السلام عليكم موقع مجانين
لدي زوجة متدينة، ولي منها أربعة أطفال، ولكنني أعاني منذ زواجي منها من زعلها بمناسبة ودون مناسبة، لدرجة أنني أصبحت أخشى أن أفتح أي حوار معها حتى ولو كان عن القمر؛ لأن احتمالية نشوب مشكلة واردة دائمًا، وتكون عبارات: "كلمتك جرحتني" أو "أنت ما تشعر بي" ... إلخ، كذلك هناك لوم لعدم وجود كلام بيننا حسب رأيها، وتزعم أنني صامت أغلب الأحيان.
وفي حالة وجود مشكلة غالبًا ما ألجأ إلى الصمت، وعندما أحاول إرجاع الأمور إلى حالتها الطبيعية؛ تبدأ مناقشات اللوم والمعاتبة الشديدة، ولا تقبل تجاوز الأمور دون فتح مناقشة حول ما أدى إلى حدوث المشكلة، هذه الحالة أدت عندي إلى وجود حالة من العصبية الشديدة، فأنا لا أتحمل ذلك اللوم، وفي أغلب الأحيان ألجأ إلى ترك مكان النقاش والذهاب إلى غرفة أخرى، أشعر أن حالة العصبية الموجودة عندي أصبحت مشكلة فأنا دائمًا هادئ، ولكن مع تكرار تلك المناقشات غير المنتهية أصبحت رجلًا آخر، كل ذلك أدى إلى وجود تفكير عندي بالتخلي عن هذه العلاقة الزوجية؛ لأن كل محاولاتي السابقة في تغيير هذا النمط من الحياة باءت بالفشل،
بسبب النقاط التي تأخذها علي زوجتي، وهي أنني جامد وقاسي القلب، وعندي ثقة بنفسي أكبر من اللازم، ولا توجد لدي مشاعر ... إلخ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11/10/2022
رد المستشار
لم تذكر في خطابك عدد سنوات الزواج، ولكننا يمكن أن نستنتج أنها تربو عن العشر سنوات؛ حيث لديك أربعة أولاد، الشيء الواضح أنه بالرغم من هذه السنين الطويلة فإنكما افتقدتما نعمة كبيرة وهي الحوار المتبادل بينك وبين زوجتك، والذي يبدو من رسالتك أنك استغنيت عنه للطبيعة التي تراها في زوجتك من الزعل بمناسبة ودون مناسبة ومن كثرة النقاش لتغلق كل المناقشات وكل الحوارات وتصمت تماماً؛ اعتقادًا منك أنك تريح نفسك بهذه الصورة؛ لتكون محصلة هذا الصمت أنك تبدو ـ من وجهة نظر زوجتك ـ جامدًا وقاسي القلب وبدون مشاعر، فأي مشاعر ستصل إليها إلا تلك المشاعر السلبية، وأنت صامت صامد على هذا الحل؟؟
أرأيت ما وصل إليه حالكما بإلغاء الحوار والتفاهم... إنك اليوم وأنت لديك أربعة أولاد ومسئول عن هذه الأسرة الكبيرة تريد حلاً صامتاً أيضاً ترى أنه يريحك ألا وهو الطلاق والانفصال هكذا ببساطة ويسر... فكما حللت المشكلة سابقاً بالصمت فوصلت لما وصلت إليه الآن تريد أن تكمل المسيرة بتحطيم الصرح على رأس أصحابه.. بدلاً من أن تسأل نفسك: لماذا وصلت إلى هذا الحال؟، وما مدى مسؤوليتك عن ذلك؟ وكيف يمكن تلافي الأخطاء وإعادة بناء ما تهدم... وبناء عمارات حتى يستمر البنيان قائماً بل ضخ أسباب جديدة لقيامه واستمراره، إن الحل بيدك أيها الزوج العزيز... جميل جدًّا أن يكون لديك صورة كاملة عن تصور زوجتك لك، إن البداية أن تسأل نفسك: هل هذه الصورة صحيحة أم لا؟ ويبدو من رسالتك أنها صحيحة حيث إنك لم تنفها، ويبدو أنك تراها طبيعية كرد فعل لتصرفات الزوجة.. لا أيها الزوج العزيز دورك الآن أن تبادر بتغيير هذه الصورة وتبحث عن كل الأسباب التي أدت إليها وتمتنع عنها تماما، وأخطرها مسألة الصمت، يجب أن تخرج من هذا الكهف.. يجب أن تتفاعل وتتحدث، يجب أن تحكي ويُحكى لك، ثم تبدأ في التعبير عن مشاعر الحب والعطف والرأفة والرحمة حتى تتغير صورتك،
ولا تدّعي أن أفعالك تكفي للتعبير عن ذلك، فالله قد خلق اللسان ليتواصل البشر، والمرأة بوجه عام والزوجة بوجه خاص تريد أن تسمع الكلمة الحلوة من زوجها، وعندها تهون كل الصعاب، وسيكون سؤالك الآن: وهل عليّ الآن المبادرة وليس على الزوجة دور؟! والإجابة نعم عليك أنت المبادرة فأنت القيم على هذه الزوجة والأسرة وهي قوامة مسؤولية ورعاية وليست رعاية "تعالٍ وتكبر وعنجهية" فأنت المسؤول عن استمرار هذه الأسرة، وعندما تنجح مبادرتك، وتأخذ بكل الأسباب الحقيقية الصادقة ستجد من الزوجة تجاوباً وإقداماً عليك، وعندها يبدأ الحوار الذي يجب ألا ينقطع، وتعود في مرحلتك الجديدة وعوّدْ زوجتك أن تتصارحا، واصبر قليلاً على غضبها السريع، وحاول أن تبحث له عن أسباب تتجنبها... فلا بد وأن هذا التواصل والصبر سيؤتيان ثمارهما حباً ومودة ورحمة ستكون كفيلة ـ بإذن الله ـ أن تساعد هذا الزواج أن يتجاوز كل العقبات.
إن أصل عقد الزواج في الإسلام أنه أبدي، ويأتي الطلاق حلًا لأزمة مستعصية بين زوجين استحالت العشرة بينهما، ولكن لن يكون السبب بحال من الأحوال هو أنهما نسيا أن يتحاورا فيما يضايقهما من بعضهما فقررا الانفصال. أعانك الله على نفسك، ونحن في انتظار سماع الخير عنك بعد أن ترفرف السعادة على جنبات بيتك، فبادر ولن تندم.
واقرأ أيضًا:
الصمت بين الزوجين حلا لعدم التوافق!
ساسو والوحدة والصمت الأسري!