سي السيد وبنت الشاطئ: شرق المتوسط
بسم الله العفو الكريم الهادي..
نصحتني أخت لي بقراءة مشكلة "شرق المتوسط وجنوبه.. نظرة شمالية ومتاعب"، وهي تقول إنها جيدة، وإنني سأضحك حين أقرأ تعليقات أخينا كاتب المشكلة خاصة عن المرأة العربية، ووجدتها جيدة ومفيدة بالفعل لكني لم أضحك، ربما لأنها ذكرتني بشيء كنت قرأته أثار فيّ شجونًا كثيرة؛ وهو ما دفعني للمشاركة رغم فقري من الناحية الفكرية والمعرفية، خاصة في ظل ثراء من سأشاركهم الحديث، والتذكرة كانت لمقدمة كتاب د.عائشة عبد الرحمن "صور من حياتهن.. في جيل الطليعة من الحريم إلى الجامعة" وهي تروي فيه قصصا لكثير من بنات جيلها صادفتهن خلال رحلة حياتها الثرية، وحتى تشاركوني شعوري وفكري إليكم جزءا بسيطا من كلامها عن تلك الصور:
"هي صور من الواقع الذي عشنا فيه نحن بنات هذا الجيل الذي شهد أعنف انقلاب اجتماعي عرفه الشرق في تاريخه الطويل، وقد كان جيل ضحايا الشهيدات كتب عليه أن يعبر الصراط الخطر ما بين أسوار الحريم إلى آفاق الحرية، تاركا في كل خطوة أشلاء شهيدة تعثرت خطواتها فوق المعبر الضيق، أو أعشى الضوء المباغت بصرها فضلّت السبيل.. وكذلك كان جيل حيرة؛ حيرة بين ميراث محتكم من أمهات ينتمين إلى صميم عصر مضى وبين هذا الجديد الطارئ الذي تبلغه حواء الشرق لأول مرة".
وكانت الصور حقا أليمة، ومنّ الله علينا بمثل د.عائشة والمربين الأفاضل في وقتها ومن بعدها ليبصرنا حتى صار هناك من هم مثل أخينا صاحب المشكلة -جزاه الله خيرا- واحدا ممن يميز الصالح من الطالح والحق من الباطل في فكره ونفسه، لكن يبقى أن ينطق بذلك لسان حاله.
ورجوعا إلى كلام د.عائشة لأوضح كلامي.. لقد وصفت في فقرة أخرى صاحبات الصور بأنهن "الجسر" الذي عبرنا نحن "بنات هذا الجيل في الشرق" عليه حتى نصل لـ"التحرر" من قيود الجهل والعادات المظلمة المجحفة، وإن كان ما تم هو شتات البعض أو انطلاقهن لنقاط أبعد من التي تمثل محطة الأمن والسلامة؛ فبالتأكيد ليس معنى ذلك أن نرجع بالشرقيات لنقطة البداية، وأعرف أن أخي لم يطلب ذلك، لكن الشاهد يقول: إن الأمر لن يطول كحالة من "الكره" للمرأة؛ لأن الفطرة والغريزة تأبى ذلك، وإذا تملكت هذه المشاعر (ذات الشحنة السلبية) من أمثال أخي فسينتج عن ذلك حالة من "الحقد" على المرأة التي نميل إليها ونكرهها في ذات الوقت، ونجد أنفسنا في لحظة ما نرغب في الانتقام من تلك المائلة المميلة؛ فنقرر "كسرها" بشكل من الأشكال، ونرجع لحال "سي السيد" الذي يأوي في بيته امرأة يضمن عفتها فقط؛ لأنها كانت حبيسة بيت أبيها، والآن هي رهينة عنده، وهو لها كل الرجال.. لا لأنها اختارته من دونهم؛ بل لأنها لم تعرف منهم غيره، وبيته هو العالم بالنسبة لها.. لا لما يمثله في قلبها؛ بل لأنه كل أفقها المحدود، ونتيجة طبيعية يرنو للتغيير فيجده في ضلال.. وندخل حلقة مفرغة!!
ما الحل إذن؟ ليس عندي إجابة شافية تُصلِح ما قد كان، لكن أظنني أحب أن أشارك في الاجتهاد.. لماذا لا نصنع لهؤلاء ممن ضلوا الطريق جسرا آخر، لكن قوامه مختلف لا ليصل فقط لحالة وسطية بين هذا وذاك؛ بل لجهة سليمة، وكما لم يُبن الجسر الأول بالمرأة فقط بل كانت ثورة داخل مجتمع بنسائه ورجاله (ويتحمّل تبعاتها الاثنان، وإن كنا نركز الحديث على المرأة) فكذلك الجسر الثاني يجب أن تتضافر فيه الجهود، جهود كل من يعي ويشعر بالأسى لما يرى وبالمسؤولية في إحداث التغيير؛ فمن لهؤلاء إن خذلهم أمثالك أخي باختيار التباعد عن الجمع كله أو السخط عليه؟
إنني مؤمنة أن من أسباب نجاة من هن مثل د.عائشة بعد فضل الله أو هي تجليات فضل الله زواجها من د.أمين الخولي رحمه الله؛ فأحمد الله أن رزقها بمثله، كما أحمد الله أن رزق صاحبة رسالة "المرأة والعمل السياسي.. رؤية إسلامية" بزوج مثل د.أحمد عبد الله بارك الله فيه وفيها وفتح لهما فتوحات الخير، وهذا الفضل لم يكن على أمثالهن فقط بل كان فضل من الله على الأمة التي بها الآن فراغات عدة يجب أن تملأ، وثغرات بحاجة لأن تسد، وبها كذلك طاقات وإمكانيات لدى أفرادها مبهرة بحق في طبيعتها وتنوعها وقدراتها الذهنية والقلبية و.. و.. لكن لو تم التعرف عليها وإيقاظها وتشجيعها وترشيدها وتطويرها وحسن عرضها والاستفادة منها وفوق كل ذلك أن يمن الله بالهداية والاستخدام والتوفيق.
وهؤلاء الأفراد من الأمة هم رجال ونساء عليهم أن يأخذوا بأيدي بعضهم بعضا، ويمثلوا المرشد والصاحب المعين للآخرين، وكما قال د.أحمد عبد الله -سدد الله قوله وفِعله ونفع به- إن بضاعتنا في ذلك هي الإسلام، ليس فقط لأنه فكرة اقتنعت بها عقولنا، وشهد بنجاحها تاريخنا، وصرخ واقعنا بالحاجة إليها، لكن فوق ذلك -ولله الحمد- لإيماننا بأنه شرعة اللطيف الخبير. وبراح الإسلام واسع يحتوي الكل (أفرادا ومجتمعات وظروفا وأحداثا)، وهو كذلك عميق وشديد ورحيم، علينا أن نستعين في طريقنا بسعة ما سمح من حلال وقوة حجة ما شرع من أعمال حتى يكون الزوج والزوجة وأسرتهما كما تقول د.سحر طلعت "وحدة من وحدات المجتمع المدني" يؤمّن ظهر كل واحد منهما الآخر بتفهمه ومساندته وثقته وتسامحه وتفانيه في إشباع حاجات الآخر المختلفة (العاطفية والنفسية و... و...) حتى ينطلق كل واحد منهما في تحقيق المهمة التي خلقه الله من أجلها. فحاشا لله أن يكون خلق أحدنا عبثا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وكما تقول أخت لي في الله لها من الأولاد خمسة -ما شاء الله- كلهم على علم ودين، ورغم بلوغ أكبرهم سن الجامعة، ورغم أنها غير عاملة (عملا مهنيا) فإنها ما زالت تدرس من فترة لأخرى دراسة ما، وتشارك في الأعمال الاجتماعية بحماس قائلة: "إن خرجت من الدنيا فقط بأني كنت زوجة وأما (كأي زوجة وأم) فهي خسارة كبيرة!"، ولا شك أن ما تقوم به جعلها ليست كأي زوجة وأي أم، وحال زوجها وأولادها بارك الله فيهم يشهد بذلك.
وحال من هم مثل أخي في الغرب وما رواه عن خطيبته أكد عندي قناعة كان آخرون حولي يشككون بها؛ فقد عهدنا من بعض من يُلقنوننا أساليب الدعوة وخطواتها أنها "تدريجية"، ومع إيماني بكونها تدريجية فإنني كنت أتشكك في كون ذلك يعني أنني دائما يجب أن أكلم الناس في الصلاة، ثم الحجاب بالنسبة للمرأة ومعه فضائل الأخلاق، وهكذا حتى نصل لما يمكن أن نسميه "مسلما صحيحا" .. لكني دائما كنت أقول: هناك من يمكن أن نبدأ معهم "من فوق"، هناك من يصل للغاية من الوجود وللفطرة السليمة ولحب البشرية والرغبة في البذل من أجلها دون أن يكون حتى مقيما للصلاة، قد يكون مسلما أو غير مسلم وتنقصه الهداية أو العلم أو الصحبة أو غير ذلك، لكن علينا تقدير ما عنده والتفاعل معه حتى نخرج أفضل ما به، بل وبنا.
وفي بداية تعرفي على أخوات كان لهن فضل كبير في نشاطي الدعوي وتفاعلي الاجتماعي ذهبت إليهن معبرة عن رغبتي في الانضمام إليهن ومشاركتهن، مؤكدة أنني أعي ما أقول وأعرف أبعاده وتبعاته، وأريد أن أتحمل نصيبي من المسؤولية عن طريقهن، فطلبن مني إعطاء نفسي فرصة للتمهل والدراسة، وبعد تفكير وقراءة لأعينهن أحسست أن ما يظننه هو "عدم هداية" ليس إلا، فقلت داخل نفسي: "لعل ذلك يكون؛ لأنني انطلقت إليهن كما أنا ببنطالي الجينز والمساحيق على وجهي.. أيكون هذا ما جعلهن يظنن أن ما زال أمامي الكثير؟ .. ما أبسط!".
ومن اليوم الثاني غيرت زيي وضبطت حجابي، وأصبح مظهري مثلهن تماما، فعلتها مرضاة لله لا لهن، لكن كان ما حدث سببا للفت نظري لرسالة علي التقاطها في الطريق وتنفيذ ما بها حتى أكمل طريقي في السعي للوصول للغاية الكبرى، تماما مثل لعبة الكنز التي كنا نلعبها ونحن صغار، إن الرسائل وما تحويه من تحذيرات وأوامر وما إلى ذلك هي وسائل معينة لضبط أنفسنا، ويجب الوقوف اللحظي عندها للتزود والشحن حتى ننطلق بقوة أكبر وفهم أعمق ورضا من الله سبحانه وهداية تنير الطريق.
وأصدقك القول أخي: إني وإن غيرت زيي -ولأني بشر- يمكن أن يكون قد صدر مني في وقت غفلة ما لا يصدر عن خطيبتك غير المحجبة، وهو ليس تهاونا في حق الحجاب ولا إشارة للتقليل من شأنه؛ فأنا أعشق حجابي، وما يمثل الحجاب للمرأة وأثره فيها وعليها لا يمكن أن يتخيله الرجل، لكن فقط أريد أن أوضح أن ما يرمز إليه الحجاب الحقيقي لا يرمز بالضرورة لعكسه عدم الحجاب.
وحال خطيبتك -هداها الله لكل ما يحب ويرضى- هو كحال صديقة قريبة جدا إلى قلبي تربت في أكثر من بلد أوربي، وجاءت أخيرا لموطنها لتجد أنها لا تعرف شيئا عن عروبتها أو دينها إلا أشياء مشوشة، وفي نظري هي صاحبة فطرة سليمة جدا، ومن المبهر حفاظها عليها رغم الانفتاح الشديد الذي كانت تحيا فيه بل والفساد المنتشر حولها أيضا. ورغم وجود بعض المفاهيم المغلوطة كثيرا ما تبوح لي بمشاعر أو أفكار؛ فأذكر لها الآية القرآنية أو الحديث النبوي الذي يؤيد كلامها، وكثيرا ما تتحدث عن أحلامها لنفسها أو للعالم من حولها؛ فأجد أن ذلك بالضبط هو ما جاء الإسلام ليعلمه للناس، وليت كلماتي تسعف في الحديث عن حسن أخلاقها ورقي تعاملاتها، حتى إنها -وبعد علمها بعض الشيء عن دينها وشوقها للمزيد- تقول لي أحيانا: "ألا تشعرين أنه من الغريب أن تصادق مثلك مثلي؛ فأنا غير محجبة بل ومتقطعة في صلاتي الحديثة، وعلمي بديني قليل جدا، وما زلت أقرأ القرآن بالإنجليزية حتى أفهمه" فأرد عليها صادقة: "إنني أجاهد لأصل لما أنت عليه بفطرتك، فاحمدي الله وادعي لي بالهداية".
وأنا أحمد الله تعالى على صديقتي جدا، وأشعر بالحكمة البالغة وبفضل الله فيما تمثله لي وأمثله لها، وأدعوه أن ينفعنا ببعضنا بعضا، وأن يجمعنا دائما على محبته؛ فالرائي لا يتخيل حين أكون معها أني يمكن أن أقول لها بصدق "إني أحبك في الله"، لكني أفعل؛ فهي تذكرني بمعانٍ كثيرة طيبة مرتبطة عندي بما يحبنا الله أن نكون عليه؛ ولأني أشعر أن ما علي أن أقوم به نحوها هو سبيل لنيل رضا الله، الله الذي جعل من خاصية هذا الدين -كما يقول أ.سيد قطب- أنه منهج من عند الله ليسعى في تحقيقه ونشره البشر، وكما يقول: "نحن ملزمون بمحاولة تحقيق ذلك المنهج لأنه -وحده- المنهج الذي يقوم نظام الحياة البشرية فيه على أساس من التفسير الشامل للوجود. ولمكان الإنسان في هذا الوجود ولغاية الوجود الإنساني -كما هي في الحقيقة- لا كما يرسمها الجهل والضعف والهوى البشري، في أي تصور آخر غير رباني. وهذا هو الأساس السليم القويم الوحيد لقيام نظام للحياة البشرية على جذوره الطبيعية".
آسفة للإطالة، جعلنا الله ممن يقوم بهم هذا الدين،
ورزقنا الرحمة والفهم والإخلاص حتى نتقيه بذلك في عبيده.
2/11/2022
رد المستشار
تقولين شيئًا، وواقعك يكذبه!!
تقولين بفقرك الفكري والمعرفي، وكأن الفكر مجرد تكديس للكتب أو حتى مجرد قراءتها، وكأن المعرفة أن يتحذلق المرء ويتفيهق؛ فلا يفهم كلامه أحد!!
وما رأيت في رسالتك إلا عمقًا في خلط المتاح من الشواهد المكتوبة بالخلاصة من التجارب العملية، والخبرات المفيدة ذات العلاقة بموضوع الحديث، وهذا كله أصل الحكمة والذكاء، حتى وإن قلت بضاعتك من المنقول عن غيرك.
المعرفة ليست بكثرة المنقول بمقدار ما تتعلق بالاستفادة منه، والذكاء يأتي من فهم ارتباط الأشياء ببعضها، وإن بدت للغير أنها ليست مرتبطة، وكذلك في إبداع وإنتاج المعاني الجديدة من مزج هذا وذاك.
تجربة الرائدات من جيل "بنت الشاطئ" رحمها الله -وهي د.عائشة عبد الرحمن لمن لا يعرفها- هي تجربة ثرية للغاية، ولا غنى لمن يفكر في النهضة إلا أن يعود ليتعلم من هذا الجيل، وليس هذا المقام كافيًا لأشرح مدى أهمية هذه الخبرة والتجربة، ولا لأشرح أهمية هذا الجيل الذي يكاد يذهب سدى بإهمال أجيال تالية تنساه أو لا تعرفه أصلا، وأجيال أخرى تدوسه بحذاء العسكر الغليظة، ومناخ الاستبداد القاتم الذي تربت عليه، وما أروع ما تلتقطين حين تكشفين عن هذه الصفحة، وأنها ذات فائدة فيما نحن بصدده هنا من بحث في جذور النهضة وإمكاناتها، وإجراءاتها العملية على مستوى الحياة والعلاقات، وللأسف فإن إهمال هذه التجربة وأمثالها يصل بنا إلى نقطة الصفر -صديقنا الحميم- الذي نبدأ منه كثيرًا، وإليه دائمًا نعود، حين ندور في الحلقة المفرغة التي تتحدثين عنها بحق.
لو لم يكن ثقيلاً على نفسي أن أتحدث عنها لنقلت لك الكثير عن الدور الذي ينبغي أن يلعبه الرجل في حياة المرأة حتى تسطع في السماء، وتصل إلى المكانة التي تستحقها الكثيرات لولا أنهن مسحوقات أو منسحقات تأدبًا أو قهرًا؛ فكم في بيوتنا من مشروعات عالمات أو خطيبات أو إعلاميات أو نجمات في سماء الدعوة، لكنهن جميعًا محصورات في سجن الأسرة والأولاد، وحاشا لله أن يكون البيت سجنًا، لكنه يكون كذلك فعلاً لمن تطيق أكثر من رعاية الأولاد والزوج، ومن لديها من المهارات ما هو أكبر أو لنقل ما يختلف عن أن تكون مهامها فقط مثل غيرها من ربات البيوت، وأنا هنا –عفوًا- لا أرفع نساءً أو أضع أخريات، ولكنني أدرك وألفت النظر إلى أن النساء مثل كل البشر تجيد إحداهن الطبخ أكثر من الحوار، وتجيد إحداهن الإقناع أكثر من التنظير، وتجيد أخرى تأثيث المنزل وديكوراته، أو تفصيل الملابس وحياكتها... إلخ.
فإذا كان يلزم الرجل أن يكون عادلاً ومتعاونًا لتأخذ المرأة حظها وفرصتها فتصل إلى حيث تستحق دون أن يمن هو بما يفعل، فلم يفعل غير واجبه، لكن في نفس الوقت كيف تضبط المرأة إيقاع حركتها فلا يأخذ منها الشارع بعضًا من النصيب الأصيل لبيتها وأمومتها؟! ولا يكفي هنا أن نقول: إن الإسلام يكفل هذا التوازن، إنما الحكمة تسعف بعد توفيق الله، والتقوى تعين، والخلق المتين يعصم، والذهب المغشوش يظهر حين تمسه النار الحامية، فليس كل ما يلمع ذهبًا، وليست كل صارخة تطلب الفرصة جديرة بها أو قادرة على استثمارها، وكم نرى حولنا من نماذج سقطت وفشلت؛ لأن الأضواء أعشت بصرها، أو أن كثرة الخوض في الدنيا أصابتها بقسوة في القلب أو انقلاب في المعايير، وهي أول من يخسر قبل الزوج أو البيت، وليست المسألة سهلة.
إن المرأة العربية اليوم تسير مدفوعة بعوامل عدة على نفس الصراط الذي سارت عليه الرائدات باختيارهن، ولا أريد أن تستغرقنا أحلام التعلق بانتظار رجل يتفهم ويعين، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، فلينطلق كل منا إلى مركبته يربط ويضبط ويوازن، ثم يسأل الله التوفيق والسداد والثبات والهدى قبل أن يسأل شريكه العون؛ فهو نفسه قد يكون محتاجًا إليه، وشكري لك مجددًا.
ويتبع >>>>>>: "سي السيد" والمسكلانيون.. كلهم يكابرون