إدمان الألعاب الإليكترونية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا زوج أرملة منذ ثلاث أعوام لها ولدان الأكبر في آخر عام بكلية الطب ملتزم ومنضبط ورياضي
الابن الثاني عمره 18 عام منذ زواجي بها وهو يلعب ألعاب إلكترونية بشكل مكثف وذلك منذ أربع سنوات تضخم جسمه بشكل كبير من قلة الحركة، وفي الآونة الأخيرة أصبح يومه ينقسم إلى قسمين نوم ولعب إلكتروني فقط ولا يغادر حجرته إلا نادرا ولا يهتم بنظافة غرفته ونادرا ما يهتم بنظافته الشخصية
قطع علاقاته بكل أصدقائه الحقيقيين وأصبح أصدقائه فقط في العالم الافتراضي، الحالة المادية للأسرة ميسورة وينفق أمواله في شراء الحلويات وعلاقته بربه ضعيفة جدا، الأم طيبة جدا جدا أنفقت عمرها في تربيتهما، علاقتي بهم كزوج أم ممتازة جدا، الابن يرفض الذهاب إلى الجامعة أو دخول الاختبارات علما بأنه في العام الأول ويكتفي باللعب فقط.
نحن نخاف عليه ولا ندري ماذا نفعل لرده لصوابه
هل من وسيلة لذلك؟؟؟
11/2/2022
رد المستشار
السلام عليكم والرحمة أخي الفاضل.
نشكر لك تواصلك مع الموقع ونقدر ثقتك بكادر الموقع.
للأسف باتت مشكلة إدمان الألعاب الإلكترونية من المشاكل التي تؤرق كثيرا من الأسر والمؤسف حقا هو أنه لا يتم الانتباه لها، أو اعتبارها مشكلة إلا بعد أن تتأصل وتبدأ فروعها وآثارها بالظهور.
يحدث إدمان الألعاب عندما يعطي المراهقون الأولوية للألعاب على أي شيء آخر بما في ذلك حياتهم الشخصية والتعليمية – مما يؤدي إلى سلوكيات غير صحية في اللعب والاعتماد عليها. وقد لا يرى هؤلاء المراهقون النتائج السلبية لإدمانهم وبالتالي يكون هناك الكثير من المعارضة والغضب تجاه أي شخص يحاول المساس بوقت اللعب وسيعاني البعض من آثار الانسحاب عندما يحاولون التوقف عن اللعب لفترة ولو قصيرة.
قد يكون الوضع في البداية مشرقا، كون الطفل أو المراهق يهتم بعالم الكمبيوتر، وينمي ذكاءه في مجال مطلوب، وقد يساهم الأهل في تشجيع الطفل أكثر وأكثر للمضي في محاولة بريئة لدعم اهتماماته في هذا المجال غير مدركين لعامل الإدمان وسرعته في السيطرة على الأبناء، في معظم الحالات، يتخلى المراهقون عن المدرسة أو الفصول الدراسية، ويهملون الرياضة أو الأنشطة الخارجية، ويتجنبون المشاركات الاجتماعية، ولا يقومون بالأعمال المنزلية ويصبح عالمهم غرفتهم وتصبح رؤيتهم في البيت مع باقي أفراد الأسرة نادرة.
ولكن حتى نميز ما بين إدمان الألعاب أو الاهتمام العلمي الفعلي بها لابد من توافر بعض الأعراض التالية أو أغلبها ليتم التشخيص. فحتى نشخص إدمان الألعاب الإلكترونية لابد أن يظهر لدى الشخص جميع الأعراض الثلاثة التالية لمدة 12 شهرًا على الأقل:
* فقدان السيطرة على الألعاب: إعطاء الأولوية للألعاب إلى الحد الذي يكون له الأسبقية على الأنشطة والاهتمامات الأخرى
* الاستمرار في اللعب بالرغم من الآثار السلبية على وظائفه أو المدرسة أو الحياة الأسرية أو الصحة أو النظافة أو العلاقات أو الشؤون المالية أو العلاقات الاجتماعية.
* يركز على الألعاب فقط، ولا يشمل السلوكيات الرقمية الأخرى مثل الإفراط في استخدام الإنترنت أو المقامرة عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية.
قبل أن نقفز الى تشخيص، قد يساعدك أن تبدأ بطرح بعض الأسئلة على نفسك وعلى والدته ولربما يشارك هو أيضا سيكون أكثر من ممتاز:
* هل تعيق ألعاب الفيديو الخاصة به أشياء أخرى مهمة في حياته، مثل علاقاته أو وظيفته أو الذهاب إلى المدرسة؟
* هل تشعرون أنه قد تجاوز الحد الفاصل بين حب اللعب والاضطرار إلى اللعب؟
* هل من المحتمل أنه يستخدم الألعاب لتجنب مشكلة أعمق مثل الاكتئاب ؟ أو عدم تقبل واقع ما؟
* هل مقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب مبالغ فيه؟
إذن إذا كانت أغلب الإجابات على الأسئلة بنعم وبالاضافة إلى ما سبق وذكرته في رسالتك ومدى التدهور في وضع ابنك فالمرجح أنه وكما ذكرت أصبح أسير إدمان الألعاب الإلكترونية ومنذ زمن، وصار لابد من اتخاذ التدابير لمساعدته.
في هذه الحال من الأفضل التوجه إلى مختص نفساني في علاج إدمان الإلكترونيات حتى يبدأ معه جلسات علاج سلوكي ولربما الكشف عن مسببات أعمق وعلاجها، وكذلك يمكن تجربة بعض هذه النصائح لدعم نمط حياة صحي وأكثر توازنا:
* تشجيع الرياضة والنشاط البدني. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات السيروتونين في الدم وله تأثير إيجابي على الحالة المزاجية وأعراض مشاكل اللعب
* جرب أن تتحدث إلى ابنك عما يستمتع به في الألعاب ولماذا يريد اللعب بانتظام؟ ما الذي يشعر به أثناء اللعب؟ وستساعدك إجابتهم في تحديد ما إذا كانت هناك مشكلات أخرى قد يواجهونها واستخدام الألعاب كملاذ
* دائما ضع البدائل، لكل ما تود التخلص منه من عادات
* ابنك في سن يحتاج منكم الحزم والمرونة لذا تحتاج لوضع القوانين الواضحة ولكنه امنحه حق التعديل البسيط فيها بما لا يكسر صلب القانون، فمثلا لو انتهى الوقت المحدد للعب حسب توقيتك، امنحه بعض الوقت لإنهاء اللعبة. قد يكون مطالبتك باستمرار بالخروج من منتصف اللعبة أمرًا محبطًا ويؤدي إلى جدال.
وفقكم الله
واقرأ أيضًا:
إدمان الأطفال ....على الألعاب الإليكترونية مشاركة