السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ابن يبلغ من العمر خَمْسَ سنوات، وهو الابن الأكبر، أُعاني مشكلة فيه، وهي كثرة الأسئلة والكلام؛ لدرجةٍ مُزْعِجة جِدًّا تُضايق والده وأقاربه! كيف أتعاملُ معه؟!
وهل أنا ملزَمة بالإجابة عن جميع أسئلته؟!
أُخبره دائمًا أن كثيرَ الكلام لا يُحِبُّه الناس ويتضايقون منه، وهو حساس جدًّا، وكثير الخوف.
أرجو النصيحة،
شاكرة لكم تعاونكم.
24/12/2021
رد المستشار
السلام عليكم عزيزتي، أولا أشكرك كونك أم واعية ومهتمة جدا بمعرفة التصرف الأفضل لصالح ابنك.
ومن ثم، من الطبيعي للطفل في هذا العمر أن يكون كثير الأسئلة والتساؤلات التي قد تشغل باله قد تكون بديهية بالنسبة لنا ولكنها ليست كذلك بالنسبة له، قد تكون هذه المرحلة شاقة للوالدين حيث قد تواجه بعضًا من أصعب الأسئلة حول الحياة أو ستشعر بسعادة كبيرة لرؤية أطفالك يعبرون عن أفكارهم بشكل جيد.
قبل أن نباشر لوضع حلول أرجوك أن تنظري للأسباب ولجوهر الموضوع، هل فعلا طفلك يتحدث كثيرا بالنسبة لعمره أم أن قدرتكما كوالدين لتحمل حديثه ليست عالية؟ هل هو من يعاني من مشكلة أم أنتم؟
أما الآن فقد يكون من الطبيعي كونكم مرهقين لأسباب خارجية حياتية ليس للطفل ذنب فيها، لذا فإن رد فعلك المتمثل في الشعور بالإرهاق من حديث طفلك الصغير مفهوم تمامًا!
ولكن ماذا يعني تحدث طفلك الزائد (إذا كان فعلا مفرط)، قد يكون دلالة على قدراته اللفظية العالية الشائعة لدى الأطفال الموهوبين، ولربما يحتاج طفلك إلى مزيد من التحدي والتحفيز في حياته اليومية أكثر مما هو متوقع عادةً لمن هم في عمره.
قد يكون السبب في الرغبة في تقليل حديث الطفل لمراعاة مشاعر آخرين ونظرًا لأن قد لا يحب الآخرين أحاديثه وأسئلته إذا كانت فعلا كثيرة، فأنت الشخص المثالي لتدريب طفلك خلال هذه المرحلة.
إليك عزيزتي بعض الاستراتيجيات لتجربيها مع ابنك:
1.ضعي حدودًا واشرحي لطفلك أنك تحتاجين إلى القيام بمهام أخرى خلال اليوم لذا حددي مثلا وقتا يمكنك فيه الجلوس والاستماع بأريحية، وامنحيه كامل اهتمامك. واجعلي وقت الاستماع المركز هذا مقرونا مع جزء من الروتين اليومي لمساعدته على تحديد وقت الحديث المطول؛ على سبيل المثال بعد وجبات الطعام أو فور عودته من المدرسة.
2. تجنبي إطلاق العبارات السلبية، مثل "أنت لا تسكت أبدًا عن الكلام!"، "أنت ثرثار"، لأن هذه يمكن أن تؤدي إلى الخزي والصورة السلبية عن الذات. بالمقابل، اشرحي له أنك تحبين سماعه كثيرا، ولكن مستحيل القيام به طوال اليوم لأن لديك واجبات أخرى.
3.اضبطي مؤقتًا للصمت، بدءًا من وقت قصير مثلا 3-5 دقائق واطلبي منه أن يفعل أي شيء آخر بالأفكار التي تدور في رأسه ويريد الحديث عنها، فمثلا يمكنه رسم الصور أو القيام بشيء حركي مثل الرقص أو القفز أو اللعب بالصلصال، ثم قومي بتمديد الوقت ليدوم لفترة أطول وأطول، ولكن لا تطول كثيرا فهي ليست عقاب ولكنها فرصة لمنحه بعض الأدوات للتدرب على استبدال الأحاسيس والتعبير عنها بطرق مختلفة وليس لفظيا فقط.
4. ضبط النفس الآن هذه الخطوة لزرع فن الاستماع للآخرين، وانتظار الدور للحديث في البداية قدميها كلعبة لطفلك أن يتدرب على الاستماع إليك حتى عندما يكون متحمس للحديث وقولي له لنرى مثلا كم ستستمع لي، تحدي من يكسر الصمت أولاً يخسر. سيمنحه ذلك وقتًا كافيًا للتعود على مفهوم التزام الصمت والاستماع إلى الآخرين. و اضبطي مؤقتًا لترى كم من الوقت يمكنه الانتظار لمشاركة قصته بينما تتحدثين أنتي عن شيء مثير للاهتمام بالنسبة لك. لو صعب عليه هذا في البداية علميه حيلة وهي أخذ ثلاثة أنفاس عميقة قبل أن يبدأ في الحديث.
5. اشركيه في بعض الأنشطة الترفيهية الصامتة أي لا يدور فيها حوار بين طرفين، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب أو بعض الأنشطة الأخرى.
6. وأخيرا حاولي أن تكوني إيجابية و صبورة. قد يكون التعامل مع الأطفال مفرطي الثرثرة أمرًا مرهقًا. لذلك من المستحسن أن تكوني إيجابيًة وصبورًة في إدارتها. كما يجب أن تعطيه بعض الوقت لتطوير مهارات الاتصال الفعال.
وفي الختام إذا كانت لديك مخاوف من أن الحديث المفرط جزء من مشكلة أكثر عمقًا، فتحدثي مع طبيب الأطفال الخاص بك ليحدد إذا كان هناك حاجة إلى إجراء تقييم سلوكي وتنموي أكثر شمولاً مع طبيب نفساني للأطفال.
واقرئي أيضًا:
كيف أجيب على أسئلة أطفالي؟