وسواس
السلام عليكم ورحمة الله، بارك الله فيكم ونفع بكم وأجركم، أرجو أن يطلع ويجيب على الاستشارة الدكتور وائل أبو هندي سدده الله
أنا شاب ابتليت بالوسواس القهري منذ أن كان عمري 12-13 عاما بدأ بعرض واحد شديد ثم بدأت الأعراض في الازدياد شيئا فشيئا حتى أثرت على الحياة الاجتماعية والتحصيل الدراسي في الثانوية إلى الجامعة (حاليا) وظللت متقوقعا داخل وساوسي المتنوعة (أفكارا وأفعالا) المتشعبة والمتقدمة في العمق (لو قلنا أن أبواب الوساوس 10 فأنا دخلت 8 أبواب، منها ما لم ينتهي ما وراءه ومنها ما هو محدود)
بعد استفحال الأمر وشدة بعض الأعراض التي أصبحت لا تطاق لجأت - أخيرا - للبحث عن مختص (بعد مرور 8 سنوات على العرض الأول) فوصف لي إسيتالوبرام 40 مل يوميا فلم آخذ إلا 20 مل (كما الجرعة القصوى المسجلة عادة) وبعد شهر لمست تحسنا كبيرا وبدأت أفكر بشكل طبيعي في عدة أمور واختفت الكثير من الأفكار والأعراض لوحدها وعندما ذهبت لأراجعه أراد تحويلي لمعالج سلوكي مع الاستمرار في الدواء لكني استخففت بالأمر ظاناً أنه يمكنني القيام بذلك العلاج ذاتيا فأنا أقرأ كثيرا عن الوسواس وأساليب معالجته فقمت بها لوحدي وتوقفت عن أخذ الدواء - بجرعة الـ20 مل - بعد 6 أشهر من تعاطيه
ولم يمر شهران حتى بدأت الانتكاسة (التي كانت فكرية أكثر من كونها سلوكية) فوسواس النظافة مثلا اختفى من أول علاج ولم يعد بعدها..... المهم أن الوضع أصبح يسوء فأردت تداركه فعدت إلى نفس الطبيب فأعاد لي الإسيتالوبرام (بـ40 ملجم هذه المرة) فأخذته وتحسنت قليلا فأحالني إلى المعالج السلوكي الذي يبدو أنه لا يريد إعطاء المتعالجين الكثير من الوقت فكل الأمر كان مجرد 5 جلسات بواقع 5 إلى 15 دقيقة للجلسة، قائلا أن الدواء سيكمل المهمة.
بعدها بثلاثة أشهر استشعرت أن الدواء لم يعد يجدي فذهبت إلى طبيب أكثر خبرة فقال لي "أن الإيسيتالوبرام لا يعالج الوسواس وأن دواء الوسواس هو فلوفكسامين بجرعته القصوى 300 مل " أخذته ولم أتحسن إلا بعد ثلاثة أشهر ومن حينها إلى يومنا هذا استقر الأمر عندي على حوالي 80% تحسن وأصبحت أحس أن ما تبقى من الوسواس يمكن العيش به مع علمي ببطلانه معرفيا وبعُسر علاجه سلوكيا (متفرع ومتجدد ومتنوع) لكنها أفكار وبعض القلق ونقص تقدير الذات لا أدري إن كانت ستذهب في قادم الأيام.
أعاني كذلك من فرط السيطرة على الانفعالات والكتمان والإحساس بالذنب وتأنيب الضمير الذي سيدخلنا إلى المشكلة التالية (التي تفرعت من المشكلة الرئيسة وأصبحت تؤرقني أكثر منها) أنا في الأصل قبل الإصابة بالوسواس تربيت في بيئة "قمعية" إلى حد ما فأظن أن ذلك انعكس على شخصيتي بالخجل المفرط والجمود والهدوء وتفضيل العزلة وقلة المخالطة فعندما أصبت كتمت وسواسي وسعيت ألّا يعلم به أحد - عدا الذين سيعلمون لا محالة - وهم بعض أفراد العائلة.
وظللت منعزلا إلى أن بدأت أول علاج قبل عامين فلاحظت أن الجانب الاجتماعي بدأ في التحسن وبدأت أرى بعض المعارف والأقارب وبدأت أنخرط قليلا في سوق العمل والدراسة وهنا مربط الفرس... حيث أني قبل ثمانية أشهر من الآن رأيت زميلة لي في الدراسة أعجبني خلقها وطيبتها وفعلها الخير وإعانة الناس وكان ذلك في أوج الضيق - بسبب ضغط العمل وعوامل الانتكاسة - فراسلتها طالبا أن "أفضفض لها قصتي" فحدث ذلك مرتين باقتضاب، وبعد ذلك شاء الله أن رأينا بعضنا في قاعة امتحان فلا أدري ما حدث -لعله خجل متبادل- ما إن انتهى الامتحان فراسلتها بعده فلم يأت رد فعلمتُ أنها كانت خشيةً لله.
فشعرت بالإثم وتأنيب الضمير وبدأت أفكر فعليا بالزواج بها لكن ليس الآن - لتعسر الحال ماديا ونفسيا- لكنها لم تذهب عن بالي لأنه ولا أخفيك وجدت بها نموذجا لما يتحدث عنه علماء النفس بالشخص "الإيجابي" الذي لو رافقه المريض النفسي فسيشفى - بإذن الله - ذاتياً.
لكني أفكر وأفكر - كما أنا منذ عشر سنوات - وأسأل وأتسائل (أسئلة متناقضة):
هل ستكون من نصيبي؟ هل يحرم علي التفكير بغيرها؟ هل يجب علي إصلاح خطئي؟ أم أنه ليس خطأً؟ هل عندما أتيسر مادياً ونفسيا بإذن الله يجب أن أبحث عنها هي أولاً؟ أم ستكون نسيتني؟ أم أنها لا تنتظرني؟ أم أبحث عن من هي أكثر شبها بي؟ وصراعٌ بين التعلق (الذي أصبح يخف تدريجياً) والتفكير بواقعية (مع تأنيب الضمير)
عذراً على الإطالة فأنا أردت أن آتيك بالقصة من أولها لأنها - كما الإنسان - لا تنفك عن بعضها وأنا رغم ما يظهر علي للناس من الاتزان والهدوء إلا أني (مرهقٌ من أمري عسراً) فأريد رأيك مشكوراً في القصتين كطبيبٍ وأبٍ وناصحٍ أمين
26/7/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "عبد الله" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الانعزال والسرية فيما يخص أعراض الوسواس القهري تضر ولا تفيد... وأنت حتى لم تفصل لنا أي شيء عن وساوسك؟ فقط أشرت إلى أبواب الوسواس العشر والتي دخلت منها ثمانية!! ... يا سلام أوجزت فألغزت!! ... فقط عندما أشرت إلى الانتكاسة قلت (التي كانت فكرية أكثر من كونها سلوكية) فوسواس النظافة مثلا اختفى من أول علاج ولم يعد بعدها... وسواس النظافة... فقط ... بشكل عام أنا غير راض بأن تبقى فقط على العقاقير ولابد من الحصول على العلاج السلوكي المعرفي الكامل... هذا رأيي كطبيب.
ولنركز على ما حكيت لنا عن بنت الحلال تلك: (راسلتها طالبا أن "أفضفض لها قصتي" فحدث ذلك مرتين باقتضاب، وبعد ذلك شاء الله أن رأينا بعضنا في قاعة امتحان فلا أدري ما حدث -لعله خجل متبادل- ما إن انتهى الامتحان فراسلتها بعده فلم يأت رد فعلمتُ أنها كانت خشيةً لله) .... مبدئيا ليس بالضرورة أنها خشية الله لعل لدى الفتاة أسبابا أخرى.... لكننا لا ندري ما هي قصتك التي فضفضت لها بمرتين باقتضاب!!! إذن أنت عادة إذا أوجزت ألغزت.... وحاول تغيير ذلك.
بعد هذا دخلت في شكل من أشكال الوسوسة فيما يخص موضوع بنت الحلال... ورحت تحمل نفسك المسؤولية وأنت حرفيا لم تفعل أي شيء... إصلاح خطأ كلمة كبيرة لا تقال لوصف ما حدث منك تجاه الفتاة، وأخشى أن البيئة القمعية أفرزت شخصا يمارس القمع ضد ذاته؟
ولا يمكنني تجاهل السؤال عندما أجدك تقول واصفا بنت الحلال (الشخص "الإيجابي" الذي لو رافقه المريض النفسي فسيشفى - بإذن الله - ذاتياً.) ... تقصد أنك داخل على طمع كما نقول في مصر؟ صحيح أن شريك الحياة الإيجابي هدف مشروع ولكن لإنشاء حياة مشتركة وليس بقصد العلاج! .... أم ترى تتزوجها فتنتكس الحالة فيكون الطلاق حلا لعل الزواج بأخرى أكثر إيجابية يعطيك الجرعة المطلوبة من الإيجابية لأجل الشفاء الذاتي؟
عليك التركيز حاليا على دراستك والحصول على العلاج المتكامل للوسواس القهري وغيره مما سيظهره الفحص النفساني لأن الوسواس القهري نادرا ما يكون التشخيص الوحيد في المريض .... بعد ذلك توجه لتلك الفتاة أو لغيرها طالبا الزواج والله الموفقق والمستعان.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: منتهى السرية وسواس قهري وفتاة إيجابية ! م