وسواس الغسل والحيض طلقني! فتاوى! م4
فتاوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل عام وأنتم بخير، هذه الاستشارة أوجهها لدكتورة رفيف الفاضلة وأتمنى أن تصلها وهي بأتم الصحة والعافية.. أرجو منك غاية الرجاء أتوسل إليك دكتورة رفيف أن تجاوبيني على كل جزئية مهما كانت صغيرة في السؤال أرجوك غاية الرجاء، أنتي ساعدتيني كثيرا لك الفضل بعد الله بفتاويك، الله لايحرمنا منك ولا من حنيتك وطولة بالك وصبرك وعلمك وأخلاقك أنتي كنز والله للموقع جزاكم الله جميعا خير على ما تقدمونه في إغاثة المرضى الملهوفين
1- تجاهل الشك
لو تجاهلت الشك لأن في ظني أن هذا ليس شكا وإنما وسواسًا، وتجاهلته، وكان واقع الأمر مايقوله الشك صحيح وأنا فعلا مثلا نقصت ركعة لكن تجاهلت هذا الشك لأن ظني أنه وسواس ويجب تجاهله، هل أحاسب على ما في حقيقة الأمر؟
2- الوضوء
حكم الشك أثناء الوضوء في تعميم العضو بالماء؟
3- القراءة
حكم لو أخطأت في قراءة الفاتحة بالقصد لسببين منها أعاني مشقة بسيطة في نطق الضاد المشدد في كلمة الضالين، والسبب الثاني لكي أعالج نفسي من وسواس نطق الضالين وكلمة الدين في مالك يوم الدين؟
4- هل يجوز الأخذ بهذا القول عند الحنفية
إنَّ الفاتحة ليست ركناً من أركان الصلاة وفرضاً من فروضها، وقالوا: القراءة في الصلاة فرضٌ سواء قرئت الفاتحة وغيرها، واستدلوا بقول الله تعالى: (فاقرؤوا ما تيسَّرَ من القرآن) [المزمل: 20]، وبقول رسول الله صلى الله عليه للمسيء في صلاته: [ثم اقرأ ما تيسَّرَ معك من القرآن]، (رواه البخاري ومسلم)، وقالوا: إنَّ حديث [لا صلاة لمَنْ لم يقرأ بفاتحة الكتاب] خبره آحاد ولا ينسخ آيةً محكمة بقول الله تعالى: (فاقرؤوا ما تيسَّرَ من القرآن)؟
5 - الفرق بين الشك والوسواس
كيف أعرف أن هذا شكًا وأن هذا وسواسًا؟ مثلا جاءني شك في أني ما عممت عضو بالماء، كيف أعرف أن هذا شك وأقوم بحكم الشك وأنه وسواس وأقوم بتجاهله؟ هل إذا تكرر نفس سؤال الشك بالضبط يعني إن هذا وسواس، أي إذا في اليوم التالي أيضا شكيت في تعميم العضو بالماء لم يأتيني شك في موضوع آخر؟ طيب يمكن لأن الماء عندنا قليل جدا ولأجل توجد عندي ثنايا في الجلد ولأجل أنا كسلانة أدلك وأفرق بين ثنايا الجلد وأتأكد أن الماء وصل كل مكان، فإذن شكي في محله وهو واقع الأمر وهو ليس وسواس وكلام الشك صحيح ويجب أتبع مايقول الشك وأن هذا شكًا وليس وسواسًا؟
6- الرخص
دكتورة أنت قلتي يجوز لغير الموسوس ولغير الضرورة اتباع حكم سنية إزالة النجاسة، ولكن كيف هذا والمعلوم أن مايجوز تتبع الرخص إلا للموسوس وللضرورة؟
7- التردد
كنت أتردد قبل الدخول للصلاة بسبب النية الآن أصبحت أنطق النية ولا أهتم بالاستحضار في القلب فقط أتلفظ بلساني هذه صلاة عصر مثلا الفرض أربع كعات، هل يكفي التلفظ باللسان ولا يلزم الاستحضار في القلب والذهن؟ أيضا أنا أتردد في الدخول للصلاة بسبب خوفي من عدم وجود اليقين بالدخول في الصلاة، والتردد في الدخول للصلاة مبطل لها، كيف أجعل هذا التردد يذهب؟
8- أنا خائفه آخذ بحكم سنية إزالة النجاسة وأنا مو موسوسة في إزالة النجاسة لأن الطبيعي أني أعمم الماء وأباعد بين طيات المنطقة الحساسة أيضا الماء عندنا نحيفة لكن لأن كسلانة ما أبغى أهتم وأعمم وأفرق بين ثنايا المنطقة؟
9- انتشار
الآن لو أخذت بحكم سنية إزالة النجاسة ونجست الأماكن وانتشرت النجاسة في كل مكان، وأهلي والناس الآخرين استخدموا مكاني النجس وتنجسوا ويصلون وهم لايعلمون أني نجست لهم المكان ونجستهم بسببي ولم أعلمهم أني نجست المكان، هل علي ذنب؟ وهل يجب أعلمهم أني نجست المكان وأني أستخدم فتوى سنية إزالة النجاسة؟
10- اللزوجة
عند الغسل من الجنابة والحيض، عندما يمر الماء على جلدي أشعر بلزوجة كالمخاط أكرمكم الله، هل هذه اللزوجة (شعورها كملمس المخاط السائل وأيضا شعور ملمس الجلد بعد غسل البلسم ولكن يبقى أثره من اللزوجة وكشعور عبور الماء على اليد المدهونة بالكريم الذي لا تمتصه البشرة) تمنع وصل الماء وهل يجب إمرار اليد على هذا الموضع اللزج؟ لأن منطقيا الطبقة اللزجة هذه تمنع وصول الماء.
11- الصوم
هل يجب البصق ولو لمرة واحدة بعد المضمضة أثناء الصيام؟ لأن قرأت فتوى أن يجب البصق مرة واحدة بعد المضمضة.. ما حكم بلع الماء المتبقي داخل الفم بعد المضمضة أثناء الصيام؟ وهل يجب البصق بعد شرب الماء قبل آذان الفجر بثواني؟ لأن أشعر أن هناك بقايا ماء وأشعر ببرودتها على جدران الفم من الداخل.. وهل يجب تجفيف الشفتين من الريق ومن الماء؟ وهل بلع الماء والريق الموجود (على الشفتين خارج الفم) يعد مفطرا؟
12-مشقة بسيطة في الوضوء يجوز أخذ بالرخصة؟
أنا لأجل عندي وسواس بسيط ومشقة بسيطة في تعميم الذراعين والقدمين في الوضوء بالماء أقوم بملء طشت غسيل الملابس بالماء وأقوم بغمس الذراعين والقدمين للوضوء في كل مرة من غير تغيير الماء ويتلوث الماء بالشعر والرمل وحبيبات غريبة وتصبح لزوجة في طشت الغسيل بسبب بقاء الماء لأيام طويلة أتوضأ منه من غير تغيير، هل هذا يجوز؟
وهل يجوز الوضوء من الماء الراكد المتسخ المستعمل في الوضوء من غير تغييره في كل مرة؟
وشكرا
30/3/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ريم"، وأهلًا وسهلًا بك دائمًا على موقعك
أشكر لك مشاعرك الطيبة، وأتمنى أن نكون عند حسن ظنك، وأن يفيدك ما تقرئينه في تخطي محنتك الوسواسية
أبدأ إجاباتك بسم الله مرتبة:
1-تجاهل الشك:
في مريض الوسواس ليس علينا أن نبحث في كل حادثة هل هي وسواس أم لا؟ كل شكه يأخذ حكم الوسواس، وإلا ما الفائدة؟ هو يتجاهل للعلاج ولإزالة المشقة، والبحث في كل مرة هل هي وسواس أم شك، أشد مشقة من معاملة جميع الأفعال على أنه شك!! أصلًا التفريق مستحيل، ولم يكلف الله الإنسان بالمستحيل.
لم يذكر أحد من العلماء لزوم التفريق بين أنواع الشكوك، وطالما أن الشخص موسوس فالحكم يتغير في حقه، ويطالب بالتجاهل في كل الشكوك، وأعماله مقبولة.. صدقيني هذا السؤال حيلة خبيثة من الوسواس كي لا تتجاهليه، فلا ترهقي نفسك فيما لم يكلفك به الله
2-الوضوء:
بالنسبة للموسوس –كما تعلمين- يكفي في حقه شعوره بوصول الماء إلى كامل العضو بنسبة 50%، أي الشك كافٍ، حتى لو كنت شاكة في تعميم العضو، انتقلي إلى العضو الذي بعده، يعني سواء شككت أثناء غسل العضو، أو بعد غسله وانتقالك إلى غيره، وضوؤك صحيح ولا يؤثر الشك على صحته.. أما غير الموسوس إذا شك في غسل عضو بعد انتقاله إلى غيره، فشكه لا عبرة به؛ وإذا شك أثناء غسله للعضو أعاد الجزء الذي شك فيه، وهذا أمر سهل جدًا بالنسبة لغير الموسوس.
3-القراءة:
بالنسبة لقراءة الفاتحة، هذا ليس اسمه خطأ مقصود، وإنما اسمه تجاهل الوسواس، وطبعًا التجاهل يكون مقصودًا ومتعمدًا، فسمي الأمور باسمها حتى لا يتغلب الوسواس عليك، وتابعي تجاهل الشك في الإتيان بالأحرف على وجهها المطلوب.
4-الأخذ بقول الحنفية بعدم فرضية الفاتحة:
الحنفية يقولون بعدم فرضيتها، ولكنها واجبة عندهم، فهم يفرقون بين الفرض والواجب حسب قوة الدليل. وترك الواجب له أحكامه التي لن تفيدك في الوسواس في شيء.. أنت اقرئي مرة واحدة دون تدقيق، حتى لو شعرت أنك مخطئة، وصلاتك على ما يرام، وهذا عند كل المذاهب
5- الفرق بين الشك والوسواس:
قلت لك إذا كان الشخص موسوسًا فكل شكه يندرج تحت حكم الوسواس، ولا ننظر إلى التفاصيل ولا نبحث، ولو فرضنا مرت حادثة كانت شكًا حقيقيًا فإنه يتسامح فيها للمشقة لأجل العلاج، فلا تقلقي... وكل شك يأتي في عبادة واحدة هو وسواس واحد، فإذا كنت تشكين أحيانًا في وصول الماء، وأحيانًا في غسل العضو، وأحيانًا في عدد مرات الغسل، فكل هذه الشكوك نحسبها وسواسًا واحدًا لأنها جميعًا في الوضوء. ذلك أن الوسواس يريد أن يقنعك ببطلان وضوئك بأية وسيلة، فإذا حاولت التغلب عليه في شكل من أشكال الوسواس، أتاك بشكل آخر، والمهم أن تكون النتيجة: وضوؤك باطل!!
ثم، ما شكل هذه الثنيات التي تنطبق على بعضها إلى درجة منعها لوصول الماء إلى داخلها؟!! مثل هذه الثنيات أو التي أصبحت طيات، إنما تكون عند من فاق وزنهم 150 كغ، ويحصل بينها تسلخات، وإلا فلا يوجد شيء اسمه ثنيات تمنع وصول الماء!
6-الرخص:
نعم، يجوز لغير الموسوس ومن غير ضرورة قاهرة، أن يتبع سنية إزالة النجاسة، أو أي رخصة أخرى لكن دون أن يصبح دأبه وديدنه تتبع الرخص. فالذي لا يجوز لغير الموسوس هو "تتبع" الرخص، والتتبع يعني ملاحقة الرخص في جميع المذاهب، والعمل بها ليتفلت من ثقل التشريع عليه دون تأنيب ضمير، قهو يقنع نفسه أنه (متبع للشرع!)، لأجل هذا يقولون إن متتبع الرخص فاسق.. أما اتباع رخصة معينة في مذهب ما، فهذا لا شيء فيه. على أنه عمليًا، من كان لا يتتبع الرخص، ثم يختار رخصة واحدة يعمل بها، لا يختارها إلا لسبب دفعه إلى ذلك، وليس لمجرد التشهي فلا يوجد شيء اسمه اتباع رخصة لغير حاجة أو ضرورة.
أما الموسوس يا رعاك الله، فعليه أن يتتبع الرخص فيما يتعلق بوسواسه، فإذا أصابه وسواس جديد، تتبع الرخص فيه أيضًا، وهو الأفضل بالنسبة له، وقد يصبح التتبع واجبًا في حقه إن كان من أصحاب الوساوس الشديدة التي تكاد تجعله كالمجانين وفاقدي العقل.
7-نية الصلاة:
التلفظ بنية الصلاة باللسان عند الإنسان العاقل غير المخطئ ولا الناسي، يستلزم بالضرورة حضور النية في القلب، لأنك لولا استحضارك للنية وتذكرك لها لما نطقت بها إراديًا. هذا شيء، والشيء الآخر أن مجرد توجهك إلى الصلاة يعتبر نية، حتى لو لم تتلفظي بلسانك، ولم تحاولي الاستحضار بقلبك.. وإذا اقتنعت بهذا، وقمت بتطبيقه زال التردد حتمًا؛ فضلًا عن أن تردد الموسوس لا أثر له على النية أصلًا. فحتى لو لم يزل التردد بعد تطبيق ما سبق، فهذا التردد لا يضر وصلاتك صحيحة.
8- الأخذ بسنية إزالة النجاسة:
جواز الأخذ بحكم سنية إزالة النجاسة لا يقتصر على الموسوسين، هو حكم عامّ للجميع، لكن الموسوس يلزمه الأخذ بهذا الحكم، أما غيره فهو مخير أن يأخذ به أو بغيره.. أما هذا الكسل في التنظيف والتطهير فمرده إلى الوسواس، لأن الذي يرهق نفسه في طقوس الوسواس من الطبيعي أن يملّ ويتكاسل عن العمل كله بعد ذلك، وهذا يحدث عند عدد من الموسوسين. استنجي بسرعة ولا تهتمي، وما شككت بوصول الماء إليه فلا يضر على القول بسنية إزالة النجاسة.
9- انتشار النجاسة:
إذا أخذت بحكم سنية إزالة النجاسة، فعليك من نفسك، أنت تطبقين حكمًا شرعيًا، ومن يطبق حكمًا شرعيًا لا يأثم ولا ذنب عليه. وأهلك بالغون عاقلون، عندما يعتقدون وجود نجاسة في المنزل بسببك، أو بسبب غيرك، فعليهم التطهير وليس عليك. افعلي ما يخصك، واتركيهم يفعلون ما يخصهم.
10- اللزوجة:
ما تشعرين به عند مرور الماء غريب!! إذا كانت بشرتك دهنية، وكنت تغتسلين قبل تنظيف جسمك بالصابون، فهذا ما تفرزه بشرتك كالعرق، وليس له أثر البتة على صحة الغسل، ولا تمنع وصول الماء "منطقيًا" وشرعيًا. وإن لم تكن بشرتك دهنية، أو كنت تغتسلين بعد تنظيف جسمك بالصابون فهذه مجرد أهلاس حسية غير موجودة في حقيقتها! وربما إذا كنت تضعين البلسم قبل الغسل فهي نعومة البلسم على جلدك... المهم جميع ذلك لا يؤثر على صحة الغسل ولا يمنع وصول الماء، ولا يجب عليك الدلك.
11- الصوم:
بالنسبة لوجوب البصق، هو أمر خلافي، ولم يوجبه الشافعية، وقالوا مجرد مجِّ الماء من الفم كافٍ، وما تشعرين به إنما هو رطوبة الماء وليس الماء نفسه، وأنت عبرت عنه بالبرودة على جدران الفم. فلا داعي للبصق، لأنك كموسوسة إذا ابتدأت البصق فلن تنتهي منه!! وهذا الكلام ينطبق على المضمضة وعلى شرب الماء.. أما الماء على الشفتين فلا تبتلعيه، دعيه يجف بنفسه... وأخشى أن أقول لك جففيه أنت فعادة ما تهترئ شفتا موسوسي الصيام من كثرة التنشيف والبصق
12- مشقة بسيطة في الوضوء والأخذ بالرخصة:
يا حبيبتي أنت!! إذا كان ما تفعلينه وسواس بسيط، فما هو الشديد برأيك؟!!!
بالنسبة لصحة الوضوء، احمدي ربك أن الماء يجوز استعماله في الوضوء أكثر من مرة عند المالكية. لكن كفي عن هذا الفعل الذي يضر بك صحيًا ونفسيًا من أجل الوسواس، وفيه من القذارة ما أنت في غنًى عنه.
علاجك أن تغسلي ذراعيك وقدميك مرة واحدة عند الوضوء، ويكفي الموسوس أن يشعر بوصول الماء إلى أعضائه بنسبة 50% ليكون وضوؤه صحيحًا، بعبارة أخرى: شك الموسوس بوصول الماء إلى أعضائه كافٍ في اعتبار وضوئه صحيحًا. وطبعًا هذا الكلام ليس من عندي وإنما ذكره علماء الفقه في الكتب المعتمدة.
أهلًا وسهلًا بك دائمًا وأرجو لك تمام العافية