خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وحتى الآن، حاولت أثناء ممارستي مهنتي أن أسأل أي شاب حاصل على الثانوية العامة ممن يتقدمون للحاق بالكليات العسكرية عن سبب رغبته تلك، فلم أجد إجابة واحدة –لا في الوعي الظاهر ولا في عمق الوعي الكامن– لا من أي منهم، ولا من أهله، تقو: إنه يفعل ذلك ليحارب فعلا، ليحرر ناسه، ليدافع عن بلده. أنا أتكلم عن الحاصل على الثانوية العامة وليس عن الذي يمكن أن يسمّع درسا في التربية الوطنية في الكلية العسكرية بعد ذلك. اقرأ المزيد
(1) "هذا طريق مسدود". هذا ما قاله أبوها وهو يراقبها من خلفها وهى تحاول أن تجعل الفأر في أقصى المربعات يصل إلى قطعة الجبن في المنتصف. احتجت غاضبة: لماذا قلتَ لي؟ كنت سأعرف وحدي، قال لها: ولكنكِ علّمتِ بالقلم فعلا في الطريق المسدود، ولا سبيل للرجوع، قالت له: من الذي قال لك إنه لا سبيل للرجوع؟ قال: لا أحد، ولكنني خفت عليك أن تفشلي. قالت: وحضرتك مالك؟ اقرأ المزيد
(1) قالت له: "كان علينا مِـنْ هذا بماذا؟" (كان علينا من ده بإيه؟) ، قال: "هي فرصة نخدم فيها البلد". قالت: "أية بـلد؟"، قال: "ماذا تقولين؟ بلدنا: "مصر!". قالت: "ما لنا نحن بالسياسة!؟، ألم نكن نخدمها بما نحن فيه؟ هذه البيوت المفتوحة بالآلاف، كل هذه المشروعات الممتدة طولا وعرضا؟ هل نحن ناقصون؟، قال:" نعم، ثم أردف: "ربما". قالت: "نعم؟" أم "ربما؟"، قال بيقين واضح: "بل: نعم". قالت: "ناقصون ماذا؟"، قال: لا أعرف. اقرأ المزيد
(1) مع أن البنت تتشاجر مع أخويها كلما استوليا على التليفزيون لمشاهدة الكرة، إلا أنها وجدت نفسها فجأة -تقريبا فجأة- وسط مباراة هائصة من الأعلام الراقصة بين رؤوس الشباب العارية والمغطاة بـ"كاسكتات" محمد أكاديمي. فرحتْ معهم أكثر منهم. كان اسم البلد "مصر" يتماوج بين الشباب هادرا وهو يحاول أن يجد طريقه بين السحاب إلى مكان مجهول. اقرأ المزيد
(1) الجندي الواقف أمام كشك المرور في مدخل شرم الشيخ من ناحية الطور ليس عنده فكرة، ومع ذلك هو يقوم بعمله خير قيام، تماما مثل كثير من الرؤساء والوزراء الذين ليس عندهم فكرة، ومع ذلك يقومون بعملهم خير قيام، ذلك في البلاد لا يحتاج فيها هؤلاء إلى مثل هذه الكماليات التي يقال لها "سياسة"، يمارسونها كهواية في أوقات الفراغ. قالت له: "ومن قال إنهم يقومون بعملهم خير قيام؟" قال: "هم الذين يقولون". قالت:"ولماذا نصدقهم؟"، قال: "ولماذا نكذبهم؟" اقرأ المزيد
-1- [راحت تحية كاريوكا تتماوج داخل الملاءة اللف، والملاية تقول ما تخفى في حوارها مع أنغام الجسد الناعم المخترِق، فزادت ضربات عبد الوارث عسر، تلهب ظهر البغل بالسوط حول الساقية]..... نبًّهه الموظف أنه كرر السؤال عن أين فقد جواز سفره، وأن الصف طويل، أجاب متسرعا بأنه فقدَ منه أمام مسجد السلطان حسن بالقلعة، ثم سأل: "لكن لماذا الأمن العام"؟ "أجاب الموظف: "إجراءات". اقرأ المزيد
الكل قد خذل المصريين. الحكومة بأدائها المرتبك الذي لا ينظر لحظة للوطن بترزية قوانينه وسرعة منفذيه ووحشية أمنه وتشويش إعلامه. وكذلك المعارضة قد خذلتنا نحن المصريين بعدم وجودها وسط المواطنين... أما الأبطال الحقيقيون فكانوا المراسلين الصحفيين والمصورين الذين انتزعت كاميراتهم كعمرو عبد الله وغيره... اقرأ المزيد
كان جوعا غريبا ذلك الذي داهمني صباح هذه الجمعة، كعادتي أكتفي في الصباح بكلِّ أو بعض ثمرة فاكهة، لكنني اليوم شعرت بذلك الجوع بعد الجلوس على شاشة مجانين وكانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، حسنا أنا في وسط البلد الآن والأفران ومحلات بيع المأكولات غالبا تعمل معظم الوقت..... إذن سيكون من الممكن أن أشتري خبزا وطعاما، ولكن يا ترى أي طعام أشتريه يكون مأمونا... الجبن الأبيض في أسواق مصر المصونة هذه الأيام مشكوكٌ في سلامته بعد فضيحة إضافة مسحوق السيراميك الأبيض إليه، وصحيح أنه أعلن عن سحب الجبن اقرأ المزيد
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته؛ شاي وحنان هو عنوان الفيلم الذي شاهدته منذ ما يقرب من ستة عشر عاما، كنت وقتها في السادسة عشر من عمري وتأثرت به أيما تأثر، كان يحكي قصة فتى صغير ربما في السابعة عشر في إحدى المدارس الداخلية للبنين. كان هادئا محبا للموسيقى حالما شعره طويل قليلا عن أقرانه، اقرأ المزيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أسأل نفسي دائما هل هناك وقت نتوقف فيه عن الأحلام ومتى يحدث ذلك؟ وفي أي سن؟ هل حققتَ أو حققتِ أحلامك؟ وإذا كانت الإجابة لا فهل تراها تظل تلح عليك كما تفعل معي، تقلق نومك وتجبرك على التفكير في تحقيقها وأنت تعلم أن الأ اقرأ المزيد