السلام عليكم
لي بنت عندها 8 سنوات، وهي وحيدة ليس لها أخ ولا أخت ولا جيران تلعب معهم، أكثر الأوقات تقضيها أمام التلفزيون أو ألعاب الإنترنت، وهذه الألعاب أحيانا توجد بها صور سيئة، وهي تمل كثيرا من المنزل وتريد أن تلعب مع أحد، نلعب معها أحيانا أنا وأبوها، أريد أن أشغلها بأي شيء ولا أعرف!!!
أريد أن أربيها تربية صحيحة.
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل؟
9/1/2022
رد المستشار
سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قد يتصور البعض أن الطفل الوحيد يعد مشكلة في تربيته؛ نتيجة للخوف عليه ألا يصبح اجتماعيا، وأن يكون منطويا فيما بعد، كما أن الافتقاد لروح التنافس بين الأشقاء التي تساعد في نمو وتطور الشخصية قد يؤثر في ذلك أيضا.. لكن كيف يمكن أن نتجنب ذلك؟
أولا: يجب أن نضع في أذهاننا فكرة تربية الطفل الوحيد كما يتربى باقي الأطفال، بمعنى أن نتجنب فرط الحماية للطفل لأنه الوحيد، فنخاف عليه من أي شيء ومن الدخول في أي أنشطة خارج المنزل، ونخاف على مشاعره التي قد تؤذيها علاقاته بأقرانه، فدون أن ندري نجنبه هذه التجارب، ونحرمه من الخبرات في بداية حياته والتي تشكل ملامح الشخصية فيما بعد.
ثانيا: يجب على الأب والأم الشعور بالرضا بنعمة الله عليهم، وألا يشعروا بالحسرة والحزن لعدم تمكنهم من إنجاب طفل آخر، لأن هذه المشاعر السلبية تتسرب للطفل دون أن ندري؛ مما قد يشعره بالنقص لأن شيئا ما لا يعرفه ولا يدركه لكن يراه في أعين والديه وهو مشاعر الحزن (لأنه يا عيني عليه وحيد.. يا عيني عليه زهقان.. يعني لو كان له أخ أو أخت كان حاله بقى غير كده) إن مثل هذه المشاعر حتى وإن لم تخرج على لسان الأب والأم لكن ما ينتج عنها من أفعال أحيانا أو تعبيرات الحزن على الوجه يدركها الأطفال خاصة من يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء الوجداني وهم الأطفال الحساسون.
إذن ماذا نفعل كخطوات لتجنب وحدة الطفل ونقص التفاعل الاجتماعي؟
1- يجب عدم بقاء الطفلة بمفردها لساعات أمام الكمبيوتر أو التلفاز.. بل يجب تقنين ذلك، وحتى في ساعات اللعب أمام الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز لابد أن يكون بعض من هذه الأوقات بصحبتك أو بصحبة والدها أو كلاكما، وأن تشاركاها ما تفعل، وتتفاعلا معها وكأنكما في مثل سنها.
2- في نفس الوقت لابد من ترك مساحة لها من الحرية في أوقات أخرى، وأن تفعل ذلك بمفردها؛ حتى لا تشعر بالتسلط وفرض الحماية والحصار.
3- لابد من تخصيص وقت للطفلة للالتقاء بالأطفال في العائلة أو أطفال أصدقائكما.
4- اشراك الطفلة في الأنشطة والرياضات الجماعية.
5- اشراك الطفلة في نشاط جماعي مثل الكورال.
6- تشجيع الطفلة على تكوين صداقات ولكن بشكل غير مباشر؛ فلا نقول لها: "ما تصاحبي دي.. أنت ليه مش بتصاحبي دي؟" ولكن أن ترانا نتكلم ونصاحب أسرة البنت التي نتمنى أن تصادقها الطفلة.;خلاصة القول هي التوازن بين الحماية والحزم، وأن نكون قدوة صالحة لأبنائنا في سلوكياتنا الاجتماعية .. وفقك الله.