وسواس وقلق
السلام عليكم، أبريل 2018 بدأ مرضي مع الوسواس، وسواس النسيان ثم وسواس الوقت، كنت أنظر إلى الساعة كثيراً، ثم وسواس تكرار الكلمات، ثم وسواس تتبع التنفس، وسواس اختلال الثانية. لقد عانيت كثيراً لكن الحمد الله تخلصت منها جميعاً، ومنذ عام تقريباً جاءني وسواس لا أعرف كيف أفسره هو عبارة عن فكرة (وسواس) لا معنى لها تأتيني في كل دقيقة كل يوم، لقد أصبح جزءاً مني، في بعض الأحيان عندما تأتي الفكرة يأتي معها الخوف (الفجعة).
وقد تغلبت عليها فترة لكنها عادت من جديد، وفي بعض الأحيان أشعر بالقلق وأشعر أن العالم غريب جداً لا أعرف كيف أصف ذلك الشعور وأتقيأ في بعض الأحيان.
قرأت عن الأمراض فوجدت أن ذلك الوسواس هو عبارة عن وسواس فكري ولا شفاء له، فأنا خاىف جداً ولم أجد الحل مع العلم أنني لم أزر الطبيب ولا أحب الدواء
ماذا أفعل؟ ما هو مرضي؟
وشكراً
9/3/2020
رد المستشار
وعليكم السلام صديقي "سفيان" وأهلا بك
تعاني من الوسواس منذ عامين تقريبا، تطوّر لعدة أشكال، من النسيان إلى الوقت إلى تكرار الكلمات والانتباه للتنفس، وأيضا اختلال الإنيّة (أظنها هكذا وليس "الثانية") وهو الآن ينتقل لشكل آخر من الوساوس (التي لم تذكرها) وتصف شعورك إزاء العالم والواقع بأنه غريب ولا تعرف كيف تعبّر عنه.
الفجعة التي تحدّثت عنها مع مصاحبة ذلك الشعور الغريب بالعالم، إنما هما من أعراض نوبات الهلع attaques de panique مع تبدد الواقع déréalisation وهو من الاضطرابات التفارقية dissociatif التي تضطرب فيها العلاقة بين مكونات الذاكرة والإدراك والهوية التي تكون في الحالات الطبيعية مرتبطة ومتناغمة مما يعطي إحساس الألفة والفهم والاستيعاب، عكس ما يقع في شعورك ذاك.
إن معاناتك لمدة سنتين دون زيارة طبيب نفساني يدل على أنك لا تملك معلومات صحيحة عن الطب النفسي وفائدته، ولا ألومك فلا أنت الأول ولا الأخير من ذوي النظرة المتوجسة للطب النفسي وأدويته.
أما قولك لا تحب الدواء.. إن كنت ستقول هذا في كل الأدوية التي تعالج الإنسان فهذا مشكل، وإن كنت تقصد أدوية الطب النفسي لأنها مجرد "مهدئات ومسكنات" و"مخدرات" كما يظن البعض فهذا مشكل أكبر لأنّك تتعامل بانتقائية مع حسنات الطب ولا تدري كم سيرفع الدواء عنك المعاناة ويرحمك.
حالات نوبات الهلع تأتي في سن معينة عند شرائح كثيرة من الناس، وقد تطول أو تقصر حسب السمات الشخصية وارتباطها بالقلق والوسواس، لكن العلاج منها يكون ضروريا حتى لا تتفاقم وتعاود الرجوع كما حصل معك.
نصيحتي لك أن تزور طبيبا نفسانيا فورا وتتقيد بوصفته الدوائية بحذافيرها ودعك من الخرافات بخصوص الطب النفسي، وحتى إن شعرت بأعراض جانبية فقد تختفي سريعا ولكل مرض آثار جانبية، وهي قطعا أقل من جحيم نوبات الهلع. وإن كنت تشرب الحشيش (الزطلة) فتوقف عنها فورا، فهي من مسببات نوبات الهلع.
وأتركك مع بعض الروابط حتى تثقف نفسك عن حالتك:
أنواع نوبات الهلع
الهلع .. دليل المساعدة الذاتي1
الزطلة أو الحشيش ونوبات الهلع
من نوبات الهلع إلى اختلال الإنية !
نوبات الهلع والعقاقير