مشكلة لا أحب
المشكلة: هل من الممكن أن أسأل ما هو الحب وكيف شكله وكيف يحدث, هل هو موجود حقا وهل من الممكن أن يلتقي به جميع الناس حتى أنا, كيف من الممكن أن أعرف أن شخصا ما يحبني أو أنه لا يكذب ولا يتوهم حتى أو يتخيل أنه يحبني ولا يشفق علي؟
أعيش تجربة سيئة وأنا فتاة سيئة لكن أقسم أن ظروفي أجبرتني على أشياء كثيرة لا أحباها ولا أريدها وأصبحت لا أعرف إن كانت خياري أم أجبرت عليها ولم أعد أعرف من أنا حتى هل أنا الفتاة الجيدة التي أظن أم أنني سيئة الخلق وأجد مبررات لنفسي لم أعد أعرف أي شيء حتى عندما أنظر لنفسي في المرآة لا أعرف ما علاقة هذا الشخص بي.
لقد عشت طوال عمري بين بيت جدي وأعمامي وأقاربي وقليلا جدا في بيت أب وزوجته وأمي مطلقة أزورها في المناسبات منذ كنت صغيرة وكلما كبرت قلت زيارتي لها, حتى عندما أزورها أشعر أنها لا ترغب بي وتتمنى أن أغادر حتى لا أحرجها مع زوجها أو عائلته وليس لي علاقة بأخوالي بتاتا ولم أراهم منذ سنوات ولا أعرف شيئا عنهم, حتى هذه العلاقة بأمي هي علاقة وهمية لا تسألني عن أي شيء أو عن ظروفي وعندما أحاول التقرب منها أو الشكوى لها تبعدني عنها وكأنها لا تريد أن تسمع ولا أملك الجرأة لأتحدث معها من قلبي ولا أعرف ربما أنا أضعف من اللازم وبدأت من سنوات أكرهها في قلبي وإن كنت لا أبوح لها بذلك حتى عندما أزوها أبقى صامتة وهي كذلك وكل تفاصيل علاقتنا سيئة جدا ولا أستطيع أن أشارك أبي وعائلتي بها لأنني أخجل بها وأشعر أن الجميع سيشمت بي لأنهم لا يحبونها ولا يحبونني.
علاقتي بأبي سيئة كذلك وهو لا يحبني وكذلك زوجته ولا يقوم بأي التزام تجاهي مهما كان بسيطا ولا حتى ينفق علي وعشت معظم الوقت ببيت جدي وأعمامي وكانت حياة سيئة ومنبوذة وتعرضت لكثير من العنف والكراهية والوحدة وأكتر شيء ألمني بحياتي هو الوحدة من طفولتي المبكرة والحرمان من كل شيء حتى من الكلمة الطيبة ولكنني دائما أتحمل كل هذا. أعرف أن الظروف السيئة ليست مبرر لارتكاب أشياء سيئة وأنا أخجل من نفسي ومن كل شيء عملته ومتوترة وتائهة وعدت كتابة هذه الرسالة عدة مرات حتى تكون متوازنة ومفهومة لأنني بداخلي مضطربة جدا ومتوترة وتائهة وربما أنا من جنيت على نفسي لأنني أعيش بعلاقة محرمة ولكنني أكرهها وأكره نفسي كل يوم وأحتقرها.
تعرفت على هذا الشخص عندما انتهيت من المدرسة وأردت دراسة الجامعة ورفض أبي أن يكمل تعليمي ومصروفي مع أنه غني وجدا ولم يرضى أحد أن يقنعه أو يقف بجانبي وتركني ابن عمي الشخص الذي كان يحبني أو كان يقول لا أعرف بصراحة ربما أنا شخص غير محبوب عندما تركني غضبت جدا وبكيت وحزنت ولكن كنت أحس أن معه حق فأنا لست جميلة هذا ما يقوله الجميع وكان الجميع يقول أنني لا أستحقه لأنه أفضل مني لكن بداخلي كنت سعيدة جدا لأنه يحبني طلب مني بوقتها ان يقبلي ويحضنني ورفضت و الله بوقتها لم أظن به السوء أبدا بل قلت لنفسي أنه يحبني أكيد و لكن بعد ما رفض أبي إكمال تعليمي وتركني هو فجأة وارتبط بأخرى وصرت سخرية الجميع ولم أجد من أبكي له أو أحكي عن ما جرحني حتى لأمي بالعكس شمتوا بي كلهم
وكانوا يقولون أنني غير متعلمة لا أليق به مع أنهم يعلمون أن السبب تقصير أبي, كانت أقسى الأيام علي لأنه الفسحة الوحيدة بحياتي ومر عام وأنا وحيدة ومحبوسة وأختنق وضربني أبي وعمي مرار كلما تشاجرت معهم بسبب الدراسة صرت أحس أنني أقل من الكل غير جميلة وبلا عائلة وبلا تعليم وبلا أي شيء كرهت نفسي جدا وبعد عام حاولت أنتحر وأخذت دواء ولكن لم أنجح ودخلت المشفى فترة طويلة ولأول مرة وافق أبي أن يدخلني الجامعة ودرست وبعد فصل تراجع, نحن عائلة سيئة لم أعرف إلى من ألجأ ولمن أحكي ومن سوف يساعدني لا أحد أبدا
وفي ذلك الوقت تعرفت على شاب حاول التقرب مني وهو شخص أكبر مني ب8 سنوات وغني ولم أكن أعرف عنه شيء ولم أثق به أو بأي أحد فقط كنت أريد أن ينقذني أحد وعندما حاول الحديث معي كان خطئي كله من البداية أنني كنت صريحة, لا أعرف بصراحة ماذا كان يريد لكن لم أريد أن يخدعني لا أريد علاقة تسمى الحب وأنكسر مثلما فعل ابن عمي فأنا لست جميلة ليحبني هو أو يحاول أن تتطور علاقتنا كما كان يقول وكنت أشك بأي شاب أنه يريد تقبيلي وفقط لذا قلت له أنني سأعطيه ما يريد إذا ساعدني ووافق وكنت أقول لأبي أن أمي تكفلت بتعليمي وهما في النهاية لا يلتقيان
أعرف أنني كنت وقحة وسيئة لكن هذا ما حصل كنت أريد مخرجا أن لا أبقى في المنزل مع كل تلك الوحدة والإهانة والضرب وأحيانا تطردني زوجة أبي لأعيش مع جدتي أحس أنني مشردة كنت أريد مخرجا وفقط ولم أستطع الصبر.
هذا الشخص وافق ولم أكن أفكر وقتها فعلا ماذا يريد ولماذا يتقرب مني لأنني لم أكن أفكر إلا بنفسي, هذا الشاب كان لطيفا وغريبا وليس سيئا بل غريبا ولم أقابل مثله, ذكي وناجح ومختلف ويفكر بطريقة غريبة ومختلفة أحيانا قاسي وأحيانا لطيف وأحيانا أناني ومرات حنون, كانت بيننا علاقة غير محترمة وأنا أعرف أنني سيئة وهو ليس ذئب بل أنا مثله تماما ولذا لم ألمه أي لحظة وكنت دائما جدية معه وجامدة وكان دائما ينتقدني أنني غير متبسطة أو لطيفة معه
هذا الشخص كان يصبر علي ويتحمل أن لا أتقرب منه أو أنفر منه ودوما علاقتنا غريبة, بصراحة أنا لا أعرف أن أحدد أي شيء هل علاقتنا غريبة أم أنا شخص غريب وأنا أكتب لك هذه الرسالة ربما لأنني أريد أن يساعدني شخص باتخاذ قرارات مصيرية بحياتي وربما أكتر أريد أن أفهم نفسي, كلما تعرفت أكتر على هذا الشخص أحس أنني شخص غريب ومعزول ولا يعرف أي شيء عن الدنيا أبدا وأشعر أنني لا أصلح للحياة ويجب أن لا أكون موجودة من الأصل.
لا أعرف حتى كيف أصنف هذه العلاقة وكيف بدأت ولما هي بهذا الشكل بذلك الوقت لم أستطع أن أفكر وحتى الآن أشعر دوما أن تركيزي ناقص ورؤيتي محدودة ولا أفكر إلا بالمشكلة التي أنا بها, هذا الشخص قبلني كما أنا وقبل جمودي لأنني لست كأي فتاة, ربما لا أكون أفضل لكن لا أستطيع تقبل أن يقترب مني أي شخص فكيف بشخص غريب, لكن هذا ما حصل والتفاصيل كثير بعد فترة من تعارفنا طلب مني أشياء أكتر وأخدني على بيته وطلب أن يرى جسمي,
كان هذا بالنسبة لي أكتر شيء مهين مع أنه كان يقترب مني إلا أنني خجلت والله كل مرة يقترب مني أخجل وكأنها أول مرة لم أستطع أن أعتاد وبذلك اليوم وعدني وبشدة أن لا يؤذيني ولم يغصبني يوما أو يحملني أكتر مما أطيق لكن عندما غادرت بدأت بالبكاء بشدة ولفترة طويلة امتدت أسابيع (كل فترة أدخل بهذه المرحلة من الكآبة والبكاء المتواصل ولا أكون حتى أفكر بشيء فقط أبكي)
وأخرج من هذه الحالة بعد عناء وتفكير أنني يجب أن أكون أقوى لكن لا أعرف لمتى, أصحنا نلتقي ببيته وأحيانا أشعر أن هذا أفضل من أن يراني أحد معه وهوه يحب أن أخرج معه ودوما يقول لي أنني أحرم نفسي من التسلية والمتعة وأن هذه فرصة جيدة لي ولم أفهم إلا متأخرا عن ماذا يتحدث لم أصدق يوما قوله لي أن الحياة والعلاقة بالنسبة له ليست مجرد جنس, صحيح أنه يريده لكن يقول أن الأشياء الأخرى والتواصل جميل وممتع ولم أفكر يوما بكلامه لأنني بداخلي مقيدة
عائلتي لا تعرف شيئا عن كل هذا واستمريت طوال الوقت بالانعزال أكره نفسي جدا وأشعر أنني منافقة وكاذبة وأفكر مرات كثيرة بترك الصلاة مع أنني ملتزمة بها من صغري وأفعل كل ما أقدر عليه من طاعات لكن أشعر أن هذا الظرف أكبر مني وأسأل دوما لماذا أنا يا الله لا يوجد بحياتي شيء جيد ولماذا أبقى أصارع هذا الاحتقار لنفسي لماذا لا يوجد من أستند إليه لكن بدون جواب
هذا الشخص عاملني بلطف وكما قلت هو أو أنا غريبان لا أعرف, بالمناسبة لدي فكرة سيئة عن كل الرجال أنهم جميعا سيئون ولا يهمهم الجوانب العاطفية أو الجمالية أو أي شيء, المهم أن يوما ما أخبرني هذا الشخص أن هذه العلاقة غير إنسانية وليست لطيفة كفاية وبدأت أشعر بالخوف منه لكنه قال لي أننا يجب أن نخرج ونتسلى ونتكلم ونسمع أغاني مع بعضنا, هو دائما يهتم بشيء أنا لا أعرفه, أستغرب جدا من رجل يستمع للأغاني ويهتم بديكور المنزل وأصبحت محتارة أكتر عندما اكتشفت أنني شخص بلا روح لا أعرف كيف أصف الوضع أكتر
طوال هذا الوقت رفضت أن أخبره أي شيء عن حياتي ولماذا أفعل هذا لم أريد أن يشعر بالشفقة أو أنني أتوسله وبنفس الوقت لم أريد أن يعرف كم أنا مهانة والحياة المزرية والضرب والكلام الجارح والإهمال الذي أعيشه أصبحت أكره أن يسألني عن نفسي وأكره حتى أن يقول لي أي شيء جيد, أكره أن يغازلني وأن يقول أنني جميلة أشعر بمهانة كبيرة لذلك, أنا لا أعرف ما هو شكلي وطوال عمري أنظر للمرآة وأشعر أني شخص قبيح وغبي أو ليس لي شكل حتى,
أشعر أنه يهزأ بي بقوله هذا, لكنه دوما كان يقول لي أن فكرتي عن نفسي وعنه سيئة وأن هذه علاقة ربما مادية كما يقول لكن لا يجب أن تكون مؤذية وكان يصر بقوله أنني جميلة ولولا ذلك لما اقترب مني, ربما هذه طريقة سيئة لكن مع الوقت بدأت أشعر أنني أفضل, أعرف أن كل هذا حرام ولا أعرف حتى كيف أخرج منه لكن أشعر بأشياء جديدة عندما يعانقني ويقبلني ويسألني عن أحوالي ويصر أن أقول له أخباري,
صدقوني لا تهمني الهدايا أو المال أنا فعلا لست رخيصة كما يبدو لكنني أسعد عندما يتذكرني بهدية أشعر أنني أكتر شخص مهم بالعالم وبنفس الوقت أشعر بالخوف هل هذا معناه أنه سيأخذ من جسدي أكتر, هل من الممكن أن تنفصل المادة عن العاطفة بهذه الحالة, هو يقول أنني شكاكة ولا أصدقه ولا أثق به, أنا فعلا كذلك لكنه يقول أن هذه الهدايا فقط ليفرحني وهو يكون سعيد بأن يهدي الناس.
هذا الشخص هو الوحيد الذي ينظر إلي كإنسان لدي مشاعر وأحاسيس ويقدرها ويراعيها ولم يجبرني يوما على شيء لا أطيقه, أخاف منه كثيرا لهذا السبب ولا أفهم هذا التعامل منه ولماذا, أصبح يناديني بحبيبتي وأخبرته مرارا أنني أكره هذه الكلمة إنني أكرهها جدا لا أعرف ما معناها وما نهايتها قريبا سأنهي دراستي ولا أعرف ماذا أفعل بعدها أشعر أن كل هذه خطيئة كبيرة سأعاقب عليها وبالرغم من ذلك لا أكره هذا الشخص أشعر على الأقل أنه كان صريحا معي أبي وعائلتي كلهم يعتبرون ملتزمين لكن عاملوني بكل سوء واستغلوني أيضا كل واحد بطريقته حتى أمي وهذا الشخص ساعدني واستغلني ربما لكن كان دائما واضح وغير منافق
يقول أنه لا يهمه أي شيء حصل وأنه يريدني فعلا دوما يخبرني أنني رقيقة ولطيفة وأنثى, هل تصدق أنه عندما أخبرني أنني أنثى بدأت أبكي وأقول له أنني قبيحة لا أريد أن يخدعني, لم يعاملني أحد كأنثى من قبل لم أشعر أبدا أنني فتاة لقد استمر يقنعني شهورا كم أنا جميلة ورقيقة وبدأت أصدقه هل من الممكن أن يكون هذا صحيح هل قوله أنه يريد أن يتزوجني صحيح وهل أتزوجه هل من الممكن أن يحترم الرجل فتاة باعت نفسها له مهما كان السبب وهو للآن لا يعرف بالضبط حياتي لأنني أرفض أن أخبره وعرض علي أن أذهب لطبيب نفسي إذا كنت مضطربة وأنا رفضت
لم أستطع أن أنظر بعيني أحد وأقول له كل هذ, هذا الشخص غني جدا وناجح واجتماعي ومن عائلة غنية جدا وراقية وبكل الأحوال عائلتي لا تليق به وهو شخص ناجح جدا جدا واجتماعي وكلما تعرفت به أكثر صدمت من حياته وعلاقاته إنه يعرف أكتر الأشخاص أهميه بالبلد ويدعى إلى أهم الأحداث والمؤتمرات وأشياء كثيرة لماذا يحب شخص مثله فتاة لا تعرف كيف تكمل جملة بدون أن تتردد وحوله كل أولئك الفتيات,
مرة أحب أن يؤكد لي أنني أعجبه وأخذني إلى حدث به أناس كثير وصديقات له كلهم من أجمل والناس وأغنى العائلات وأكثرهم أناقة وعرفني بهم ولم يخجل بي قال لي بعدها أنه يراني بالفعل أجمل من الجميع إنه يريدني بالرغم من كل شيء, يقول لي دوما أن الروح هي من يختار وليس لذلك مبرر وأنه سيفعل أي شيء لأكون معه دوما, وقتها شعرت أنني بدون روح أو أنني غبية لأصدق ماذا عن أهله؟ كانت هذه أول مرة يقول لي أنه يشعر بالأمان بوجودي معه بين الناس أول مرة نكون مع الناس أنا وهوه ولم يخجل مني
ماذا أفعل أرجوكم؟؟
ساعدوني أرجوكم
22/5/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
رسالتك تحمل في داخلها عدة علامات استفهام حول هذه العلاقة الحميمية بين رجل وامرأة. لا يمكن وصف هذه العلاقة بمصطلح أفضل ومصطلح الحميمية Intimacy يعني ارتباط رجل وامرأة بعلاقة تسد احتياج ناقص في كل منهما. لا يمكن استعمال مصطلح الحب على هذه العلاقة لغياب البعد العاطفي من جانبك على الأقل وهذا في غاية الوضوح في بداية رسالتك ونهايتها وفشلك تماماً في استعمال هذا البعد للعلاقة بينك وبين هذا الرجل.
البعد الاجتماعي لهذه العلاقة الحميمية قد يضعه البعض في إطار استغلالك لهذا الرجل مادياً أولاً واستعماله كبديل للأب والأم سوية ومن ثم تصفية حسابات قديمة. يصعب الحكم على الرجل من خلال وجهة نظرك أنت فقط والمدونة في الاستشارة ولكن هناك من يقول بأنه هو الآخر استغل آنسة ضعيفة لا تخلو شخصيتها من نقاط ضعف متعددة.
رغم ذلك فإن البعد الاجتماعي في العلاقة الحميمية يصل إلى مرحلة من التوازن تحظى بموافقة الطرفين والقبول بأن استغلال كل منهما للآخر جزء منه لا يتجزأ من ما يسمى بمذهب المنفعة Utilitarianism الذي يمارسه جميع البشر ولا بأس به إن كان خالياً من إلحاق الأذى بالطرفين. لا أحد يعرف إن كنت وصلت أنت وهو إلى هذه المرحلة أم لا؟.
البعد النفسي للعلاقة لا يقل تعقيداً عن البعد الاجتماعي ويواجه نفس المشكلة في أن الحكم على الطرف الآخر قد يكون غير صائباً لاعتماد الرد على معلومات صادرة منك أنت فقط ولا أحد يعرف وجهة نظره. تضعين أكثر من علامة استفهام حول نوايا هذا الرجل الناجح اجتماعيا ومهنيا والذي يستطيع إقامة علاقات نسائية أخرى بدلاً من الاستمرار في علاقة مرتبكة مع آنسة تحمل معها عقد عصابية متعددة منذ الطفولة ولم تتخلص منها.
مضى على العلاقة عدة سنوات وما استوعبته (وقد أكون مخطئاً) من قراءة رسالة لا تخلو من بعض التشتت بأن لا يوجد هناك ما يشير إلى استغلال هذا الرجل لك كما هو المعروف في مثل هذه العلاقات السرية. يمكن تفسير استمراره في هذه العلاقة استعماله لعملية دفاع نفسية منها الإيثار Altruism والتسامي Sublimation وهذه بدورها عمليات نفسية سامية ومتطورة يلجأ إليها الإنسان لتعريف وجوده في الحياة. يستعمل البعض مصطلح غير مقبول وهو الشفقة ولا أحبذ ذلك لأنه يشوه الدافع النفسي الذي لا يعرفه إلا الرجل نفسه. يمكن القول بأن هذا الرجل الذي لا أعرفه من المحتمل جداً أن يكون شخصاً ناضجاً واعياً.
أما دفاعاتك وعملياتك النفسية فهي تختلف تماماً عن دفاعات شريكك السري وتأثرت بطفولة غير سعيدة تماماً. لم يحصل تعلق آمن وناضج بينك وبين الوالدين ولا يزال الأب والأم ينظرون إليك كعالة مزمنة وكائن طفيلي Parasite لا يعرفون كيف يتخلصون منه. نتج عن ذلك إسرافك في استعمال دفاعات وعمليات نفسية غير ناضجة مثل إنكار وتشويش الحقيقة Denial & Distortion في التعامل مع الآخرين ومع نفسك. كذلك هناك إسراف في لوم النفس وعدم القابلية على التوافق مع الآخرين والشك في نواياهم. بعبارة أخرى هناك جانب في شخصيتك في غاية الهشاشة يتمثل في عدم مقدرتك على استعمال التعقل Mentalizing في علاقتك مع الآخرين.
هناك معتقد يتمسك به الإنسان حول نفسه وهو أنه ثابت مستمر غير قابل للتغيير. لا يعني هذا المعتقد بأن الإنسان يبقى نفس الإنسان إلى الأبد ولكن ما نعنيه بأن هناك شيء ما في داخل الإنسان يوحي له بأن فلان اليوم هو نفسه قبل عشرة سنوات وسيبقى كذلك بعد عشرة أعوام من الآن. هذا الشيء ما في شخصيتك التي أحكم عليها من خلال رسالتك في غاية الوضوح وهو معتقد خاطئ. يجب أن تتحولي إلى مكان آخر ونور اليوم ليست نور الأمس وليست نور المستقبل. متى ما تخلصت من هذا المعتقد الخاطئ ستتنقلين إلى مرحلة تكوني فيها على مقدرة من استيعاب وتعقل علاقتك مع الآخرين وتحقيق أهداف وطموحات مشروعة.
ليس من الإنصاف إطلاق قذائف الموعظة تجاهك فقد دخلت في مرحلة من الحياة تستلزم استعمالك لحريتك في تقرير مصيرك مع التزام كامل بالمسؤولية للحفاظ على كيانك. لكن هناك عقدة لا تعرفين كيف تتصرفين معها ولا يحق لي أن أصدر حكمي عليها. هناك شيء ما في داخلك يوحي لك بأن هذه العلاقة لم تنجح تماماً في سد احتياجات عاطفية ناقصة فيك ولكنك في عين الوقت في غاية الرعب بأن الانفصال عن هذا الرجل قد يرسلك بسرعة البرق إلى عزلة مريرة عانيت منها طوال العمر ولا تزالين تعانين البعض منها لأن هذه العلاقة بحد ذاتها لم تخرجك منها.
ما استوعبته من نهاية رسالتك بأنه على استعداد الآن لإطلاق سراحك من هذه العزلة وهذا هدفك بالطبع ولكن لكي تشعري بالحب والسعادة عليك بفك قيود معصمك بماضي مؤلم والتخلص منها ومن حقائب العقد النفسية التي تحملينها منذ الطفولة.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: فكي قيودك لتشعري بالحب والسعادة م