مطلقة ومكتئبة ومحبوسة ولا وصف عقار
أريد الحل
أحدثك هنا ولا أعلم أيمكن أن تمتلك الحل لحالي, وتنقذ مآلي, أنا سيدة في 30 في العمر وجل محاولاتي لإنجاح حياتي تبوء بفشل ذريع, مخطط العادي جداً لإتمام حياة كحياة الملايين, عمل بيت أطفال وهكذا, فشلت في الحفاظ على زواجي إذ لم يكتب له النجاح, مضيت قدماً كإمراة وحيدة أجابه الحياة لوحدي مع طفلي الوحيد, كانت الدراسة العليا الهدف وفعلاً نلت شهادة عليا بامتياز وأعمل في مركز مرموق,
لكن خواء قلبي ولربما روحي يقتلني...... لا شيء بنظري جيد ويستحق البهجة, أحاول جاهدة تدليل طفلي وتوفير له كل ما يلزم, لكني إنسانة أقضي وقتي في مختبر البحث في الجامعة لوحدي, أعود لبيتي لأكمل عملي من توثيق وتدقيق وليس للحياة البشرية هنا أي معالم, نعم أعيش بين عائلتي لكن قلما أحدث أحد, أوفر طاقتي المتبقية لطفلي الذي أغرقه بالنشاطات, مدرسة, لنادي تحفيظ, لنادي قراءة, فدروس قتال,
أعوض غيابي وانعدام حياتي الاجتماعية بوضع طفلي هنا وهناك, هو في غيابي لا يحبذ البقاء إلا في غرفتي بانتظاري بعد يوم شاق من العمل, لا يحب مجالسة عائلتي هو في السابعة, يفضل القراءة في كتاب أو الرسم أو اللعب وحيداَ, عندما أحاول دمجه بعائلتي أتذكر نفسي كيف أقضي جل وقتي لوحدي, فكيف أجبره؟ هل لا يحب عائلتي, إذ يشعر بشعور سلبي نحوهم يعلم بأنهم يقبلون وجوده على مضض من أجلي فقط, أنا علاقتي بهم متوترة نتيجة لرفضي كل من تقدم لي بعد طلاقي, حسمت الأمر وأغلقت قصة لا تناسب مكوني.
لكني أشعر بأن ليس لدي ما أقدمه لطفلي, أنا أوفر كل ما يلزم لكن يلزمه أم تلاعبه وتكلمه وتربيه, أحاول الحديث معه لكن لا أحسن إسعاده, أنا إنسانة لا اجتماعية, لا أحب أماكن تواجد الناس, ولا أحب الناس أو أي معرفة جديدة. صراعي مع عائلتي لا ينتهي, أريد السكن لوحدي لكن أمنع من ذلك, هم همهم تزويجي, أنا فقدت روحي منذ زمن وأناضل للبقاء أتنفس....
أريد لطفلي حياة طبيعية, لا تراه كيف يرجع من زيارته لأبيه؟؟؟؟ نابضاً بالحياة, سعيدا كما يجب لصغير في عمره... هنا أتسائل هل يجب أن أتنازل عن حضانتي لأبيه إذ يحسن معاملته وليس لديه سواه....... في نفس الوقت أخاف فقدان طفلي إذ أحسه صلتي الوحيدة بهذا العالم, صلتي الوحيدة بالبشر.............
أنا في نظر الجميع سيدة قوية وذكية وجميلة, أنا لا أرى سوى عناقيد من الفشل والألم......, لدي فرصة لدراسة الدكتوراة في بلد أجنبي ويقتلني التردد بين مستقبلي وطفلي.........
عذرا لتشتت أفكاري, فقط انظر لحالي وأخبرني ماذا ترى؟ وأين الحل؟ كيف تعود الحياة بعد الممات... نحتاج لمعجزات.
17/05/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والهناء.
قرأت استشارتك جيداً ورغم الوصف الدقيق للعديد من المشاعر السلبية من عدم السعادة والغضب والتردد، ولكن آدائك المهني والشخصي لا يشير إلى إصابتك باضطراب نفسي جسيم في هذه المرحلة.
حالتك الآن تتميز بحالة من القنوط والجزع بسبب ظروف بيئية لا تخلو من التعقيد وأصبحت مقيدة بسلاسل اجتماعية وعائلية لا تمتلكين القوة على التخلص منها بسهولة. على ضوء ذلك خير ما أنصحك به الآن هو التخلص من هذا التردد والرحيل إلى بلد أجنبي لدراسة الدكتوراه والانتقال بعيداً عن البيئة التي لا تستطيع سد احتياجاتك الناقصة العاطفية والمعرفية على حد سواء. اتخاذ القرار بالانتقال من البيئة الحالية ربما سيعطيك الفرصة لا كتشاف ذاتك وتحقيق طموحات مشروعة. ولكن هذا القرار مرتبط بتعلقك بطفلك الوحيد.
التوصيات:
هناك بعض الملاحظات وهي:
• يبدو أن الطفل لا يزال متعلقاً وبصورة صحية بوالده وهذه نقطة إيجابية والفضل يعود إليك بعدم حرمانه من هذا الاتصال.
• الطفل لديه إدراك لا يعبر عنه شفوياً بأن درجة تواصلك مع العائلة في داخل البيت دون الدافئة وسلوكه يوحي بتحالفه معك وتجنبهم.
• الفراق عن الطفل وتولي الأب رعايته قد يؤدي إلى شعورك بالحداد لفترة زمنية يصعب على الكثيرات تجاوزها أحياناً بصورة دائمة حيث يطاردهن الشعور بالذنب. من جهة أخرى يمكن الجزم بأن انتقال الطفل من البيئة الحالية التي ربما لا تلبي احتياجاته هو الحل الأفضل واتخاذ مثل هذا القرار يعكس استعدادك للتضحية.
• السفر مع الطفل وفي هذه المرحلة من حياته وبمفردك في غاية الصعوبة ولكن ليس من المستحيل تجاوزه ولكن هناك عدة جوانب لا بد من الانتباه إليها تتعلق بفراقه عن الأب والتعليم.
• عدم تحقيق طموحك الشخصي في هذه المرحلة والانتقال إلى بلد آخر فرصة قد لا تتكرر ثانية وحتى إن تكررت قد يصعب تحقيقها بعد منتصف العقد الرابع من العمر.
• لا تحكمي على نفسك بالسجن إلى الأبد وعليك بإقامة علاقات اجتماعية أكثر نجاحاً في تلبية احتياجاتك المعرفية والعاطفية.
• أنصح دوماً بالحديث مع طليقك والتحدث معه حول مستقبل الطفل ومشاريعك الشخصية. مهما كانت أسباب الطلاق فكلاكما انتقل إلى مرحلة أخرى في الحياة ولكن هناك حقيقة تربطكما إلى الأبد وهو الطفل. لا أعني بذلك عودة المياه إلى مجاريها إطلاقاً وإنما التشاور بشأن الطفل فقط.
• تذكري بأنك لم تحرمي الطفل من أبيه ولا أظن والده سيحرمك منه.
• حاولي تجربة بقاء الطفل لمدة أطول مع والده هذا العام.
وفقك الله واعانك.