدة يكون الطفل أكثر استعداد للإجابة
10. توقع الطاعة: عندما تطلب منه شيء تصرف كما لو أنك تتوقع منه الطاعة
11. اطلب عدد قليل من الطلبات
12. ضع القواعد بشكل صحيح: ابتعد عن الإطار الشخصي
"أنا لا أريد ك هكذا"
"لا يسمح بفعل كذا"
13. تأكد من إعطاء عبارة مباشرة توجه بها الطفل لما تريده
- انتبه لأسلوبك: لنبرة صوتك وللكلمات التي تستخدمها.
- ابتعد عن جرح المشاعر –الأسلوب العدائي الغاضب– التعليقات الناقدة
- كن هادئاً واقعياً مسترخياً
- أعط خيارات إما أن تفعل أو لا تفعل
"هل ترغب بالاستحمام الحمام العلوي أم السفلي"
- كن مرناً: تتراخى حدودك كلما نضج الطفل
- احرص على تربية الطفل في بيئة إيمانية يكون فيها الحديث والقرآن نهجه.
ويتبع >>>>>: العناد عند الأطفال (2)
واقرأ أيضاً:
الطفل العنيد