السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشكركم على هذا الموقع.
المشكلة: ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات أحاول أن أحفظها القرآن لكنها تسمع منا فقط ولا تقبل بأن تردد بعدنا إلا نادرا بحيث لا أعرف هل حفظت أم لا وأسألها أن تقرأ فترفض.. لا أدري ماذا أفعل معها؟
ثانيا: هي لا تقبل الخروج إلا معي وترفض الذهاب بمفردها مع والدها، مع العلم أنها كانت تخرج معه لكن بدأت بالتدريج لا تقبل الذهاب معه وخصوصا بعد أن ذهب بها مرتين للعيادة بحيث تصرخ إذا لمستها الدكتورة وهي الآن ترفض حتى رؤية أصدقاء والدها أو أي رجل آخر، كما أنها لا تلعب مع الأطفال الذين كنا معهم مرتين أو ثلاثا خلال أسبوع واحد.
كما أن طبعها صعب جدا وأنا الآن حامل ولا أدري كيف ستقابل المولود الجديد؟
مع العلم أن معها أخ عمره سبع سنوات.
25/5/2022
رد المستشار
السلام عليكم عزيزتي ورحمة الله وبركاته
أشكرك على حرصك على تلقي المعلومة والنصح من المصدر الصحيح الثقة.
بالنسبة للمشكلة الأولى وهي رفض ابنتك تكرار سور القرآن الكريم معك أو التعاون معك لحفظه، لنتفق أولا أن الطفلة بعمر صغير جداً ،أقدر لك حرصك على غرس حب القرآن بقلبها منذ الصغر ولكن يمكن أن يكون التعامل مع الأطفال مهمة صعبة أحيانا وتحتاج إلى قدر كبير من الصبر لمجرد التفكير معهم عندما يتعلق الأمر بجعلهم يتعلمون أي شيء. المهم هنا إدراك أن لكل طفل شخصيته الخاصة التي تجعله يستجيب بشكل مختلف، فما نجح سابقا مع أخيها الأكبر قد لا ينجح معها وما قد ينجح معها قد لا يكون كذلك مع أخيها أو أختها القادمة، لذلك تحتاجين إلى اكتشاف الطرق المختلفة لإشراكها في التعلم أو الدراسة أو الحفظ.
لذا إليك بعض الطرق لتجربتها معها:
1. كافئيها
بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، غالبًا ما تكون رشوة الوجبات الخفيفة أو الحلوى هي التي تحفزهم على فعل أي شيء. عديها مثلا بأنها ستحصل على قطعة حلوى أو شوكولاتة أو حلوى إضافية إذا قامت بالحفظ أو التسميع في الوقت المحدد.
2. اجعلي وقت الحفظ والتعليم ممتع
وأبدا لا تقومي بتوبيخ أطفالك لعدم تعلمهم شيئًا بشكل صحيح. لأنهم سيربطون وقت الدراسة بغضبك منهم وسيبذلون قصارى جهدهم للهروب منها. حافظي على هدوءك
3. امدحي الطفل دائمًا على كل إجابة صحيحة يقدمها. حتى لو كانت خاطئة، يجب أن تمدحي الطفل أي مجهود بذله حتى لو كان الجلوس بهدوء والاستماع، لأن هذا سيحفزهم ويجعلهم يدركون أن المحاولات مهما كانت تعطي نتائج إيجابية.
4. شجعيها على طرح الأسئلة واحرصي على أن تفهم ما تقرأ بلغة بسيطة تناسب عمرها وبأسلوب قصصي ممتع لعمرها ولا تدعي الطفلة تشعر بالخجل من طرح الأسئلة لأنه لا يوجد سؤال سخيف.
الآن بالنسبة للمشكلة الثانية وهي تعلقها الزائد بك كما يبدو من الوصف ... ما تعاني منه هو ما يسمى "قلق الانفصال" وهو أمر طبيعي عند الأطفال الصغار جدًا. يعاني جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و3 سنوات تقريبًا من قلق الانفصال ويتشبثون بشخص ما ... يجب أن تظهر أعراض اضطراب القلق الاجتماعي على الطفل لمدة 4 أسابيع على الأقل حتى يتم تشخيص المشكلة على أنها اضطراب القلق الاجتماعي. الطفل المصاب باضطراب القلق الاجتماعي لديه مخاوف ومخاوف بشأن الانفصال عن المنزل أو الأسرة بشكل غير مناسب لعمره.
ما يجدر ذكره هنا أن قلق الانفصال يصيب الذكور والإناث بالتساوي. لكن الأطفال الذين لديهم آباء يعانون من اضطراب القلق هم أكثر عرضة للإصابة به.
ما الذي يسبب اضطراب قلق الانفصال عند الطفل؟
يمكن للطفل أيضًا أن يتعلم القلق والخوف من أفراد الأسرة والآخرين. أو قد يتسبب حدث صادم أيضًا في حدوث اضطراب قلق الانفصال، كزيارة الطبيب بدون تمهيد أو لقاء مع طفل واختفاء الأم.
إذن ما هي الأعراض؟
الطفل الذي يعاني من قلق الانفصال ملتصق بأمه أو بالشخص الذي يشعر معه بالأمان، يلاحقه كظله، يعاني من نوبات خوف لغياب الشخص الثقة ولو كان في غرفة أخرى ... لكن لو تعاملت مع الوضع بشكل صحيح فيمكنك تجاوز المرحلة هذه بسلام ... وأهم الركائز هي الحب، الكثير منه، والاهتمام والصدق مع الطفل.
امنحيها وقتها كاملا، وقت للعب والاهتمام، إذا كنتي ستخرجين فابدأي بطقوس معينه للتمهيد مثلا للخروج والتزمي بوقت العودة .
يمكنك أن تحضري لها هدية أو شيئا ما عند عودتك، كذلك اجلسي معها وأخبريها عن أي أحداث مضحكة عندما خرجتي
اسأليها ماذا فعلت في غيابك واثني عليها ... قربيها من أخيها في وجودك وشجعيهم على اللعب، وشجعيه على الاهتمام بأخته
بالنسبة للطفل القادم لابد أن تمهدي لها بشكل محبب بأنه سيكون هناك من يلعب معها وتساعد في الاهتمام به واجعليها تختار معك بعض التجهيزات.
يمكنك طبعا التوسع في القراءة لتفاصيل أكثر لو شئت ولكن ستكون حول هذه المحاور.
وفقك الله دائما عزيزتي
واقرئي أيضًا:
ابن الـ 4 لا يحفظ القرآن.. في التأني السلامة