السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
والله، لا أدري: من أين أبدأ رسالتي؟ وكيف أقص لكم حالتي؟ أشعر بانهيار تام، وأن جميع الأبواب قد سدت عليَّ. مشكلتي أني الآن أريد التخلص من حالةٍ مَقيتةٍ اعتدتها منذ الصغر، وهي الحديث مع النفس، قد ألِفْتُها، بل قد طغَت عليَّ بشكل أصبحتُ أخاف أن أصبح مجنونة بسببه.
منذ الصغر كانت تحدُث لي مواقف، وحينما أعود إلى منزلي أريد الهروب من تذكُّر موقف ما، فأسرح مع نفسي في عالم آخر، كنت قديمًا أشعر بالراحة وأنا أقوم بهذا الفعل، لكني اليوم أشعر بالإحباط؛ لسببين:
أولهما: أني أصبحت أتحدَّث مع نفسي في الصلاة.
والثاني: أني انتبهت أكثر من مرَّة، وأنا أحرك رأسي أو يدي كأني أحدث شخصًا معينًا.
بدأت أعتقد جازمة أن الفشل عنوانُ حياتي، وأني إنسانة فاشلةٌ في كل شيء..... توقفت دراستي في الجامعة بسبب خوفي من الاختلاط، ومكثت في البيت مدةً، ومع هذا فأنا أحاول أن أذكر الله بصوتٍ مرتفعٍ، لإجبار نفسي على عدم التحدث، أو إشغالها باستماع الأشرطة، وأجعل صوت المذياع عاليا.
قرَّرْت أن أشغل نفسي بحرفة معينة، وكان مدير المكان ذكرا وليس أنثى، كان يحاول التقرُّب منِّي بالرغم أني كنت محجبَة، بل أغطي وجهي، حاولت الاستمرار، وبقيت طيلة هذه المدة على وَجَلٍ شديد من الفتنة، وكنتُ أحاول الخياطة بجلبابي وبغطاء وجهي، ولكني تركت المركز بسبب ذلك المدير.
ذهبْتُ لأحد المساجد لأحفظ القرآن، ولم أستطع الإكمال؛ لأن المسجد فيه بدع كثيرة للمتصوفة وغيرهم، الكل يعجب منِّي، لأني بالنسبة لهم إنسانة قوية، أنا أتكلم بصوت مرتفع، وأقول: هذه بدعة.
أنا أبدو لأي شخص في كلامي، في جلوسي، في حركاتي أني قوية جدًّا، لكن في داخلي شخص منهزمٌ فاشلٌ.
أُصِبْتُ بحالة من الانهيار جعلتني أكره كل شيء، حتى الأمور العادية، كالطبخ وأمور البيت، حتى إني إذا قمت بطبخ أي شيء - وإن كان معتادًا عاديًّا - فشلت فيه.
لا أدري: لِمَ؟ وماذا يحدث لي؟
لكم أن تتصوروا أني لا أحسن شيئًا، ولا أستطيع أن أحسن شيئًا.
أصبَحت أبكي من أي شيء، بل بلا شيء.
أردتُ الخروج من هذا، فأردت التسجيل في أحد المواقع الدينية أشغل بها نفسي.
وبعد طول تنقل، أخذت أبحث هنا وهناك عن موقع نسائي، لأني لا أريد موقعًا مختلطًا، أعلم جيدًا أني سأُفْتَنُ فيه فدخلت في موقع علمي، تصوَّروا، وصلتني رسائل أني سيئة الأدَب في الردُود، وأن مشاركاتي تحدث إغضابًا وحزازاتٍ في نفوسهن، لماذا؟ لم يكن قصدي أبدًا الظهور، أو أن أبرز جَهْلَهن، بل كنت مؤدبة في جميع ردودي وكتاباتي، لا أدري: لِمَ عاملوني بهذا الشكل؟
علِمْت حينها أني فاشلة، لا أحسن شيئًا، ولن أستطع فعل شيء، في داخلي أُقِرُّ أن هذا شيءٌ تافهٌ، لا بد ألاَّ أعيره أيَّ اهتمام.
هذا من المفروض ولكني لا أستطيع.
أنا الآن لا يهمني أي شيء من الدنيا إلا صلاتي، كيف أتخلص من هذه العادة؟ كيف أعود كما كنت على الأقل لأؤدي صلاتي بشكل حسن؟
أنتظر إرشاداتكم بفارغ الصبر،
وسأكون لكم شاكرَة.
28/7/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: أعراض اضطراب عقلي.تعليق الموقع:
تبدأ الاستشارة أولا بالحديث عن مشكلة الحديث مع النفس وإن هدف استشارة الموقع هو التخلص من هذه العادة. بعد ذلك هناك سرد لأعراض طبنفسانية متعددة وبأسلوب مرتبك يعكس وجود اضطراب في التفكير.
ما يستطيع الموقع أو غيره عمله حين يستلم استشارة مثل هذه تحليل سمات شخصية الكاتب من خلال محتوى الرسالة كما يلي:
أولا هناك شخصية متأزمة مع الآخرين ومع نفسها أيضاً. هناك ميول زورانية والشك في نوايا الآخرين التي تصل إلى حد الشعور بالاضطهاد.
ثانياً هناك غياب البصيرة في التعامل مع الآخرين كما حدث في الإشارة إلى اتهام الآخرين لها من خلال موقع اجتماعي بأنها لا تحسن التواصل مع بقية الناس.
ثالثاً هناك شعور بالتعالي على الآخرين والشعور بالعظمة إلى حد ما. يمكن الاستنتاج بأن هناك شخصية عصابية فاشلة في التعامل مع الآخرين والانفتاح والانبساط.
الركن الثاني في تحليل الاستشارة هو التحري عن وجود أعراض طبنفسانية وهناك إشارة أولا إلى دخول الإنسان في موقع اكتئابي جسيم. الفقرات الأولى تثير الشك في وجود هلاوس سمعية وأعراض وسواسية وأخيراً هناك أعراض سالبة وتدهور الأداء المعرفي والمهني والشخصي.
على ضوء ذلك هناك احتمال وجود شخصية متأزمة في حاجة إلى تطوير نفسها والتخلص من عصابها وتحسين تواصلها مع بقية البشر. ثانيا هناك احتمال الفصام.
لا يوجد أمام الآنسة سوى مراجعة استشاري في الطب النفساني لتقييم الحالة العقلية.