السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري، لا شيء الآن واضحا أمامي، كثيرا ما أشعر بالخوف والقلق يفترساني وأخاف كل الخوف أن أتعلم وأتعلم ولا أنفع بما تعلمته... في كل يوم أشعر أن إدراكي للحياة يزداد، ويتعمق، وإدراكي للصعوبات وقسوة هذه الحياة يزداد يوما بعد يوم...
لا أدري بالضبط أين تقع موهبتي؟ وما المجال الذي سيخرج طاقاتي الكامنة، أبحث عن الرسالة والقضية، وأبحث عن الصحبة التي تعين على الطريق، وأبحث عن الهدف النهائي في الحياة الذي تصب فيه جميع أهدافي الصغيرة، أبحث عن الاحتواء من الكبار، من قياداتنا الذين هم حولي ولا أجدهم...
منذ صغري، كان هدفي عاما جدا وهو "أريد أن أخدم الإسلام"، ولكن مع مرور سنوات النضج واقتراب الرشد أتساءل: كيف؟ كيف أعد نفسي؟ كيف أتجهز؟ كيف أستطيع أن أحول تلك الأمنية إلى هدف واقعي بعيد المدى؟ حتى لا ينطبق عليّ قول الله تعالى "تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ"، وبدأت رحلتي في البحث عن التكوين والإعداد.
لم أنشأ في أسرة تعلمني أو تعينني على هذا الهدف، كنت أتمنى أن أحفظ القرآن على يد شيخ وأن أفهم عقيدتي، ولكن أسرتي كانت معيقة في معظم الأحيان، بل لم توفر لي الحد الأدنى للأمن والأمان والطمأنينة، فترسبت في نفسي مشاكل نفسية كثيرة ما زلت أعاني آثارها إلى اليوم.
تلقيت تعليمي المدرسي في إحدى دول الخليج، كانت تجربة جيدة، وكنت متفوقة والأولى دائما، ولكن أيضا لم يعطني هذا التعليم ما يشبعني.
ثم انتقلت للتعليم في مصر، فدخلت كلية عملية -على الرغم من عدم ميولي إليها- وما زلت في رحلة بحثي عن التكوين فانضممت لإحدى الجماعات الإسلامية أو قل لذيول هذه الجماعة، ظننت -سذاجة مني- أني سأجد عندهم التكوين الإيماني والرباني والثقافي والديني، ولكن كانت تلك أولى الصدمات التي أفقت منها على حقيقة قسوة هذه الحياة... والأزمة الفكرية والحركية التي يعيشها كل من يقول "إني مسلم ملتزم أريد أن أتعلم، وأصنع أو أغير شيئا".
ثم دخلت بعدها في نوبة اكتئاب حادة وطويلة لتجمع عديد من العوامل حولي أسرية وعلمية واجتماعية ونفسية أفقدتني اتزاني وصوابي سنتين، ولكني لم أفقد الأمل خلال تلك النوبة أيضا حيث حاولت تجميع بعض صديقاتي ممن تأثرن بدعوة عمرو خالد لنلتف حول دكتورة واعظة داعية في دروس دينية نصف شهرية واستمرت التجربة سنتين لأرفع بعدها الراية البيضاء، حيث وجدت ألا منهج ولا تكوين أو إعداد حقيقيا.
ثم أفقت من أزمتي النفسية لأجد بعض الأصدقاء المتناثرين هنا وهناك الذين يعانون نفس المشاكل ونفس الأزمة، لقد وجدت التجربة عامة، وقد حاولت أن أبلورها في عدة نقاط. أرجو من الدكتور أحمد عبد الله أن يهتم بها ويعلق عليها:
1- أزمة التكوين الثقافي والفكري لجيلنا حاولت الاطلاع على ما تيسر من سير علمائنا ومفكرينا، وخرجت منها بنتيجة، وهي أن البيئة التي أفرزت هؤلاء كانت تضج بالحياة الثقافية والفكرية والسياسية، وكانت محضنا متكاملا (أو شبه متكامل) يصنع الإنسان المتوازن، ويحتفظ بمواهبه وقدراته وينميها لتخرج لنا في النهاية إبداعا للناس والمجتمع.
كانت الساحة السياسية مليئة بالتيارات المتنوعة التي تعبئ الشباب (على اختلافها) في سبيل قضية ورسالة، وكانت الخلفية الأيديولوجية لهذه التيارات تهيئ جوا ثقافيا، يعمل على تكوين الشباب ويزيد من إدراكهم، وإلى جانب ذلك كانت الحياة الاجتماعية التي تستوعب الشباب نفسيا ومعنويا، كانت صحبة ورسالة، وزخما ثقافيا وفكريا وسياسيا.
وتعال إلى جيلنا نستعرض المأساة في عجالة:
(وأقصد مصر على وجه التحديد) نجد المدرسة تخلت عن وظيفتها في التعليم فضلا عن التربية، وليس أدل على ذلك من اختفاء التعليم في المدارس وانتقاله خارج المؤسسة التعليمية في شكل دروس خصوصية وما شابه (ولم تعف من هذا الوبال بعض كلياتنا).
أما التعليم الجامعي فحدث ولا حرج، إن الجامعة لم تكن مجرد مركز لتلقين بعض المحاضرات في السابق، بل كانت بالإضافة لوظيفتها العلمية تؤدي دورا سياسيا وثقافيا له تأثير في سائر المجتمع، وكان الشباب هم الطاقة المحركة للأمة في أزماتها، أما الآن فليس الذي يتخرج في الجامعة بأكثر من شهادة ووظيفة!! أين الحياة الجامعية؟ ذهبت في سراديب الظلام وربما تكون القراءة الذاتية تغطي جزءا من هذه الأزمة، ولكن الكتاب وحده لا يصنع إنسانا متكاملا.
2- الشباب وأزمة تأخر النضج السياسي:
كانت الأجيال السابقة لنا تنضج سياسيا بسرعة مقارنة بأجيالنا نحن هذه الأيام، ربما كانت ظروف نشأتهم في ظل الاستعمار وحركات التحرير الوطنية هي ما حتم عليهم هذا النضج السياسي، ولكن جيلنا أيضا هذه الأيام يشهد تحولات سياسية مهمة، فعلى مدار الثلاث سنوات السابقة لم تهدأ الساحة الدولية من الأحداث، وعالمنا العربي هو بؤرتها وهدفها ولنراجع الخط التاريخي.. اندلاع الانتفاضة المباركة.. أحداث 11 سبتمبر، بداية ما يسمى الحرب على الإرهاب.. الحرب على أفغانستان ثم العراق، إن هذه الأحداث تستدعي أن تكون وقفات مهمة، وأرضا تربوية خصبة وتفاعلية.
إلا أننا نحن الشباب نعيش حالة من العزلة النفسية والشعورية عن هذه الأحداث، بل نعيش حالة طفولة سياسية وثقافية أو سمها ما شئت ترى ما السبب الجوهري؟ أهو الإعلام العربي الذي لا يمتلك نموذجا رساليا (وما الإعلام سوى الرسالة) فيطالعنا بعدد من المسلسلات والأفلام والفيديو كليبات والأغاني التي لا تعالج مشاكلنا ولا تنتمي لأي ثقافة سوى ثقافة الجنس والجسد والاستهلاك والتفاهة!! أم السبب في نظم حكمنا التي لا تتيح المشاركة السياسية لكافة قطاعات الشعب، أم السبب يا ترى يعود لتنشئتنا الأولى في مدارس لم تعلمنا سوى حروف الهجاء.
3- الشباب والذيول الأيديولوجية وكما سبق القول، كانت التيارات الأيديولوجية تضطلع بدور ثقافي وسياسي وفكري في تنشئة الشباب يغطي عجز المؤسسات التربوية الأخرى (المدرسة والجامعة والأسرة)، ولكننا الآن في القرن الحادي والعشرين نعيش فترة تقهقر هذه التيارات ولم يبق منها على الساحة سوى بعض ذيولها، وأصبحت تعاني من الإفلاس وتساقط الكوادر والتي لم تعد تنشئ أو تربي أو تصنع شبابا يؤمن بمبادئ، أو يحمل قضية.
4- الشباب والعمل التطوعي، ربما بدأت تبرز في الفترة الأخيرة فكرة العمل العام التطوعي ويتخذ جزء منه بعدا سياسيا (مثل تفعيل فكرة المقاطعة، أو مناصرة الشعب الفلسطيني)، وهنا أطرح تساؤلا:
هل من الممكن أن يشكل العمل العام محضنا بديلا لتربية وتنشئة الشباب سياسيا وثقافيا في ظل هذه الظروف التي استعرضناها؟
انتهى عرضي للمشكلة،
وأرجو أن تجد منكم آذانا.
25/1/2023
رد المستشار
أختي الحالمة،
جزاك الله خيرا يا ابنتي، فقد أكدت رسالتك أن تطوير الأفكار والأشخاص هو مكسب من مكاسب موقعنا هذا، والتركيز ينبغي أن يكون شعارنا في هذا العام الجديد، فبعض الرسائل التي وصلتنا على مر السنوات الأربع الماضية لم تكن مجرد شكاوى أو خبرات باردة بل هي تجارب ثرية تصلح مشاريع للإنضاج سواء فيما تحمله من أفكار أو وراءها من عقول وأشخاص، وقد يكون مفيدا أن نحتضن مثل هذه المبادرات ونرعاها لتنمو وتزدهر وتفيد قطاعا أوسع بعمق أكبر من مجرد عرض سؤال وجواب.
وأنتهز الفرصة لأناشد كل ما كان قد تقدم بفكرة أو كتب رسالة تحلم خبرة يرى أن إنضاجها يمكن أن يفيد أناشده أو أناشدها العودة لمراجعتنا لنرى من أين يمكننا أن نبدأ معا، وهكذا ينبغي أن يكون تفكيرنا وعملنا من أجل الأمة فهل أطمع أن تتصلي بنا؟!
خذوا مثلا رسالة "على أبواب الخريف: فتنة الزوج المستحيل"، ألا تتفقون معي أنها تحمل خبرة تستحق التطوير ومن وراء هذا التطوير يمكن أن يأتي خير كبير؟!!!
أعود لرسالتك التي شغلت تفكيري طوال شهر كامل وأخذتها معي إلى منتدى دافوس
لأقراها مرات ومرات وعرضتها على زملائي في القسم الاجتماعي بالموقع؛ فقرأتها عليهم كاملة بصوت عالٍ، وهذا كله لأنني أراها نموذجا متقدما للشعور بأزمة هذا الجيل الشاب الذي تنتمين إليه والذي ربما لا نشعر بها نحن على مستوى جيلنا، ولا نشعر بمدى عمقها وتأثيرها الموجع بالنسبة لجيلك؛ فكانت رسالتك مثل أنين النائحة الثكلى، وهي بفضل الله لا تتضمن ولولة، ولكن تحليلا وتشخيصا معقولا، وجميل أن يأتي من فتاة في سنك، بارك الله فيك، ونفع بك.
ربما تتيسر لك فرصة الاحتكاك الدولي في مؤتمرات مثل منتدى دافوس
أو غيره لتشاهدي بالبيان العلمي ماذا يعني التكوين والإعداد والتخطيط والتدبير والتفكير والحوار المنتج المثمر، ويمكنك أن تقارني عندها بين كيد الليل والنهار وإبداع العقول الناضجة والجهود المتكاتفة من ناحية وبين ضجيج الصراخ وتيارات الحماس العاطفي غير المتزن من ناحية أخرى، بين أمة "اقرأ" التي لا تقرأ "أمية" أو كسلا وبين أمم أخرى تدمن على القراءة مصدرا للمعرفة وعلى العقل ركيزة للنهضة بينما هو عندنا في محنة مهجور أو ممزق بفعل الاستبداد الجاهلي، أو التدين المغشوش أو الخرافة السائدة الشائعة!!! ونحن نخفي عوراتنا، ونكذب على أنفسنا تحت دعاوى أن العالم كله ضدنا، والمؤتمرات كلها تستهدفنا وأن وأن... ولو صدقنا مع ربنا، ولو صارحنا أنفسنا لوجدنا أن مقابل كل ذرة كيد وعداوة توجد أطنان من الغفلة وسوء التدبير والبدائية والعشوائية والتخلف نحن نعيشها ونصنعها ونتمسك بها، ولا أريد أن أستطرد.
قلت قبل ذلك إن الحكومات عاجزة بسبب فشلها في تحديث أجهزتها وتطهير دولاب عملها بآليات كشف الفساد وملاحقته ومحاسبته، وإن العملية السياسية كلها في أغلب أقطارنا قد وصلت إلى طريق مسدود؛ لأن ألاعيب القصور والبرلمانات قد صارت مغلقة على أصحابها وعائدها في: وقف نزيف الأمة أو محاسبة القائمين على الأمور أو غير ذلك من مهامها الأصلية هو عائد محدود لا يستحق كل هذا الضجيج أو العناء المصاحب للإصلاح لكل حق انتخابات برلمانية أو بلدية مع احترامي لكل من يخوض في هذا الغمار سعيا.
وقلت كذلك إن الحركات السياسية أو الأيدلوجية المعروفة تاريخيا قد أصبحت منهكة، وهي بالكاد تسير وتواصل الحياة، مفتقدة إلى تجديد بل انقلابات فكرية وإدارية تبدو في أمس الحاجة إليها، بينما الأحداث تتلاحق كما ترصدين، والملاحقات تشتد أيضا؛ لأن هذه الحركات مصنفة بوصفها التربة التي أنبتت ما تسميه أمريكا بالإرهاب وهي عازمة على اقتلاع جذوره بل وتسميم التربة التي ينبت فيها، ولا أحسبها ستنجح كليا، ولكنها توجع وتنهك، والأمر كله يحتاج إلى إستراتيجية مختلفة وتغيير عميق في السياسات والتوجهات، ولكن من يسمع ويقدر؟!!!
وبقية الصورة تعرفينها، غالب إعلامنا لغو، وعامة تعليمنا إما غربي القلب واللسان أو رسمي يضر أكثر مما ينفع!! والثقافة عندنا هي مطابع تدور لتقذف كتبا لا يقرؤها أحد مرتفعة السعر كانت أو رخيصة، وبقية المشهد الثقافي عبارة عن مهرجانات أقرب للترفية السياحي، والعلاقات الاجتماعية العامة منها إلى أن تكون مفردات في حراك واسع ينشر المعرفة بالصوت والصورة الثابتة أو المتحركة أو ينجز حتى مهمة الترويج الإيجابي.
وطالما مصر نائمة أو منومة، أو مشغولة بلقمة العيش وهموم اليوم تلو اليوم فقولي على العرب السلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن لا تنسي وسط هذا كله أن هناك الكثيرين من الساخطين وفيهم العديد من الكفاءات التي تستحق التقدير في التفكير أو التنفيذ، ووسط هذا كله آلاف النماذج المضيئة ولكنها متناثرة هنا وهناك وسط ليل حالك بهيم، كما أن وجود الأخيار لا يحول دون الانحدار أكثر وأكثر، وكما سأل الصحابة الكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟" فقال: "نعم إذا كثر الخبث".
وواجب الوقت أن نتجمع أنا وأنت وأمثالنا من الساخطين فلا ننتظر حكومة ولا نرجو حركة، وكل إيجابي يأتي من هذه أو تلك له كامل الاحترام والتقدير، ولكنه ليس الأصل الآن، وبعد أن شبعنا من انتقاد الآخرين، والعيب في الزمان والسابقين، وشتيمة الحكام وأساتذة الجامعة، وصب الغضب على كل أحد حينا بعد آخر، آن لنا أن نجمع أمرنا ونتدبر شئوننا، فإن كنا نحتاج إلى بيئة اجتماعية وثقافية وتنضج الأجيال الجديدة وتعالج أمراض الأجيال الأكبر، وإذا كنا نحتاج إعلاما مستيقظا، وتعليما حديثا ناهضا، وتكوينا متينا عصريا في شئون الدنيا والدين، إذا كنا نحتاج إلى هذا وذاك وغيرهما فإن هذه كلها ليست معجزات ولا معضلات، ولكنها مجرد مهام يمكن إنجازها بالتدريج وبتقسيم الأهداف إلى مراحل وأجزاء، ولو طال الطريق؛ فهذا أفضل قطعا من الاكتئاب.
خذي مثلا مسألة منهاج التكوين المنشود، ألا ترين أن هذا المنهاج يمكن أن تتعد برامجه ودوائره، وجزء منه كبير يمكن إنجازه استفادة من الإنترنت وإمكانياتها الرهيبة؟!
وبالنسبة للبيئة الاجتماعية والثقافية، ألا ترين أن تنمية الرصيد الموجود منها في بعض البلدان واستحداثه في بلدان أخرى هي مهام ممكنة إذا صح العزم وكان الجهد متواصلا ودءوبا؟ ألا ترين معي أن أرضية العمل التطوعي هي المدخل الملائم والمنبع الثري لتلاقي الجهود والأفكار، وهو المحصن الطبيعي الأصلي الذي نبتت فيه كل الأنشطة السياسية والثقافية بل والاقتصادية التنموية تاريخيا؟
ولمن يتأمل سيجد أن الأمة بوصفها كيانا فاعلا متفاعلا وبيئة ثرية طبيعية تنبت فيها المبادرات وترعاها عبر دوائر الأسرة والمسجد والجماعة والاجتماعية وغيرها من دوائر التواصل الإنساني.. سيجد أن الأمة بهذا المعنى هي أصل إسلامي فريد وتطوير يستحق الدراسة لأساليب التفكير والحراك في تاريخ المجتمعات الإنسانية وهي في الإسلام حافظة الدنيا والدين وبوتقة الفرز والتطوير؛ وبالتالي فإن العودة إلى إحيائها بهذا المعنى هي عودة إلى الأصل، ونحتاج إلى حركة ممتدة للإحياء.
ولكنني أسارع بالقول إن هذه البيئة وتلك العودة ليست مهمة سهلة ولا سبيلا مفروشا بالورود؛ فقد تقطعت الروابط بين الناس وفشا الجهل وسوء الظن وانتشرت الأثرة والأنانية والأخلاق الفردانية الذميمة بفعل عقود من التمزيق والتحديث المشوه ومحاولات بناء الدولة الحديثة على أنقاض التجمعات التقليدية من عشائرية وعائلية، وطرق صوفية...إلخ، والتي كانت كلها دوائر أهلية فاعلة، وإن لم تخل من عيوب مثل أي تجمع بشري.
إذن محتاجون نحن أن نتجمع من جديد، ونعيد الاعتبار لفقه الأمة وحركة الناس وحياة المجتمع الثقافية، ولن يكون هذا إلا بالانخراط في الأنشطة القائمة وتطويرها، واستحداث الغالب منها، ووسط هذا المنجم الثري الذي هو أمتنا التي نحب ونرجو وننتقد ونشكو، ستجدين كفاءات هائلة تحاول أن تبدع أفكارا وبرامج ولو نظرية لتحسين التعليم أو تطوير الفن أو عقلنة الإعلام، ووجودنا وسط هذه الجهود ينبغي أن يردم الفجوات بين التفكير السليم بعد اكتشافه والتنفيذ المفتقد للتخطيط والحماس دون فعل وموجة التدين الحالية التي يمكن أن تصعد بنا فتصل إلى الشاطئ أو تهوي بنا إلى قيعان سحيقة، والحوار له بقية.
ويتبع>>>>: عن التكوين.. مشاركتان وبرنامج عمل