الخوف من الطائرة
السلام عليكم دكتوري الفاضل أتمنى أن أجد الحل لديكم أنا امرأة أبلغ من العمر 43 متزوجة ولدي بنت وولد العمر 5، 7 عزيزي أخاف خوف فظيعاً من ركوب الطائرة، عندما كان عمري 10 سنوات ركبت أول طائرة ولم أعرف ما هي ولكن عند وصولنا لمطار الدولة المسافرين لها ظلت تحوم على المطار أكثر من نصف ساعة ولم أعرف السبب ولكن شقيقي قال لي أنه العجلات لم تخرج وإننا سنقع فانطقي بالشهادة لأننا راح نموت
وبعدها بست سنوات سافرت ولكن كل ما أسافر أظل بخوف وقلق قبل السفر وقبل الرجوع وظليت أسافر بس بفترات متباعدة لا تقل عن 6 سنوات وكنت أسافر بالسيارة فقط لدول الخليج والآن أنا بصدد إني أسافر ولكن مترددة لأنه من سنة 2000 لم أسافر بالطائرة وانأ أشكو السكري والضغط وأخاف أن يؤثر علي
وعلى فكرة إذا سافرت بالطيارة لا آكل ولا أشرب فقط الماء ويكون طعمه مراً كثيراً ولا أتحرك من الكرسي ولا أتكلم مع أحد ودائماً أكون منشغلة بارتفاع وانخفاض الطائرة وتغيير اتجاهها وأخاف أسافر مع أبنائي لأنهم لم يركبوا الطيارة أبدا ويرونني وأنا مشدودة فأزرع بهما الخوف.
تحياتي
ملاحظة :
تم إرسال الرسالة أكثر من مرة فأرجو الرد
12/12/2018
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين وشكراً جزيلاً على ثقتك، ما تشتكين منه يندرج في الطب النفسي في عباءة نسميها القلق الرهابي Phobic Anxiety وهو القلق الذي يتمحور حول ويستثار فقط أو أساساً بواسطة مواقف أو أشياء معينة ومؤكدة جيداً (وخارجة عن نطاق الشخص) وهي لا تحمل في حدِّ ذاتها خطراً ويترتب على ذلك تجنب تلك المواقف أو الأشياء أو مكابدتها مع التخوف منها، ولا يخفف من القلق أن يعرف المريض أن الناس غيره لا يرون خطراً أو تهديداً في الموقف المرهوب، بل إن مجرد التفكير في احتمال الدخول في الموقف الرهابي يولد في العادة ما نسميه بالقلق التوجسي Anticipatory Anxiety.
وقد يتباين القلق الرهابي في شدته بين عدم ارتياح خفيف وبين فزع شديد يصل إلى حد نوبات الهلع، والحقيقة أن الانطباع الذي وصلني عن حالتك هو أن لديك بعض أعراض ما نسميه رهاب الساحة أو رهاب الخلاء، ويبدو أنه ذي شدة بين الخفيفة والمتوسطة.
ربما تشير أعراضك إذن إلى قلق توجسي شديد وقلق رهابي متوسط الشدة أو خفيفها –فشتان بين ما تصفين حالك به وأنت في الطائرة وبين نوبة الهلع الحقيقية أو الكاملة والتي غالبا ما يصاحبها شعورٌ كالشعور بالموت، والمسألة تحتاج علاجا ومساعدة من متخصص إذا أنت وضعت أهمية حقيقية لأثر ظهورك بمظهر الخائفة المرعوبة أمام أبنائها، إذن استخيري ربك سبحانه واطلبي العلاج من أهله، ومبدئيا اقرئي الروابط التالية لتدركي بنفسك كم أن حالتك أخف شدة من كثيرين:
نفسي عصابي رهاب نوعي Specific Phobia
نقطةٌ أخيرةٌ أود تنبيهك لها هي أن أهم جزءٍ في علاجك من حالة الرهاب تلك هيَ أن تلتزمي ببرنامج العلاج السلوكي المتمثل في التعرض مع منع الاستجابة Exposure and Response Prevention، ويعني في حالتك أنك بعد فترةٍ من العلاج المعرفي وربما العقاري سيتفق معك معالجك على التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب أعراض الرهاب لديك، حتى لو بدأ التدرج من التخيل وذلك حسب تقييم المعالج النفساني لك شخصيا، وبعد ذلك يجب عليك ألا تنسحبي أبدًا من الموقف مهما اشتدت عليك الأعراض وأن تكوني واثقًة في الله أولاً ثم في أن إصرارك على تجاوز الألم والخوف، ورفضك الهرب والعزوف عن المواجهة هما أهم دعائم نجاح العلاج في الحالات الشبيهة بحالتك وتابعينا بالأخبار .