هل ابنتي مريضة نفسيًّا؟
أنا أُمَّ لثلاثة بنات، الكبرى 10 سنوات والوسطى 9 سنوات والصغرى 5 سنوات. زوجي يعمل ببلد عربي نظرًا لِضِيق ذات اليدِّ الشديد في بلدنا الأم. ونحن معه الآن زيارة منذ سنة ونصف. أطفالي ليسوا في مدارس، يعني غير مُنتَظِمين في مدرسة، وأنا التي أُذاكِر لهم دروسهم. يومهم مُمِلّ، تَسْلِيَتُهُم الوحيدة هي التلفزيون والتابلت. لكل واحدة منهن تابلت. طبعًا خلال تصفُّحهن في اليوتيوب وغيره رأيْنَ مشاهد جنسية مثل الإعلانات التي تظهر بدون تدَخُّل مِمَّن يتَصَفَّح الإنترنت.
العلاقة بَينِي وبينهن قوية، وأيضًا بينهن وبين والِدِهُن قوية، وأيضًا علاقتي بزوجي _ولله الحمد_ مثالية، فنحن نحب بعضنا ونتحَمَّل ما تفعله بِنَا الأيام سويًّا، والأَهَمّ أنَّنا نحترم بعضنا البعض جدًّا، وكُلٌّ مِنَّا يُقَدِّر الآخر كثيرًا. اعترف لي بناتي بما حدث، وتأسَّفوا. وقد احتويت الموقف بدون غضب، ولكِنِّي منعت التابلت فترة، ونظرًا لعدم وجود بديل في تلك الحَبْسَة المُبَالَغ فيها أعطيتهن أجهزة التابلت مرة أخرى، ولكن فَصَلْنَا الإنترنت واكتفينا بالألعاب فقط. وهُنَّ لا يتَفَرَّجن على التلفاز سوى مسلسلات كوميدية اخترناها لهن ووضعناها في ذاكرة، وهذه فقط التي يتفَرَجَّن عليها في التلفزيون، ولكن طبعًا تحتوي عبارات غريبة على مَسَامِعِهن مثل ألفاظ التَّحَرُّش والمُعَاكَسَات والإعجاب بين أبطال المسلسلات.
منذ شهر أصابتنا عدوى كورونا، واضطررنا أنا ووَالِدِهُن أن نَعزِلَهُنَّ عَنَّا. وبالطبع عاد الإنترنت رغمًا عَنَّا لأنَّنا كُنَّا لا نستطيع أن نتواجد معهن في نفس المكان في المنزل. تعافينا ولله الحمد، ومنذ أسبوع توقف جهاز التليفزيون عن العمل، فَشعروا بِمَلَل وفراغ كبير، وطبعًا قبلها فترة الإصابة بكورونا انقَطَعْتُ تمامًا عن مذاكرتهم وعن الجلوس معهُن، فمُعْظَم الوقت يَقضُونَه سَوِيًّا.
منذ يومين أَتَت لي ابنتي الوسطى (٩ سنوات) وقالت "أمي، أشعر أنِّي أتخَيَّل مشاهد جنسية (طبعًا قالتها بِلُغَتِها)، وأُقَبِّل نفسي في مرآة الحمام، وأَتَخَيَّل رجلًا وامرأة يُقَبِّلان بعضهما البعض"، قالت لي كل ذلك وهي في حالة غضب وبكاء وانهيار وأنَّها غاضبة لأنَّ هذه الخَيَالات تُراوِضُها. احتويت ما تقوله ولم أغضب، وقلت لها "هذه تخيُّلات خاطئة، ولكن عليكِ أن تتوقفي عنها وتستعيذي بالله. وإذا عادت التَّخَيُّلات استعيذي وافعلي أي شيء مثل اللعب مع أَخَوَاتك وغيره"، وقلت لها "هذا سر بيني وبينك، ولا تذكريه لأَخَوَاتك ولا لوالدك". هي كرَّرت لي تلك الشكوى على مدار يومين دون انقطاع، وكأنَّها تريد أن تُحَدِّث أحدًا بما تشعر. فأظهرت لها غضبي وقلت لها "أنا أقول لكِ انسِ، لماذا تتذكرين كل لحظة وتستعيدي الكلام في هذا الموضوع. أنا لست غاضبة منك، وخلاص حصل خير، بس بطَّلِي كلام في الموضوع عشان تنسي". تيجي بعدها بشوية تقولي "أنا نسيت، لا منسِتش، لا هنسى، وهكذا".
طبعًا أنا لا أُخفِي أيَّ شيء عن والدهم، فشرحت له ما حدث، وقال لي ما أُؤمِن به، وهو أنَّ هذا فراغ شديد ومَلل، وخيرًا ما فعلت عندما احتويتها. كل هذا والبنت لازالت تذكر الموضوع وتبكي كُلَّما رأتني أنا فقط، تلعب وتضحك مع أَخَواتها ثم تأتيني باكِيَةً "أمي، لا أستطيع أن أنسى، وكلما أدخل الحمام أتذكر الخيالات، وهكذا". مَلَلْتُ أنا وقلت لها "جميل، استمِرِّي في الخيالات. الخيالات حلوة طبعًا (بهدف إِظهَار أنَّ ما تفعله خطأ). أتت البارحة وقالت لي وهي تبكي بكاءً شديدًا أمام باب الحمام: "أمي، أنا لا أستحق أن أعيش!”، وجدت نفسي أقول لها "حسنًا، روحي قولي لبابا"، طبعا رفضت في البداية، فأقنعتها ألَّا تذكر شيئًا من أسرارنا معًا، ولكن عليها أن تقول هذه الكلمة فقط لوالدها كي يجد حلًّا لأنَّنِي لا أَمْلِكُ الحل. ذهبت وجلست مع والدها ساعة كاملة، وشرحت له كل شيء بداية مِمَّا قالته لي عن الخيالات إلى أشياء جديدة قالتها له مثل كلام عن العفاريت، وأنَّ العفاريت معنا في كل مكان، وأنَّها تحلم بعفاريت. مع العلم أنِّي لا أذكر أمامَهُنَّ أيَّ شيء مُرعِب أو عن العفاريت، وربما عَرِفَت ذلك من المسلسلات والتابلت.
الآن: هل بنتي مريضة نفسيًّا؟ وكيف عليّ أن أتَصَرَّف؟ أيضًا هل منطقي أن أَتَوَلَّى تعليم بناتي مَنزِلِيًّا بالكامل، وأمنع المدارس خاصة؟ وإنَّنِي أذهب ببناتي لزوجي في هذه البلد العربي زيارات لأنَّنا لا نستطيع تَحَمُّل تكاليف الإقامة. ونفعل ذلك كي نَلُمَّ شَمْلَ الأسرة بدلًا من أن تتفَكَّك. مع العلم أن بنتي الكبرى (١٠ سنوات) قد عانت من اكتئاب المدرسة في مصر لأن مدرسة بناتي حكومية وكلها فوضى، وبناتي هادئات لا يَتَحَمَّلن الصوت العالي والفوضى الشديدة.
مع العلم أنَّ منذ ولادتهن ونحن (أنا ووالدهن) نعيش مع حَمَاي وحَمَاتي في شقتهم في مصر عيشة مُشتَرَكَة، وطبعًا أخوات زوجي بأطفالهن يأتين كثيرًا، ولا يُوجَدأي نوع من الخصوصية. وقد سافر زوجي إلى السعودية منذ ٥ سنوات، ومكث كُلٌّ مِنَّا في بلد لمدة ٣ سنوات، ثم سافرنا له منذ عام ونصف. وقد عانيت كثيرًا في هذه ال ٣ سنوات، فقد كنت أعيش عند حماي وحماتي أيضًا ببناتي، وعانيت كثيرًا مِن تَدَخُّل حمايا في تربية بناتي والتَّفْرِقَة بينهن، فهو سَخِي مع البنت الكبرى، وطالما عامل الوسطى معاملة سيئة جدًّا، حتى أنَّنِي ضغطت على زوجي وأخذت شقة إيجار انفصلت فيها عن حمايا وحماتي، وجلست أنا والبنات لمدة بضع شهور، ثم سافرنا لِزَوجي.
أنا أعلم أنَّ حياتنا كأسرة صعبة (بالذَّات مادِّيًّا) وغير مستقرة تمامًا. أَحْمَدُ الله في كل وقت، وأؤمن أنه يُنجِينَا من كل شرّ ومن كُلِّ وَرْطَة كبيرة، ولا أُحصِي ثناءً عليه عز وجل. أعيش لزوجي وبناتي فقط، فقد تركت عملي في مصر حتى تلتَقِي الأسرة ونعيش حياة سَوِيَّة، ولكن بناتي قد تأثَّرْنَ بعدم وجود مدرسة. وأنَّا لا أتَحَمَّل القيام بدور الأم والزوجة والخادمة، بل وزيادة المدرسة والأنشطة التعليمية وخِلَافُه. ولا أستطيع أن أُكمِلَ ما ينقصهن لأنَّ بذلك حياتهن كلها متوقفة عليّ بالذات، لأنَّ عدد ساعات عمل زوجي طويلة، ومشاكله في العمل كثيرة لا تنتهي، ولا نخرج للشارع إلَّا مرَّة أو اثنتين أو ثلاثة بالكثير كل شهر.
وأيضًا أُعانِي من مرض "مينيير" فتَتَعَطَّل حياتي لأيَّام بسبب الدُّوَار الشديد، وقد شاهد بناتي حالة إِعْيَائِي الشديدة وتأثَّرْنَ بها، خاصة بنتي الكبرى التي أَصَابها الوَهْم، وكل ساعة بشكوى مختلفة، حتى أنها تَتَقَمَّص الوَجَع وتُوهِمُ نفسها. في مرة أصابتها دوخة وضيق تنَفُّس لأنَّنِي كنت ذاهِبَة لطبيب الأسنان، وقالت "لا أستطيع أن أخرج أو أتحَرَّك" فاضطررنا أن تجلس في المنزل مع أختها الوسطى التي أعتقد أنَّها سليمة وذات شخصية قوية وتحَمُّل نِسْبِي للمسئولية، ولكن فُوجِئْتُ أنَّ تلك البنت الوسطى التي أَثِقُ أنَّ حالتها النفسية جيدة تعاني من تلك الخيالات كما ذكرت لحضراتكم.
انصحوني، هل أذهب إلى بلدي مرة أخرى وأتحَمَّل مسؤوليتهن، وأجعلهن ينتظمن في مدارس؟ أم هذا سيُضاعِف المشكلة لغياب الأب في الغُربَة؟ مع العلم أَنَّهُنَّ مُرتَبِطات بوالدهن كثيرًا، ويَجِدْنَ فيه المُتَنَفَّس الوحيد. هل أرضى بتلك الحياة المُنْغَلِقَة تمامًا في الغُربَة حتى لا تتَشَتَّت الأسرة؟
أنا لا أَجِد حَلًّا، فرجاءً المساعدة.
وشكرًا.
25/5/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة, أقدر لك حرصك الواضح حتى تجمعي شمل أسرتك رغم الظروف الصعبة ولكنك أقوى مما تدركين فقط ثقي بقدرتك على تخطي كل المعوقات ما دام الهدف واضحا وهو أن تكونوا مع بعضكم والأساس قوي في الأسرة مبني على المودة والرجمة والشفافية.
أما فيما يخص مشكلة ابنتك فاسمحي لي أن أضع بعض النقاط مما ذكرت من السلبيات:
* الأطفال ليسوا في مدارس
* ليست هناك مصادر تسلية سوى الإنترنت والتلفزيون
* تعيشون في غربة أي لا توجد حياة اجتماعية لكم
* تعرضهن لمشاهد إباحية على الإنترنت
من الإيجابيات
* العلاقة القوية بينك وبين بناتك
* علاقة المودة بينك وبين زوجك
* الشفافية في علاقاتكم الأسرية
* لديك خصلة الصبر الجميلة
عندما تعاملت مع مشكلة ابنتك كانت هناك بعض الأخطاء في احتواء المشكلة ولا ألومك فقد تصرفت بكل ما أوتيت من حكمة ولكن الموقف يجعل حكمك تحت تأثبر المشاعر في ذلك الوقت من صدمة وغضب وحزن وإرهاق
أخطاؤك كانت كالتالي:
* خطوتك الأولى أن احتويت الموقف ولم تغضبي كانت ممتازة والحرمان كان خطوة جيدة أيضا ولكن هدمت النأثير بتراجعك عن القرار فقط لأنك رأيت أنه لا بديل وهذا غلط
* وعند العودة عن قرارك حاولت تعديله بمنع الإنترنت ولكنك أيضا عدت وتراجعت عن هذا القرار لأسباب المرض.
* انقطعت المذاكرة وأصبحن طول الوقت مع الشيء الممنوع
* عندما حدثتك ابنتك عن أفكارها وإحساسها وخيالاتها كان تصرفا واعيا منها ويدل على قوة الرابطة بينكما وغضبها وحزنها وإن دل على شيء فإنما يدل على طهارة قلبها الذي لم يتقبل ما دخل ولم تستطع التعامل معه ولكن تعاملك مع الموقف كان غير صحيح, أنت لم تغضبي وهذا جيد ولكن نصائحك أشعلت النار في الهشيم, قلت لها هذه تخيلات خاطئة أي بلغة الطفلة تقولين لها أنت ارتكبت خطأ فأنت داخليا, قلت لها عليك أن تتوقفي وهذا أمر غير مباشر لإشعال الأفكار أكثر, واستعيذي قد تكون هذه نصيحة مناسبة لو لم تكن الطفلة تشعر بكل هذا الذنب والاحتقار لذاتها لسبب لم يكن لها يد فيه, النصيحة هنا أيدت أن الله غاضب منها أو هذا ما تفهمه وأخيرا قولك أنه سر وحملت الطفلة على عاتقها خزيا وعارا وثقل الأسرار بينما كان الأحرى بك طمأنتها.
* عندما كررت الشكوى غضبت وكررت نفس النصائح وأخيرا الانفجار العصبي وتحويلها للأب حتى يتصرف
* فكرة العفاريت التي ذكرتها الطفلة ما هي إلا مهرب لتخفيف ما تشعر به والحرج من تكراره لأبيها فكان لابد من شيء للتخفيف فجاءت العفاريت لتساعدها.
أولا
ردا على سؤالك لو كانت مريضة نفسياً والرد لا، هي طبيعية جداً وردة فعلها طبيعية
ثانيا
بالنسبة لما تعرضت له بنتك من مشاهدة لقطات إباحية فهي للأسف كثير منتشرة وتعتبر أزمة صحية عامة، خاصة بسبب الطريقة التي تؤثر بها على الأطفال والشباب.
نحاول جهدنا أن نمنع تعرضهم لمثل هذه الأزمة ولكن أحيانا لا يمنع الحذر القدر فالسؤال هنا هو : ماذا نقول لأطفالنا عندما يعثرون على المواد الإباحية عن طريق الخطأ؟
* ابقي هادئة
فالشعور بالضيق سيجعل طفلك يشعر بالقلق لذا حافظي على هدوئك واشكري طفلك على الشجاعة الكافية لإعلامك وطمأنته بأنك ستعملين على تجاوزها معًا.
* بعد ذلك، استمعي فقط
لا تتوتري واطلبي منه إخبارك بكيفية العثور عليه. اسأليه عن كيفية تحديد موقعه على جهازه بالضبط فهذا سيساعدك هذا في معرفة كيف يمكنك تحسين إجراءات الأمان، واسألي كيف شعر عندما رآه، وما شاهده. مهم جدا أن تتفهمي وليس توبخي وتلومي.
* طمئني طفلك بأنه لن يعاقب لأنه كان شجاع
لأن العقوبة سوف تضر بعلاقتك وستقلل أيضًا من احتمالية أن يأتي طفلك إليك بشأن مشكلات صعبة فيما بعد ولكن إذا كان الحرمان متفقا عليه فأحيانا من الذكاء أن تسأل الطفل لو كنت مكاني ماذا ستفعل فإذا اقترح الحرمان من الأجهزة لفترة فلا بأس.
تذكري أن طفلك قد يكون منزعجًا من العثور على مواد إباحية، وسيكون مصدومًا مما رآه. في هذه المرحلة نحن بحاجة إلى أن نكون داعمين ومتفهمين، ونقر بمدى صعوبة رؤية هذه الأنواع من الأشياء.
* خططي لحديثك مع طفلك
قد يكون من المغري إلقاء محاضرة كبيرة هناك على الفور، وتنفيس مشاعر الغضب بداخلنا ولكن ضعي مشاعرك جانبا، فمن الأفضل قضاء بعض الوقت في التخطيط لمحادثتك حول المواد الإباحية والجنس قبل بدء المناقشة.
* تحدثي معهم عن شعورهم
هل مشاهدة هذا جعلت طفلك يشعر بالسعادة ؟
أو بالسوء ؟
أو بالأمان ؟
أو بالخوف؟
أو بعدم الراحة؟
أو بالفضول أو بأي شيء آخر؟
كل هذه المشاعر طبيعية ويجب أن يعرف الأطفال أنه من الجيد أن يشعروا على هذا النحو. فمعظم الأطفال يشعرون بمزيج من الفضول والاشمئزاز.
* تحدثي معها عن مفهوم الجنس أو التربية الجنسية
في هذا العمر من المفترض أن تكون قد تهيأت للتغيرات الجسدية والنفسية التي ستمر بها بالإضافة إلى إجابة أي أسئلة قد تخطر ببالها بما يناسب عمرها وبيئتكم ولكن لابد من الإجابة.
* حلي المشكلة معها
اسألي طفلك عما إذا كان يعتقد أنه من الجيد البحث عن هذه الأنواع من الأشياء على الإنترنت مرة أخرى وماذا نفعل لو ظهر شيء من هذا النوع، وعلميهم طرقا للتعامل، كخفض غطاء اللابتوب أو قلب التابلت والأفضل ان تكون التوعيه للجميع.
بأسلوب الأم المحبة أوصلي لهم الفكرة بمدى أهميتهم وجمال قلوبهم وأن هناك أشخاصا مرضى في العالم يودون تلويث الآخرين، وأن رؤية أشياء كهذه ستلوث أفكارهم وقلوبهم الجميلة
ومن المهم أن تبدئي مع بناتك جلسات تتكلمين معهن بشفافية عن التغيرات التي تحدث معهن، والبلوغ وهناك الكثير من المصادر قد تساعدك.ونمي لدى بناتك هوايات فليس من الصحيح أن يكون الهاتف أو الكمبيوتر هو الأم البديلة أو مصدر التسلية.
إذن سأختصر الحل فيما يلي، ابنتك ليست مريضة ولا هي مذنبة، حدث موقف وتعاملتِ معه بطريقة أرعبتها وسببت لها قلق، الآن ستتحدثين معها أنك أصبت بالخوف ولا بأس أن نعترف أحيانا بأننا أخطأنا، واعتذري لغضبك منها وأنك لم تكوني تفكرين بشكل واضح. وابدئي بعدها بتنفيذ الخطوات السابقة. وإياك أن تقمعي الأفكار وإلا زادت.
هنالك جزئية أخرى أود التعليق عليها وهي أننا كأمهات نضطر إلى اللجوء لخيارات صعبة نرجح فيها صالح الأغلبية في العائلة وليس نحن، وأنت فعلت ذات الشيء تركت وظيفتك وأهلك وبلدك لصالح الأسرة، ولكن لا يبدو أنك سعيدة أو راضية، هنالك جزء ثاني مكمل للخيارات الصعبة وهو الرضا الحقيقي بالفعل والقول والإحساس.
أنت الآن مع زوجك وبناتك، الغربة ليست مهمة فالأفراد الأساسيون معك، استمتعي معهم، التسلية بالنسبة للأبناء ليست في إنترنت وتابلت وتلفزيون، بل في لمة بسيطة وحكايات عن طفولتك وطفولتهم وصناعات يدوية مع بعضكم أو طبخة تعلمينهم إياها بكل حب. سبب ضيقك الأساسي إحساسك بأنك قطعت آلاف الأميال لتكوني مع زوجك ولكنه مشغول، ولكن هل انشغاله يمحو حبه لك؟ كوني له عونا وسندا واستغلي القليل الموجود لتصنعي الكثير من السعادة، قليل الوقت وقليل المادة وقليل الوسائل.
وبالشكر تزيد النعم عزيزتي
واقرئي على مجانين:
التربية الجنسية (1) مرحلة الطفولة (1-2)
التربية الجنسية (3) مرحلة البلوغ (1-2)
التربية الجنسية للمراهقين(1-2)
التربية الجنسية والطفولة