وسواس الشرك والكفر والنظافة والاستهزاء ووسواس النية
السلام عليكم، أتمنى منكم الإجابة على مشكلتي، أنا منذ فترة أعاني من وساوس كفرية وشركية ووسواس الشرك وأيضا وسواس النظافة، سأعطيكم جميع مشكلاتي ومعاناتي معها:
* وسواس الشرك:
1- في أحد الأيام كنت ذاهب إلى المدرسة وبعدها خيوط الحذاء، انفكت وأردتُ أن أربطها أمام شجرة، وجاءتني فكرة -والعياذ بالله- أني وقفت أمامها لكي لا أقدر قولها سأكتبها متفارقة - أ ع ب د ه ا- صراحة وهذا الإحساس كأني راض عنه ولم يأتني الإحساس بالذنب، وحتى الآن عندما كتبتها جاءتني فكرة تقول لي: عندما كتبت تلك العبارة يعني هذه - أ ع ب د ه ا - أني أشركت، وبعض المرات أحس بنفس الشيء وأي تصرُفْ فعلتُهُ وانحنيت يقول لي هذا شرك صراحة تعبان.
2- إذا سمعت عن شخص مشهور تقول لي نفسي أنت عليك أن لا أقدر قولها.
3- إذا قلت لهذه الوساوس أنت مجرد وسواس خبيث ترد علي بأن قد تكون أشركت بالله وإذا مِّتَّ ستعاقب فلن ينفع الندم حينها، وتقول الاغتسال فيه بضع دقائق أحس من الخلود في النار هل هذه مني؟
* وسواس الكفر:
1- في أحد الأيام كنت ماسك القرآن الكريم ووضعته على صدري وقبضته بيدي، أحسست أني استهنت به هل هذا كفر؟ وأنطق الشهادتين وأغتسل
2- بعض المرات أحس هذه مني أنا ولا أعرف
3- وأيضا في أحد الأيام قلت مكان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قلت مكانها: اللهم إني أعوذ بك يا اللعين وكانت نيتي الشيطان اللعين وليس الله جل في علاه هل كفرت؟
4- بعض المرات أحدث نفسي بكلمات كفرية لا أعلم هل هي مني أم لا!
5- في أحد الأيام كان هناك صديق اسمه عبد المغيث وقلت له مغيث دون علمي بها ولم أقصد ذلك، هل كفرت؟
6- هناك العديد من الوسواس لا يمكنني ذكرها.
* وسواس النظافة:
1- عندما أخرج وأسلم على شخص أذهب مباشرة إلى المنزل وأغسل يدي قبل لمس ملابس المنزل
2- عندما أخرج بملابس المنزل إلى الخارج، وعند رجوعي إلى المنزل أغسل تلك الملابس المنزلية التي خرجت بها
* وسواس الاستهزاء:
1- عندما ألتقي بشخص وأسلم عليه أضحك في وجهه ولكن، في قلبي أني أضحك بشيء من الدين هل كفرت؟ ولا يمكنني التحكم فيه.
2- عندما أتوقف عند آية أضحك بدون قصد ولا وأتحكم في نفسي هل كفرت؟
3- عندما يتكلم شخص أتفكر شيء من الدين وأشعر برغبة الضحك ولكن بعض المرات أبتسم هل كفرت؟
4- في أحد الأيام كنت في المدرسة وكنا نتحدث عن علي رضي الله عنه وقال لنا الأستاذ لماذا نقول لعلي كرم الله وجهه وقال لنا: لأن علي دخل في الإسلام وهو صغير وقال لنا وكذلك أنه لم يسجد لصنم وقال لنا: عمر ع ب د الأصنام وجاءتني الرغبة بالضحك وضحكت هل هذا رضا عن الشرك؟ وعندما أكتب هذه الكلمات في هذه الرسالة هل كفرت؟
* وسواس النية:
1- عندما أتوضأ مثلا عندما أغسل وجهي 3 مرات أفكر في أشياء وبعد استيقاظي من التفكير أحس أني قطعت النية؟
2- عندما تُصيب رجلي نجاسة في وسط الوضوء، وعندما أصل إلى رجلي أغسل رجلي ولكن بنية تنظيفها من النجاسة هل قطعت النية؟
3- ودائما أشك أفعلت تكبيرة الإحرام في الصلاة أم لا؟
أعتذر لأني كتبت الر سالة مرتين لأني تعبت وأعتذر على طول الرسالة.
وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
1/2/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بني، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك، شرفت مجانين
بداية أشكرك على تنظيمك الرائع لأفكارك ووساوسك، وفهمك لما تعانيه بدقة. ثم أشكرك على انتباهك لوساوسك باكرًا قبل أن تكبر أكثر وتكبر معك الوساوس
أنت تعاني من وسواس ولا ريب، ولست تؤمن بهذه الأفكار قطعًا ولا تستجلبها بنفسك. وهذا ببساطة لأن الربط بين الانحناء لربط الحذاء –مثلًا- وبين عبادة الشجرة أمر غير منطقي لم يقل به أحد من العقلاء! أنت انحنيت لربط الحذاء، كما ينحني سائر الناس عند ربط أحذيتهم، فلماذا أنت بالذات يصبح انحناؤك عبادة لغير الله؟ هكذا لوحده!! الجواب: لأن هذا وسواس لا قيمة له، لكنه أخافك بسبب استعدادك للوسوسة وبقي مسيطرًا عليك.. وثق تمامًا أن جميع الموسوسين بهذه الأفكار يظنون أنها تصدر منهم، ويلتبس عليهم الأمر ويزداد حالهم سوءًا؛ أنت وغيرك سواء فلا تَلُم نفسك على شيء لم تفعله.
مهما حدثتك نفسك عن أشياء غير مقبولة شرعًا فلا تأبه بها. انظر هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: "وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ")). [مسلم: الإيمان/باب بيان الوسوسة في الإيمان]
الصحابة وجدوا في أنفسهم أفكارًا يتعاظم عليهم أن يذكروها، كما حصل معك تمامًا، خطر في بالك أفكار، ولا تستطيع التلفظ بمحتواها ولا كتابتها. طيب، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ قال لهم: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ"! النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك بنفسه: أن حالك هذا يدل على الإيمان الخالص لديك، وأنت تخشى أن تكون كافرًا!!! فإياك أن تصدق فكرة: (ترد علي بأن قد تكون أشركت بالله وإذا مِّتَّ ستعاقب فلن ينفع الندم حينها، وتقول الاغتسال فيه بضع دقائق أحس من الخلود في النار)، صدقني أنا لا أكذب عليك، إنها حيلة أخرى من حيل الوسواس الذي لا يكل ولا يمل ولا يفتر عن إزعاجك... إنه وسواس لا غير! لا تغتسل ولا تفعل شيئًا، واحمد ربك على قوة إيمانك وصفائه.
* وسواس الكفر:
-استفسارك عن الوساوس هل هي منك أم لا؟ قد أجبتك عليه، إنه ليس منك ولا تؤاخذ.
-وضع القرآن الكريم على الصدر والقبض عليه، هذه حركة تعبر عن الحب وليس عن الكفر!! ألا ترى أن الإنسان يضم كل ما يحبه إلى صدره؟!!
-العبارة التي قلتها (اللهم إني أعوذ بك. يا اللعين) لا شيء فيها البتة، لأنك استعذت بالله، وانتهت الجملة عند (بك). ثم ابتدأت كلامًا آخر تعني به الشيطان وهو (يا اللعين).
- ناديت صديقك (مغيث) بدل (عبد المغيث): هناك أسماء لله تعالى –يا بني- تختص به سبحانه، مثل (الله، الرحمن). وهناك أسماء يصح استعمالها للبشر لكن بدول (أل) التعريف. يعني الله هو (المغيث) والإنسان يمكن أن تسميه (مغيث). الله هو (الرحيم) لكن الإنسان يمكن أن تسميه (رحيم). الله هو (الكريم) ويمكنك أن تسمي إنسانًا ب(كريم).. ومثلها (العزيز) وهكذا... فإذا ناديت صديقك ب(عبد المغيث) أو ب(مغيث) فكله جائز
* وسواس النظافة:
لابد وأنك مدرك لغرابة فعلك، وأنه غير طبيعي، لكن يجب معرفة ما الذي يدفعك إلى هذا؟ هل هو الخوف من الجراثيم؟ أم مجرد القرف من الأوساخ في الطريق؟ هذا ما يجب مناقشته لتغيير قناعاتك تجاه هذه الأفكار؛ ثم بعد ذلك تقوم بالتدريب على ترك غسيل الثياب، قد تؤجل غسلها فقط في بداية الأمر، ثم تمتنع عن الغسل نهائيًا.
* وسواس الاستهزاء:
من الوساوس الغريبة العجيبة المعروفة، ربط الضحك بالاستهزاء بالدين، وتحول ذلك إلى فعل قهري عند ذكر أو فعل أي شيء يتعلق بالدين.
- أنت تقول: (ولا يمكنني التحكم). أي أن الضحك عند ذكر الأمور الدينية أصبح عملًا لا إراديًا لديك. وأنت تعلم أن الشرع لا يحاسب إلا على الأفعال الإرادية، فأنت غير محاسب وليس لفعلك حكم بحل ولا حرمة فضلًا عن أن يكون ذلك كفرًا، أنت غير كافر ولا علاقة لك بالكفر.
- وإياك أن يأتيك الوسواس فيقول لك: وماذا لو كان الضحك بإرادتك؟ قل له: هذا غير وارد، فالمريد للشيء يستطيع أن يتحكم به، ولا يكرهه. وأنت لا تستطيع التحكم، وتكره هذا من نفسك!
- لو رأيت الشباب المستهزئين فعلًا لعلمت الفرق بينك وبينهم، تراهم يجلسون جلسة الغافل المتكبر، ويتبادلون النكات والاستهزاء والكلمات النابية، ويضحك أحدهم ملء شدقيه بعد إلقائه لكلمته النكراء، ثم ينفضُّ مجلسهم العفن وكأن أحدهم لم يفعل شيئًا. هؤلاء الذين –للأسف- نصادف بين الفينة والأخرى عددًا منهم، وتتقطع قلوبنا لرؤيتهم وسماعهم، ولا نستطيع نهيهم لأننا إن فعلنا سيزيدون من سبابهم واستهزائهم!!! فأين أنت منهم يا بني؟!
* أخيرًا:
-الشرود أثناء الوضوء لا يقطع نية الوضوء، ولست مطالبًا أن تستحضر النية طوال فترة وضوئك. وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، لا يقطعها الشرود فيها، ولا تطالب بتذكر النية طوال الوقت.
-غسل النجاسة من على العضو أثناء الوضوء، أو إزالة العازل الموجود، ليس قاطعًا للنية أيضًا، فأنت تقف للوضوء، وتزيل النجاسة أو العازل لأجل الوضوء، وليس لأجل غرض آخر. الذي يقطع النية، ترك الوضوء كله برمته، والانتقال إلى فعل آخر، أي غسل الرجل لتبريدها في الصيف مثلًا، مع عدم إرادة إزالة الحدث عنها، أما إرادة التبريد والوضوء فلا يقطع النية.
المهم في النية أن تكون عارفًا لما تفعل: أنت تقف لتتوضأ وتعرف هذا من نفسك... وكل ما هو متعلق بإكمال الوضوء لا يقطع النية (كإزالة النجاسة والعازل). وعلى كل حال إذا لم تستطع طرد الشك في نيتك، فقلد مذهب الحنفية الذين يقولون إن الحدث يرتفع بجريان الماء على العضو فقط وإن لم ينو الإنسان الوضوء!! وحينها وضوؤك صحيح على كل حال فلا تكثر من همك
-أما تكبيرة الإحرام فليس أمامك إلا أن تطنش، والموسوس حكمه أن يترك الشك ويتابع ما يفعله، أي لا تسترسل في الشك، وتابع صلاتك كأنك لم تشك، وقل لإبليس: أنا أريد أن أصلي بدون تكبير، وأنت ما دخلك؟ إذا واظبت على هذا ستنتهي مشكلتك في فترة وجيزة بإذن الله تعالى.
أخذ الله بيدك وعافاك
ويتبع >>>>: وسواس الكفرية: الشرك والنظافة والاستهزاء والنية م. مستشار