المنوفية
أنا مبقتش عاوزة حد في حياتي ولا عاوزاني أنا شخصيا عشان في آخر سنة مبقتش عارفة أبين زعلي أو أعيط ولو قدام نفسي بحس إن حد ماسك لساني إني أتكلم في أوقات، بعدت عن الناس كلها ومش عاوزة لا أهل ولا صحاب
رحت لـ2 دكتور نفساني قبل كده ومطلعوش كويسين واتأذيت أوي بسببهم، بعمل كل الطرق اللي تخليني بعيدة عن الناس وأي تعامل أو إن حد يلمسني حتى، بقيت بكره الكل وإني مش عارفة أعيط أو أعبر عن زعلي عن قبل السنة ده وحتى قدام الدكاترة ببقي عادية من بره ومجرد ما أبقى لوحدي بحس قلبي بيتقطع، بقيت بحس علي طول إن مفيش حل غير إني أموت
فأنا عاوزة أعرف هو أنا ممكن يكون في تشخيص لي
ولا أنا بقيت كده ومضطرة أتعايش؟
10/9/2022
رد المستشار
أهلا بك "شروق"
من أصعب الأمور أن يكبت الإنسان مشاعره زيادة عن اللزوم ولا يعرف كيف يعبر عنها، واضح أنك تعرضت لضغوط كثيرة وربما تكون لفترة طويلة، ربما ضغوط متوسطة لكنها امتدت لتؤثر في طبيعتك وتنال من قدراتك وإمكاناتك، خوفك من الكلام والتعبير لا أدري هل هو بسبب خوفك من الخطأ أو خوف من فهمك بشكل سيئ أو لأن مهما تكلمت لن يجدي مع حجم الألم، أو خوفك من أن يتحول التعبير لصراخ أو ردود أفعال مزعجة أم ماذا؟؟ لكن في كل الأحوال أنت تعاني وأنت محقة في مشاعرك، لكن علينا أن نحاول فهم ما وراء ذلك، فمن المهم أن تفكري في السؤال ماذا سيحدث عندما تعبرين عن غضبك؟ وهل تعتقدين أنه من حقك التعبير عن مشاعرك أو خوفك أو توترك؟
الأمر الثاني هل البعد عن الناس يا "شروق" هو الحل الدائم أم حل مؤقت لتجنب التوتر؟ من المهم أن تحكي عن مواقف التوتر التي تجعلك تفضلين تجنب الناس لنفهم منها ما تعانين منه. عدم رغبتك في الاقتراب من أحد يعني أنك عانيت من ردود أفعالهم، من المهم أن تحاولي فهم نفسك بغض النظر عمن على الصواب أو من المخطئ أنت أم الآخرين؟ المهم أنك تصفين نفسك وهذا التعبير الذي ورد بكلامك هنا هو تعبير وجيد أن تعبري عن ذلك: "مش عاوزة لا أهل ولا صحاب" ولا حد يلمسك.. كل هذا بداية للتعبير عن شعورك ووصف لما تشعرين به وهذه البداية خطوة في طريق تنظيم الانفعال.
من المهم تعرفي أن المشاعر أمر أحيانا بيكون خارج عن إرادتنا وليس من السهل التحكم فيها، ممكن ننظمها بالتدريب والتعلم، وهناك أشخاص لديهم حساسية مفرطة وممكن تكوني منهم، وفي بيئات غير صادقة لا تحسن التعامل مع هذه الحساسية فغالبا أنت عانيت من بيئة ضاغطة، البيئة الضاغطة ليست هي السبب فقط، ولكن حساسيتك أيضا ومهاراتك في تنظيم انفعالاتك والتعبير عنها والتعامل مع الآخرين صارت ضعيفة، فأصبح الآخرون يمثلون عليك عبء وضغط رهيب لا يدركه كثير من حولك وربما يتعجبون.
في كل الأحوال أنت بحاجة لمتخصص يتكلم معك ولا يكتفي بالدواء، وتناول الدواء ربما يكون مطلوب في الفترات الأولى، فأنصحك بالذهاب لطبيب نفساني، وإن اكتفى بالدواء وقليل من الكلام فاطلبي منه المتابعة مع أخصائي نفساني يكمل العلاج بالكلام، ولا تقفي عن محاولة أو عشرة في خوض تجربة العلاج النفسي فليس من السهل التوافق بين المريض والطبيب خاصة في هذا المجال وإن ذهبت لطبيب مشهود له بالكفاءة وهم كثر ببلدنا الحبيبة مصر والحمد لله فأكملي معه ولا تتبعي إحساسك ومشاعرك في أول العلاج فأحيانا مشاعرنا المتوترة تكون مستشار ا سيئا لنا.
أرجو أن أكون تفهمت مشاعرك وأوضحت لك أهمية استكمال فكرة العلاج فهي طريقتك لاستعادة قوتك وتنظيم نفسك انفعاليا من جديد.
تحياتي.