ما هو علاج اضطراب الكلام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد
أنا أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي وأستخدم حبوب أنافرانيل 25 منذ أربع سنوات تقريبا، والحمد لله شعرت بفرق كبير وأحسست أنني متحسن بنسبة تزيد عن ثمانين بالمائة ولم أعد أشعر بالرهاب الشديد الذي كنت أشعر به من قبل، ولكن هناك مشكلة في اضطراب الكلام الذي لم أتمكن من معرفة علاجه علما بأنني متضايق كثيراًً لأنه يسبب لي كثيرا من الإحراج ويجعل أصحابي يملون مني ويبتعدون عني لما أجلب لهم من الهم حينما أتكلم ويرون اضطرابات في كلامي.
وأنا كلي أمل بالله سبحانه وتعالى أن يجعلك سببا في وصولي للعلاج بأن تتكرم بمراسلتي على إيميلي هذا وشرح الوصفة التي ترشدني إليها،
ووفقكم الله تعالى من عنده وجزاك الله خيرا ودمتم.
28/5/2004
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على مجانين نقطة كوم؛
أخي العزيز وصلتنا مشكلتك والتي تحمل تأثرك في الماضي بالرهاب الاجتماعي، وأنك قد تحسنت بنسبة عالية جدا ولكن المشكلة الآن تكمن في اضطراب الكلام الذي دائما لا يفارقك أثناء التحدث والذي تريد أن نساعدك بشأنه لتستطيع علاجه.
في البداية يا عزيزي فإن اضطراب الكلام هو ليس مشكلة فقط ولكنه حاجز وطيد الصلة بماضيك النفسي يستطيع ترسيخ جذوره حتى يفصلك عن كينونة الحرية التي تكون الوطن النفسي السليم الخالي من الشوائب الحياتية، والحرية التي أشير إليها هي الحرية التي تحمل ما في باطنك لتبديه في رأيك بصورة ظاهرية، وما تريد أن تقدمه لنفسك ولمن حولك، ولكنك تقع في يد الحاجز للعين (اضطراب الكلام) ولما قد تتلقاه من نقد حاد، ولكنه يكون بطريقة غير مباشرة تظهر على أفراد المجموعة التي تتحدث معها، حتى تتولد بداخلك بذرة العجز (وقد يكون في البداية مجرد الإحساس بالعجز) ليصل إلى مرحلة اليأس ثم يزداد الاضطراب ليجعلك صريع الوحدة الذاتية أي أن تشارك نفسك بنفسك كي تشغل بنفسك والمشاركة تتمحور في التنفيس الانفعالي الذي تقوم به؛
ودائما ما يترك الرهاب أثرا حادا لدى الشخص وهو اضطراب الكلام، وهذه الآثار تكون بواقي لما كان موجودا من اضطرا بات في الماضي كخوف وقلق يعطيك يد المساعدة على الهرب، وإذا ما تصعدت المصادفات الاجتماعية فلا تستطيع الفكاك وما كان إلا أن تضطرب وتتلعثم لغتك ولا تستطيع الرد، وبذلك تزداد حدة الاضطراب دون أن تشعر، وعلاج اضطراب الكلام عادة ما يكون علاجا سلوكيا ليساعدك على تخطي حواجز هذا الاضطراب وتستطيع توظيف نفسك بمنتهى الحرية والبعد عن الوحدة الذاتية وما قد ينتج لك من أثر كبير على عملية التواصل مع أصدقائك وتؤثر كذلك على توافقك مع الآخرين، وقبل أن تبدأ عملية العلاج لابد لك أن تعرف الأعضاء المشتركة في الكلام وهي:
1– أعضاء استقبال الصوت:- وتشمل حاسة السمع والبصر وتختص باستقبال الكلام عن طريق السمع والرؤية أي الصوت والكلمة المكتوبة والمداخلات اللغوية.
2– أعضاء خاصة بإخراج الكلام:- وهي الأعضاء الحركية المشتركة في عملية الكلام مثل الرئتان والقصبة الهوائية والحجاب الحاجز وتجاويف الأنف والفم واللسان والأسنان وسقف الحلق والشفتين والحنجرة والأحبال الصوتية والفكين.
3– أعضاء خاصة بنظام الربط وهي الجهاز العصبي. وبعد أن عرفت الأعضاء المشتركة في الكلام لك أن تعرف طرق العلاج الحديثة لاضطرابات الكلام، والغرض من أساليب العلاج الكلامي هو استعادة قدرتك الكلامية في المواقف المختلفة كالمناسبات العائلية والتجمعات الدراسية وحفلات الإلقاء وإبداء الرأي، ولتحقيق ذلك لا يكفي العلاج الكلامي ولا بد من الجمع بين العلاج النفسي (بواسطة المعالج النفسي السلوكي) والعلاج الكلامي (بواسطة أخصائي التخاطب) وذلك للتخلص من العوامل الداخلية المسببة للاضطراب لديك وكذلك ليساعدك على التخلص من اضطراب الكلام وزيادة ثقتك بنفسك، ومن طرق العلاج الكلامي المناسبة:
المرحلة الأولى من طريقة الاسترخاء الكلامي:- وذلك للتخلص من التوتر والاضطرابات أثناء الكلام وتكوين ارتباط خاص بين الشعور باليسر عند عملية التحدث وبين الباعث على الكلام.. وتقوم في هذه الطريقة بسلسلة من التمرينات وهي المرحلة الأولي التي تساعدك على اجتياز حدة التوتر، وفيها يتم اختيار الشخص المناسب الذي يعينك على ذلك وتبدأ قبلها بعملية الاسترخاء التام في وجود ذلك الشخص مع تحديد موضوع ثقافي معين يكون مطروحا للتحدث، وعليك أن تتكلم دون الانشغال بالتفكير، وعندما تشعر بتلعثم فعليك أن تنبه الشخص الجالس معك بأن يعينك على دفع الكلمة أو العبارة التي تريد قولها، ثم بعد ذلك عليك أن تحدد وقتا زمنيا تستطيع فيه القيام تدريجيا بهذه التمرينات حتى تستطيع تخطي كل العقبات وعلى درجات متتالية.
أما المرحلة الثانية من طريقة الاسترخاء الكلامي:- فتحتوي على تمرينات في صورة أسئلة بسيطة تؤدى بنفس الأسلوب ولكن بسرعة أكثر ثم تقوم بإجراء تمرينات تتشجع خلالها على الاشتراك في أنواع من المحادثات التي تنسيك مشكلتك وكل ما يتصل بها من مسببات إذ يتم وضع تمرينات تستطيع بقدرتك تنفيذها وهي تكون على أشكال مختلفة مثل برامج الألغاز والمناقشات الجماعية من قبيل اللعب والتسلية حتى يتاح لك الانطلاق في أحاديث حرة تنسى فيها المشكلة والصعوبة التي تعاني منها.
أما الطريقة الثانية والمهمة أيضا لإتمام عملية العلاج فهي:
• طريقة تمرينات الكلام الإيقاعي:- وفي هذه الطريقة تقوم باستخدام الحركات وذلك لتستطيع صرف انتباهك عن المشكلة، ومن الحركات الإيقاعية التي يمكنك الاعتماد عليها هي النقر بالأقدام على الأرض وفيها تقوم بالتحدث ثم تعادل عملية النقر مع مخرج الصوت وكذلك توجد القراءة الجماعية وتقوم فيها بالمشاركات الثقافية مع جماعة من الأصدقاء وأيضا اشتراكك في قراءة القرآن الكريم داخل المساجد.
• كذلك توجد تمرينات أخرى تابعة لتلك الطريقة وهي مهمة جدا كالتدريب على الكلام أثناء المشي أو استخدام حركات الذراع بين كل نبرة صوتية أو استخدام نقرات على المائدة أثناء التدريب على الربط بين إيقاع معين وصوت معين وكل تلك التدريبات سوف تساعدك على تقليل حدة التوتر والارتباك التي يتولد عن طريقها الاضطراب.
وبعدما تعرفت على طرق العلاج حدد منها ما تستطيع القيام به وكن جادا في التنفيذ لأن ذلك قد يساعدك على الخطوِ بسرعة أكبر وبصورة أدق وأوسع مما كنت عليه، ولكن أهم شيء أن تراعي أثناء العلاج أن تلغي توجه تفكيرك نحو المشكلة وتمحوره حولها، وأن تتلافى مشاعر النقص، وكن ثابتا واثقا بنفسك ومن هذا المنطلق تستطيع التفوق على هذا الاضطراب المزعج المحرج وكذلك ما تبقي من بواقي الرهاب ونتمنى لك ثباتا دائما في كل المواقف الاجتماعية. وتابعنا بأخبارك
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعدما تفضل به مجيبك الأستاذ هاني فكري غير إحالتك إلى عددٍ من المشكلات السابقة على استشارات مجانين والتي تفيدك قراءتها فانقر العناوين التالية:
بين التأتأة والرهاب: بحثا عن الأيزو !
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر م
لثغةٌ في الراء: وبقية الحروف براء !
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات.