حصار معرفي أو وسواس قهري أنا تعبت ! م9
وساوس البداية والكمالية المفرطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا آخر استشارة كانت بخصوص توأمي، الاستشارة قبل الأخيرة كانت بخصوص وساوس البداية وإني علشان أصلي بيبقى فيه صعوبة فحضرتك ظنيت أنها وساوس فى الوضوء بس أنا معنديش وساوس نهائيا في الوضوء.. أنا أقصد مثلا الأذان أذن بيبقى صعب جدا جدا جدا إني أقوم أصلا أتوضأ لأني أحس بثقل رهيب وأقعد أُسَوِّف بطريقة رهيبة يعني أقعد على الموبايل ساعة أو ساعتين لو فاضية علشان أقوم
فأنا حاليا شغالة مدرسة بدي دروس في البيت وببقى مشغولة طول النهار فبيبقى وقت الصلاة قليل يعني قدامي خمس دقائق بين كل مجموعة والثانية علشان أصلي فمش بقعد أسوف بقى لا خالص، أنا خلاص قدامي خمس دقائق فبدون أي تفكير بقوم أصلي.. أنا لو فاضية بس مشكلة الثقل دي والتفكير إني مش عارفة أقوم أصلي بتكثر معي جدا وعموما في أي فعل، مادام فاضية علشان أبدأ فيه بيبقى فيه صعوبة بطريقة لا تتخيلها، أما لما أكون مشغولة وهو قدامي مثلا نص ساعة علشان أروق الشقة فخلاص هقوم جري أروقها
فأنا علشان أنهي مشكلة التسويف بقيت أضغط نفسي إني أدي مجموعات دروس كثير بحيث مديش نفسي فرصة أسوف في أي حاجة.. وقت الصلاة محدود ووقت التنظيف محدود فأرغم نفسي أعمله علشان ورايا دروس بدون تسويف، بس للأسف الضغط دا أثر عليّ صحيا ودا أول ترم أؤدي دروس ولسه متخرجة ومكنتش حاطة في دماغي إني عندي طاقة محدودة وصحتي بردو تعباني وجسديا ضعيفة فمن أول ترم حصل لي مشكلة جامدة في ظهري بسبب القعدة والجهد طول النهار في الدروس
بس أنا كان هدفي في البداية إني مش عايزة أقعد فاضية علشان التفكير والتسويف يقرفني بس بردو كان الموضوع كمالية أنا كنت فاكرة نفسي ماكينة هعمل مليون حاجة في اليوم وهشتغل وآخد كورسات وأنظم أكلي وأهتم بصحتي وأروح الجيم..!! طبعا بخلص همدانة جدا وبنام! فأنا بجد تعبت من تفكيري في الكمالية وكل حاجة عايزة أعملها بكمالية رهيبة.. أنا مهما آخذ جلسات علاج معرفي سلوكي، والدكتورة تقعد تقولي هنعالج الكمالية ولا بحس بتحسن أبدا.. معليش كلامي ملخبط بس أنا بكتب زي ما حاسة بالظبط
معلش هحكي مشكلة تانية مسببة لي مشاكل اجتماعية رهيبة، وهو إني شخصية عنيدة جدا جدا جدا ولا أتقبل النقد أبدا.. بمعنى إيه؟ فلانة قالت عليّ عصبية المفروض بقى أحسن من نفسي وأحاول أهدأ، لا لا دا أنا بزداد عصبية، الفكرة اللي بتزود السلوك ذا هو إني بقول لنفسي مش خلاص عارفين عني إني عصبية فخلاص أنا عصبية.. حد يقول عني شخصيتي قوية أووي ومينفعش تبقى كدا، بالعكس أزداد عند أكثر، مش مثلا ثقتي في نفسي تقل وأقعد ألوم نفسي على سلوكياتي الغلط، لا أنا مقتنعة إني صح ومحدش ينتقدني بجد عندي حساسية للنقد بطريقة رهيبة وبتنرفز جدا جدا أن حد ينتقدني.. أي نعم اللي بينتقدني بيبقى أسلوبه غلط هو كمان.. يعني أكثر حد بينتقدني أخويا يقعد يشتمني.
وماما مثلا أعمل حاجات كتير صح وأعمل حاجة واحدة غلط تقعد تلومني.. مثلا لو نظفت كويس جدا ونسيت حاجة، تقعد تقولي هو أنا مطلبش منك حاجة وتعمليها عدل طبعا بقولها هو ليه لازم الانتقاد يعني هو مفيش حاجة أعملها وبتعجبكم.. أنا بقى مش بعرف أسكت نهائيا، مش شخصية مسالمة بعرف كذا آخذ فى نفسي وأسكن زي توأمي لا لا خالص أنا حد جاء على حقي، لازم آخذ حقي بس بعنف.. يعني الدكتورة كانت بتقولي أنت عندك توكيد الذات عالي بس شخصية عنيفة عكس أختي شخصية كتومة ببقى هتجنن إزاي كدا حد جه عليها وساكتة؟ لا أنا فيه حاجة جوايا بتحركني إني لازم أرد يعني ممكن نقول شخصية اندفاعية.
أنا بقى عايزة أغير إني أبقى شخصية عنيدة ومتصلبة كذا ومش متهاونة، مش عارفة يعني دي سمات شخصية ليها علاقة باضطرابات شخصية ولا إيه بالظبط؟
لأن الموضوع تعبني جدا ومؤثر على علاقتي باللي حوالي
23/12/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة ".......مجهول" أو ".......إخفاء الهوية" أو ".....بدون اسم" أهلا وسهلا بك على مجانين أيا ما سميت نفسك، وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أعلق أولا على الثقل الذي تحسينه سببا في تأخر البداية في أي سلوك وبشكل أخص في العبادات ربما، وعادة ما يشتكي مرضى الوسواس بعد فترة من الوسواس أو من العلاج السلوكي المعرفي و/أو العقَّاري من ثقل قبل القيام بالعبادة، والمعتاد أننا نرجع ذلك الثقل إلى شكل من أشكال التحاشي المستتر للانخراط في القهور عند القيام بالعمل أو بالعبادة، وكثيرا ما ينجح التخلص من القهور (أي العلاج الناجع) في إزالة ذلك الثقل، لكن للأمانة ليس دائما حيث يبقى مرضى يشتكون رغم تعافيهم من القهور الظاهرة أو الساخنة التي ركز عليها العلاج، وهي ظاهرة ما تزال بحاجة للبحث.
أصل بعد ذلك إلى عبقرية (بمعنى جنون) استراتيجيتك التي اتبعت شهورا لتحجيم الطقوس والقهور واستثمار الوقت بشكل نافع ومجزٍ في نفس الوقت... أولا بالتأكيد كان لكماليتك في سني عمرك السابقة فضلا في تأهيلك لهذا النجاح الذي لابد أحييك وأهنئك عليه... ونقول أخذنا من الكمالية كما أخذت منا.. والحمد لله.. بقي بعد ذلك أن نكون أكثر ترويا ورفقا في استثمار الوقت ... لا تتركي وقتا للوساوس والطقوس مثلما أنت الآن لكن ألزمي نفسك كما تلزمينها بالمجموعات والدورات والحصص بنصف ساعة رياضة وساعة مرح، وساعة أو أكثر تواصل حي مع الأصدقاء أو الأرحام أو الجيران.
ما حصل أنك فكرت بشكل كمالي ووضعت أهدافا كمالية لما تلهين نفسك به عن عقابيل كماليتك القديمة، ثم شمرت عن ساعد الجد وكافحت سعيا نحو أفضل ما يمكن تحقيقه وكنت دائما القلق والخوف من عدم تحقيق الأهداف، كما تفانيت في القيام بعملك التدريسي.. وفي ذات الوقت أهملت نفسك وراحتك وترويحك عن نفسك (ولا تقولي أن صلاة الموسوس تروح عن نفسه!) .. مرة أخرى أنت تفترضين أن الحياة إما -أبيض- أي عمل دؤوب لا يترك وقتا لما عداه (وليس فقط الوساوس والقهور)، أو –أسود-استسلام وتسويف وكسل وبطء وثقل ودوران بين رحى الوساوس والقهور.
عليك أن تتخذي من فترة الراحة الإجبارية لتتعافى فقرات ظهرك تماما إن شاء الله فرصة للتفكير في كيف ستدبرين حياتك اليومية بشكل أفضل يحافظ على الماكينة البشرية التي لا تخطئ (إلا في حق نفسها عادة) والتي هي حضرتك... التصلب والعند الشديدين سمتان شائعتان بين الموسوسين وهما من أهم سمات أو علامات اضطراب الشخصية القسرية (الوسواسية القهرية) ذات العلاقة القوية بالاكتئاب الجسيم كما بالوسواس القهري... طبعا تشخيص اضطراب الشخصية القسرية ليس واضحا عندك حتى الآن، ربما بعض السمات فقط.. وهناك الاندفاعية والعنف وهما أيضًا من سمات الشخصية المضطربة... هذا يحتاج تشخيصا من طبيبتك الحالية إن كان لديك اضطراب شخصية أصلا أم لا؟ لكنك إذا غيرت طريقة التفكير الثنائي (بالأبيض والأسود أو القطبي) غالبا سيتغير الوضع وتصحبين أكثر ليونة حين تريدين، كما ستقل كثيرا العصبية.
التعليق الأخير هو على الأسرة المنتقدة وربما الأم بشكل أخص في حالتك، فحين تكون الأم كمالية فإنها دون وعي منها كمن تزرع وتفعل تطبيق الكمالية في الصغار... ناهيك عن الاستعداد الوراثي... لا أحد يستطيع لوم أحد لأن هذا لن يفيد خاصة في حالة شيوع المشكلة، والتسليم مقدما بصحة النوايا والمزايا الاجتماعية الخلابة للكمالية، المفيد هو أن نتعلم كيف يتعلم الإنسان أن يحب ما يفعل في طريقه إلى الهدف.. أن يستمتع بالرحلة بدلا من الاكتفاء بالبكاء على السراب المنشود! عاجلا إن لم يدركه وآجلا حتى لو أدركه! فقط أرجو ألا تهتمي كثيرا بانتقادات الآخرين ركزي على ما تفعلين ولا تهتمي بآرائهم ... بالمناسبة حين يكون المرء عنيفا فليس معنى هذا أن تأكيد الذات عنده عالٍ بالعكس كثيرا ما يكون الشخص عنيفا ليحمي ضعفه (كما يحسه هو) .. تأكيد الذات يا ابنتي هو أن أثق بنفسي وبحقي وحريتي في التعبير عن مشاعري وأرائي ومواقفي دون انتهاك لأحد ولا حجر لحرية أحد ... ليس أبدا أن أكون عنيفا أو عدوانيا ولا حتى عنيدا تخيلي؟!
لنكن عمليين بخصوص العصبية فأعطيك بعض الارتباطات المفيدة فأنت بحاجة لتعلم استراتيجيات تنظيم المشاعر Emotional Regulation أو التنظيم العاطفي، ومنها طرق مناجزة العصبية والغضب
واقرئي أيضًا:
التعامل مع الغضب والصحة النفسية
كيف أتحكم في العصبية الزائدة؟
نظرة وحكم (إما أبيض أو أسود)
الاكتئاب والغضب : أصبحت عصبية !
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>> : حصار معرفي أو وسواس قهري أنا تعبت ! م11