ممرض نفسي.... وخائف على نفسه
نصيحة للموقع وشكرا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الحمد الله، أتم الله علي بنعم كثيرة أعظمها الإسلام وحب الناس وحب مساعدتهم والبعد عن كل ما حرم الله، أنا كنت أعمل عند دكتور نفسي وعندما انتهيت من عنده بعد سنة صارت عندي أخبار أنه هناك اكتئاب ووسوسة مما كنت أرى من المرضى وأسمع.
كانت بالماضي تأتيني أزمات نفسية يمكن تمر على الكل وتعدي لكن بعد ما اشتغلت وسمعت عن الأمراض صار الواحد يحس كل ما يتعب عن الأمراض في جسمه.
وهذه هي النصيحة إليكم في الموقع بصراحة عندما كنت أحب أن أقرأ على"Islam online" مرة على مرة أقرأ عن اكتئاب... عن وسوسة... وعن هذه الأمراض فلما نفسيتي تتعب بصراحة لأنه عندي ضغوط مثل العمل وأني خطبت وأني سأتزوج والدراسة فعادي أن يتضايق الإنسان لكن عندما كان الواحد يقرأ أصبح هناك تسليط الضوء أنه مريض لأنه عنده الأعراض الفلانية ولكن الحمد الله باللجوء إلى الله تخلصت من هذه الأفكار حتى عندما جربت أن أذهب عند دكتوري بدقيقتين سمع لي وأعطاني مضادا للاكتئاب ودواءً ثانيا لا أعرفه لكن الحمد الله لم أتناوله فعلى أي أساس أعطاني إياه.
الذي أريد أن أقوله بعد كلامي أنه هذه المقالات بعض من الناس لا يقرؤها إلا من كان متضايقا نفسيا ممكن ليس بمريض فعندما يقرؤها يبحث في نفسه هل هو مريض فيبدأ وقتها بالشك ثم يبدأ بالحيرة ثم تتسلط عليه فكرة أنه مريض ثم إذا ذهب عند دكتور نفسي وكان لا يخاف الله وسمعت عنهم وأنا أشتغل في العيادة فيبدأ بالأدوية ثم يمكن أن تنهار حياتهم ثم ينتهون بسبب قراءة مقالة
وهذي نصيحة لوجه الله
وجزاكم الله كل خير.
12/6/2004
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك عزيزي في موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا على ثقتك بنا وإبداء رأيك.
بداية يا عزيزي ذكرت في بداية رسالتك نصيحة فلماذا قرنت هذه الكلمة بموضوع يهم وجدان الإنسان، وكأنك ترسل وجدانك للحكم المسبق على كل ما يتعلق بالنفس والوجدان، وذكرت أيضاً أن هذه المقالات بعض الناس لا يقرؤها إلا من كان متضايقا نفسيا، ممكن ليس بمريض، وعندما يقرؤها تبدأ الحيرة لديه؛ ثم تتسلط عليه فكرة أنه مريض؛ ثم إذا ذهب إلى طبيب نفسي يبدأ بالأدوية؛ ثم يمكن أن تنهار حياته؛ ثم يمكن أن تنتهي بسبب (((مقالة))) وتذكر أيضاً أنك ذهبت إلى دكتور نفساني؛ وبعد دقيقتين سمع لك، وأعطاك مضادا للاكتئاب، والأهم من ذلك أنك كنت تعمل عند دكتور نفسي.
عزيزي إن إدراك معنى كلمة نفس هو الذي يعطي القدرة للإنسان على أن يستوعب طبيعة الأمراض النفسية التي يعاني منها أغلب الناس في وقتنا الحاضر، ومعنى أن ندرك أي أن نتطور بثقافتنا لفهم طبيعة الشيء الذي نريد فهمه، وطبيعة الأمراض النفسية، وما يكتب عنها يومياً، وما يتم إعلانه عنها بصورة دورية من وسائل الإعلام إنما هو للتوعية ولزيادة الإدراك تجاه الوجدان الإنساني كي يحدد الإنسان مساره الطبيعي، وحتى يستطيع تكشف جوانب نفسه، والإنسان نفسه يكون لديه إلحاح لا إرادي للإطلاع على أي موضوع نفسي لأن ضغوط الحياة، ومسارات الإنسان التي يختلقها لنفسه غالباً ما تتجه به في اتجاهات سلبية، ومن هنا تتأزم نفسه، ويستطيع بعض الناس أن يضع حلولاً وسطية كي يستطيع مسايرة حياته.
ولكن يوجد بعض الناس ممن ليست لديهم القدرة على الخروج من ذلك التأزم الناتج من مساراتهم السلبية، وبالتالي يضعون نفسهم بين اختيارين، إما تجاهل ما حدث من فشل في تحقيق الطموح، وفشل المسار، والوقوف عند هذا الحد........
وإما اختلاق مسارات أخرى تكون نابعة من كامل إرادتنا القوية فنستطيع التخطي إلى دائرة النجاح، وفى حالة النجاح أو الفشل فالإلحاح موجود لدى أي نفس بشرية، ولكل نفس بشرية ثقافة محددة، وعالم مكنون من التفكير.......
انظر معي إلى شخصين الأول ((سوي)) والثاني ((مريض نفسي)) وجه إلى أحدهما حديثا عن الأمراض النفسية، الأول أنصت إلى تلقي الحديث، والثاني نفس ما نتج عن الأول أنصت أيضاً إلى محور الحديث، وتسأل أنت نفسك ما الذي يرغم السوي على سماع ذلك الحديث مثلما سمع ذلك المريض فإذا ما سألت ذلك السوي عن ذلك قال لك: في الحقيقة أنا أحسست بأنني لدي ما كنت أريد أن أعبر عنه، وما كنت أريد أن أسمعه........ ولماذا ذلك؟؟
فتكون إجابته مثلا أنه فعلاً حدث له في الماضي أنه في فترة معينة من حياته مر بأزمة فعلية نتج عنها أنه كان دائماً متوترا وشديد القلق فمر الوقت، ومرت الأزمة ورغماً عنه لا يفهم طبيعة النفس البشرية، وإذا ما حدث شيء بسيط قد يثير غضبه فغالباً ما يحدث لديه ما حدث، وما تراكم لديه في الماضي، وعند بداية إلقاء الحديث عن الأمراض النفسية فتردد على أن يسمع، ده وينصت إلى هذا الحديث، وعندما بدأ يتفهم كل عبارة تنطق إنها تخرجه من تأزمات الماضي لتضع له حلولاً يستطيع بها تفادي النفس من الأزمات التي تحدث لها في الحاضر...... وما ذكرته لك هنا إنما هو ناتج عن تجربة شخصية، وبطبيعة عملي في العلاج النفسي فإنني أصادف كثيراً مثل تلك الآراء. وما أريد التركيز عليه هو طريقة التفكير التي يفكر بها كل فرد.
وإذا ما سألت نفسك ما الفرق بين شخصين سويين مختلفين في أرائهم تجاه الأمراض النفسية، الأول يهرب ويخاف أن يتحدث في ذلك، والثاني دائما ينصت ويبحث ليعرف ما تتعرض إليه النفس البشرية، إنما طفرة التفكير هنا مكونة من الأفكار التي خزنت لدى عقله الواعي، وهي تلعب دورها، فالأول لديه أفكاره الخاصة والتي انطبعت لديه بطريقة خاطئة، وبالتالي فهو ينظر إلى كل شيء يتعلق بأفكاره لتصححه له نفسه، أما الآخر فأفكاره مبرمجة بصورة كبيرة، ومتطورة، ولذلك فهو لا يصحح إلا الخطأ.
وما أريد توضيحه هو أن أغلب الناس في مجتمعاتنا تفتقد الثقافة النفسية، وبالتالي فهم يعطون حكمهم المبدئي على ما وصل إليه تفكيرهم. والواضح أنك تشعر بعدم الرضا تجاه عملك في البداية، وشعورك الناتج عندما تقرأ، أو تسمع عن الأمراض النفسية، فتشعر أن الذي تسمعه، أو تقرأه كأنه بداخلك، ونتيجة ذلك أنك تعتقد أفكارا خاصة بك عن المرض النفسي، ولكن ما بالك إذا قمت بتوسيع دائرة ثقافتك لتتطلع أكثر على أساسيات الأمراض النفسية كي تستطيع تغيير بعض من الأفكار التي عادة ما تكون غير مكتملة لديك لأن علم النفس علم عميق جدا، ولكنك تأخذ السطحيات مثلما تسمع من الآخرين.
فإذا ما كنت تدرك أن الإطلاع على المقالات النفسية يجلب، أو يسبب المرض النفسي فماذا يكون حكمك على ما يعملون في نطاق العمل النفسي من أطباء، وممرضين، وعاملين أكيد هم في نظرك مرضى نفسيين. يا عزيزي خذ مني هذه النصيحة حتى تقي نفسك من بوادر المرض النفسي، والتي غالباً ما يكون سببها هو أفكارك التي تحويها تجاه المرض النفسي:
1- زد من ثقافتك النفسية، وذلك بالإطلاع على علم النفس السريري أو الإكلينكي.
2- اعرف أن المرض النفسي إنما يأتي من عدم أو ضعف قدرة الفرد على مواجهة المشكلات الحياتية، وكذلك مواجهة الضغوط الحياتية بصورة منفردة.
3- كذلك إطلاع الفرد السوي على ما يتعلق بالأمراض النفسية، وطريقة رد فعله العكسية تجاهها هي التي تبرمج تفكيره على ذلك الأساس.
4- تذكر أنه أثناء قراءة الفرد لموضوع نفسي فإنه يشعر وكأنه يقرأ شخصيته، وأحياناً يأخذ الحذر من أشياء قد تسبب له المرض النفسي مثال (ارتفاع العصبية) قد يسبب ارتفاعا في ضغط الدم، وفى كلا الحالتين فهي نظرته الإيجابية، ففي الأولى شعر بذلك لأن هذا الكلام الذي قرأه أرتبط بمشاعر سبق لها الحدوث في الماضي، وأخذ الحذر وتعلم من قرأته للموضوع كي يحافظ على مستوى الصحة النفسية لديه.
5- آخر قرأ نفس المقال، انعكس لديه بصورة سلبية أثر على تفكيره الذاتي مما يشعره دائماً وكأنه هو المريض. حدد عزيزي الفروق الجوهرية في التفكير، واعلم أن علم النفس، والصحة النفسية إنما هو علم وُضع ليأخذ بيد الإنسان ضعيف الإرادة وقوي الإرادة من ضغوط الحياة الشديدة التي ما أحيانا تخرجه عن واقعه السليم لتدخله في اتجاهات عكسية تماماً قد تفقده كل جوانبه الإنسانية. ونشكرك على رأيك وتابعنا دائماً بأفكارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، الحقيقة أن علم النفس والطب النفسي يتميزان دائما بوجود اتجاهات مختلفة لدى الناس تجاهها فغالبا ما نحبُّ علم النفس لأنه يعرفنا ما نحبُّ أن نعرف ونفهم عن أنفسنا لكننا في نفس الوقت نكرهه لأنه كثيرا ما يفضح منا ما لا نرغب في معرفته أو رؤيته، وقد تكلم معك الأستاذ هاني فكري فيما يتعلق بموقف الإنسان السوي عندما يُفتح أمامه حديث عن علم النفس أو عن الطب النفسي.وأما المرضى النفسيون السابقون فمنهم من يحبُّ أن يسمع الكلام عن المرض النفسي وعلم النفس ومنهم من يرفض ذلك ويتهرب منه، وقد يكونُ ذلك بسبب خوفه من ارتداد اضطرابه النفسي ومعاناته بالتالي وقد يكونُ بسبب خبرة علاجية سيئة، وقد يكونُ بسبب موقف مسبق متخذٍ من الطب النفسي مثلما أرجح أنها حالتك وعلى أي حال قد يكونُ مفيدا لك أن تقرأ ما تأخذك إليه الروابط التالية من باب الطب النفسي شبهات وردود فكلها أخطاء معرفية شائعة نحاول تصحيحها:
الطب النفسي ينكر أثر القرآن في العلاج و ينكر الجن والسحر والعين
الطبيب النفسي سيدخلك في الدوامة فاحذرْ منه
الطب النفسي إفراز غربي لا يمت إلى الإسلام بصلة
الطبيب النفسي غير مستقر نفسياً
لا فائدة من علاج المرض النفسي دون حل للمشكلات الحياتية
المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي
وأهلا بك دائما على مجانين نقطة كوم، وشكرا على نصيحتك التي رددنا عليك بخير منها.