Talking to myself
أنا بكلم نفسي، مش قدام حد، وأنا لوحدي بس من وأنا عندي تقريبا ١٦ سنة، بتخيل مواقف وأعيشها وأتفاعل معاها أو مواقف حصلت وأغير رد فعلي وأتكلم كأنها بتحصل وبفضل ألف في المكان كتير يمكن ساعات.
في الأول كنت بحس إني متحكمة في الموضوع، دلوقتي لا، بحس إني بفضل عايزة أعمل كده مهما حاولت أبطل ده بعمل كده غصب عني، ده بيعطلني وبيتعبني كتير لأني أوقات بتخيل مواقف سيئة وأعصابي تتعب، وبيعطلني لأن ممكن يبقى ورايا امتحان تاني يوم وبفضل أضيع الوقت وأعمل كده كتير.
مؤخراً بقيت بتعصب وأتضايق كتير وبقيت على غير العادة مش قادرة أنزل الكلية ولو نزلت ببقى مخنوقة ومش طايقة حاجة. بقيت بحس إني شخصية needy and dependant على اللي حواليا، بقيت مضايقة معظم الوقت، بخاف من رد فعل اللي حوليا على أي حاجة وبحسب لكل كلمة بقولها.
أيام الامتحانات كان بيجيلي هاجس إني عايزة أقوم أخبط دماغي في الحيط لحد ما أكسرها وكنت بتخيل ده وكنت على وشك أعمل ده فعلاً.
مؤخراً بقيت بسرح، أشوف نفسي بنط من الشباك ولو قربت من الشباك بحس إني عايزة أعمل كده.
أنا بس عايزة أعرف هل ده حالة مرضية ولا أنا محتاجة بس أهدي أعصابي؟
أرجو عدم نشر الإيميل مع الاستشارة.
شكراً.
13/4/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكراً لثقتك بطرح مشكلتك على شبكتنا.
في البداية وككل مشكلة من الأفضل تشخيص طبيعة المشكلة لوصف العلاج المناسب، ولكن لقلة المعلومات التي أوردتها، فنحن سنقوم بتفسير الدوافع المحتملة وبعض أسباب السلوك الذي وصفته بأنك "بكلم نفسي"، يلجأ بعض الناس إلى عدة طرق لمحاولة التعامل مع ما يقلقهم أو يزعجهم أو يؤثر فيهم، وكثير من الناس سيتكلم مع نفسه بشكلٍ طبيعي وكأنه يتحاور مع نفسه حول ما يدور في ذهنه في تلك اللحظة، ونسبة أقل تلجأ إلى تخيل ما حصل وعمل سيناريوهات، وكأنه يحاول الوصول إلى توقعات حول ما الذي من الممكن حصوله لو تصرف بشكل معين، أو كيف كان من الممكن أن يتصرف بشكل مختلف في الموقف.
وكأن هذه الطريقة عبارة عن عملية حسابات وإعادة حسابات، ليستطيع الشخص أن يفهم ما هي عواقب وتبعات ما قد يصدر منه، أو كيف كان من الممكن أن يتصرف بشكل مغاير، حتى هذا التصرف لا مشكلة تذكر، بل على العكس، فهذا شكل من أشكال التكيف وإعادة التكيف مع الأمور، لكن المشكلة تكمن عند الأشخاص القلقين والكماليين والموسوسين وأيضاً من قد يكون لديهم تدني في تقدير الذات، حيث سيظهر أسلوب "السيناريوهات الذهنية" بشكل أكبر وبتكرار أكثر مع ترافقه بمشاعر أشد أو معايشة السيناريو الافتراضي كأنه يحدث حقيقة.
في حالات القلق يكون الهدف الوصول إلى تطمينات أن كل شيء كان أو سيكون على ما يرام ولا يوجد مهددات، وفي حالات الكماليين فيكون الهدف التحقق من أن ما حصل أو يحصل لن تشوبه أي أخطاء أو أنه السيناريو الكامل، وفي حالة الموسوسين سيكون الهدف التحقق المتكرر من أن شيئاً سيئاً لن يحصل وأن الشخص كان في قمة المسؤولية بالتحقق من عدم ارتكاب أي أخطاء ممكنة أو محتملة لكن ما سيختلف هنا أن هذا السلوك سيصبح قسرياً قهرياً مع المدة، بحيث أنه سيبدأ في ذهن الشخص دون اختياره بالضرورة، وكأن الشخص أطلق طائرة ورقية لكنه لم يعد يتحكم فيها بل هو المتحكم فيه، وهذا أقرب لما تصفيه لديك.
أما في حالة وجود قلة تقدير الذات، فالشخص يحاول إما أن يحقق انتصارات افتراضية في ذهنة، أو أنه يبقى في دائرة التقليل من شأن نفسه والرثاء لحاله وقله حيلته.
عندما راجعني بعض من يعانون من هذه السلوكيات، كان من الصعب تحديد العلاج الأنسب دون التأكد من سبب حصول ذلك معهم، فتكنيكات المعالجة تعتمد على التشخيص الصحيح لهذه المشكلة، ولكن سأتصور ان المشكلة لديك هي وسواسية الآن، خاصة وأن لديك سلوكا وسواسيا آخر صريح، وهو الأفكار الاقتحامية التي تخص فكرة أن تقفزي من الشباك.
ما نحتاج عمله الآن، هو تعزيز عملية (زيادة الضبط والتحكم الذهني)، وأنا أقول زيادتها ولحد ما، بحيث تعود السيناريوهات الذهنية للشكل الطبيعي وتتخلصين من الشكل القهري فيها. لذلك وعلى جدول مقسم إلى ثلاث خانات (أعمدة)، ضعي في العمود الأول كلمة بسيط (أي أن السيناريو يسيطر على ذهنك بشكل بسيط من 10-30 درجة)، والعمود الثاني (متوسط من 40-70 درجة) وفي العمود الأخير (شديد أي من 80-100 درجة)، بحيث تقدرين الشدة على مقياس من 1- 100 درجة، وليس بالضروري أن تسجلي كل السيناريوهات، لكن سجلي في كل عمود 5 سيناريوهات أساسية، ثم خصصي وقتا معينا سنسميه (وقت العلاج الذاتي)، ولنفترض أنه كل يوم من الساعة 8-9 مساءاً.
ما ستفعلينه في أول أسبوع هو أنك ستجلسين كل يوم في نفس الوقت الذي حددته، وتدربين نفسك على عملية زيادة الضبط والتحكم الذهني، وهي بأن نبدأ في الأسبوع الأول بالسيناريوهات البسيطة، نجلس ونفكر بالسيناريو لثلاث دقائق، ثم نحول تركيزنا على أمر آخر كنا قد اخترناه ليكون (التفكير البديل)، لنفرض أن السيناريو يخص مجادلة حصلت مع زميلة لكِ، قبل أن تبدئي كنت قد اخترتِ التفكير البديل بأن يكون في امتحان ستخضعين له قريباً، عندها ستجلسين وتفكرين بالسيناريو المزعج ونفضل أن تسترخي أثناء ذلك وتغلقي عينيك وتضعي منبها لمدة 3 دقائق، ومجرد أن يرن المنبه ستحولين ذهنك فوراً للتفكير بالامتحان لمدة 3 دقائق، ثم بعد 3 دقائق تعودين للتفكير بالسيناريو المزعج، وكأنك تدربين نفسك على الضغط على زر يطفيء السيناريو ثم يشغله مرة أخرى، وتبقين على ذلك لمدة ساعة كاملة أو على الأقل 45 دقيقة، لمدة أسبوع كامل، كل يوم.
في الأسبوع الثاني تنتقلين لعمل ذلك مع السناريوهات ذات درجة المتوسط ولكن لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك للسيناريوهات ذات درجة الشديد لمدة 3 أسابيع، وفي حال التزمت بالوقت والمهمة العلاجية بطريقة صحيحة، نتوقع بعد مضي 5 أيام من بداية التدريب ان نلمس فرقاً بسيطاً في البداية يتزايد بالتدريج مع المدة.
أما بالنسبة للحرص الزائد على مشاعر الآخرين فهذا من مؤشرات الحساسية النفسية الزائدة مرافق بدافع قهري على الأغلب للاعتذار، لكن يا بنتي رايح أوصف حالك بكلمتين تفهمينهم (أنتِ عايشه في دماغك) يعني الواقع والحقيقة خارج دماغك حاجة، وما هو في دماغك وتفسيرك للأمور حاجة ثانية خالص ملهاش علاقة بالواقع على الأغلب.
لذلك أنصحك بمراجعة اختصاصي نفساني في بلدك لمساعدتك بشكل أكبر. كما أنصحك أن تقرئي عن التفسيرات الذاتية وأخطاء التفكير. ونتمنى لك الشفاء العاجل.
واقرئي أيضًا:
الكلام أمام المرآة ومع أشخاص
الكلام مع النفس بين الطبيعي والمرضي مشاركة
الكلام مع النفس متى يصبح مرضيا ؟