استشارة نفسية بخصوص قضية لدي
السلام عليكم و رحمة الله
1) هل مرض "الاضطراب الوهامي الضلالي" يعتبر معه المريض غير مسؤول عن أفعاله تماماً، بحيث لا يصح معه مسآلته القانونية ؟؟؟
مع العلم أن القانون استلزم للإعفاء من المسؤولية الجنائية أن يكون المرض النفسي وصل إلى درجة الجنون المطبق
وهذا عكس ما أراه في موكلي الذي حصل على الدكتوراه والعديد من براءات الاختراع ، بل أن التقرير الذي جاء عن حالته قال في المقدمة إن نسبة ذكائه متوسط مرتفع وهادئ الطباع ومتعاون، وعلى الرغم من هذا جاءت النتيجة أنه غير مسؤول عن أفعاله وعليه تم إيداعه المصحة النفسية إلى أجل غير مسمى
2) وهل المرض هذا يستلزم فعلاً إيداع المتهم بمصحة نفسية ولا يمكن خضوعه للعلاج بالخارج ؟؟؟؟
26/4/2017
رد المستشار
الأخ الكريم:
تحية طيبة نشكر لك ثقتك بالموقع ورغبتك في الاستفادة منه بشكل مهني ونرجو لك التوفيق فيما تفعل.
ينظم قانون الصحة النفسية المصري رقم 71 لعام 2009 ما يخص المريض النفسي وموقفه أمام القضاء وغيره، وأدعوك للاضطلاع عليه وخصوصاً الفصل الثالث المعنون "الإيداع بقرارات أو بأحكام قضائية" مادة 24 و25 و26 وفيه الإجابة على جميع تساؤلاتك.
ذكرت أن مستوى ذكاء موكلك متوسط مرتفع وهذا أقل من المعدل الطبيعي للذكاء وقد يعكس ذلك وجود عملية ذهانية مزمنة أثرت على القدرات المعرفية لموكلك وهذا يتنافى مع ما ذكرت بأنه حاصل على الدكتوراه وعدة براءات الاختراع إلا إذا كان قد حقق كل هذا الإنجازات فعلياً قبل بداية المرض أو أن هذا جزء أصيل من توهماته. عموماً ما لدينا من معلومات لا يتيح لي ترجيح كفة رأي على آخر.
بخصوص ما أوردت عن مريضك أنه هادئ ومتعاون فذلك لا يعني مطلقاً أنه خال مما نطلق عليه "الذهان" وهو ببساطة اضطراب في التفكير أو الإدراك كما إن مقابلة واحدة لا تكفي للحكم عليه وفي المستشفيات النفسية يوضع المريض تحت الملاحظة المستمرة لمدة 45 يوماً متواصلة ويخضع للفحص من مجموعة كبيرة من الأطباء وأفراد الفريق العلاجي ربما كل يوم وفي أوقات مختلفة.
الوهام أو الضلالات في ترجمة أخرى Delusions هي مجموعة من الأفكار الخاطئة التي يتمسك بها المريض بقوة وكأنها معتقد غير قابل للنقاش أو التصحيح... معتقد بالغ الرسوخ حتى أنه لا يقبل الاهتزاز ولا يستطيع المريض تفسيره بعقلانية أو التحرر منه كما أنه يتعارض مع الخلفية الاجتماعية والحضارية والدينية لهذا الفرد.
أود أن ألفت انتباهك (وهذا من واقع خبرتي) إلى أن القاضي له مطلق الحرية أن يأخذ بالرأي الاستشاري للجنة التي فحصت موكلك أو لا لكن في معظم الأحوال يطمئن القاضي إلى رأي اللجنة.
للاستزادة يمكنك الاضطلاع على الروابط التالية:
قراءة نقدية لقانون الصحة النفسية
الاضطراب الوهامي من القاهرة للنرويج
ويتبع >>>>>>: الاضطراب الوهامي هل يعفي من العقاب ؟ م
التعليق: أولا شاكر للرد والاهتمام، لكن فيه خطأ أنا وقعت فيه أثناء عرض المشكلة وهى أن نسبة ذكائه مرتفع فوق المتوسط، ثانيا ما زال سؤالى لم يجد إجابة هل مرض الاضطراب الوهامى يعتبر من أنواع الجنون المطبق أو العاهة العقلية التي تنتفي معه المسؤولية الجنائية عن الجرائم ؟؟
لأن في تعليمات النيابة العامة وتحديدا المادة 1320 قالت أن :
" المرض العقلي الذي يوصف بأنه جنون أو عاهة عقلية وتنعدم به المسؤولية القانونية هو ذلك المرض الذي من شأنه أن يعدم الشعور والإدراك أما سائر الأمراض والأحوال النفسية التي لا تفقد الشخص شعوره وإدراكه فلا تعد سببا لانعدام المسؤولية"
فهل مرض الاضطراب الوهامى تنطبق عليه المواصفات والشروط دي بحيث تنعدم معها المسؤولية الجنائية ؟؟
مع العلم أن التقرير ورد فيه أن معدل ذكائه 122 درجة
هادئ، واعي، متعاون، مهتم بمظهره، قادر على الانتباه والتركيز، عاطفته طبيعية، قادر على الفكر التجريدي، مدرك للزمان والمكان والأشخاص، ذاكرته جيدة للأحداث القريبة والبعيدة، كلامه متناسق، إجاباته مناسبة ..
هل مع كل ما سبق تنتفى مسؤوليته الجنائية ويشكل خطورة، مما يبرر معه الإيداع في المصحة النفسية لأجل غير مسمى ؟؟