أنا أعاني من التلعثم مع الناس الذين لا أعرفهم، والخوف أحيانا والخجل وكثرة التردد وعدم القدرة على أخذ القرارات ومواجهة التحديات، وعدم الاستطاعة أن أترك شيئًا تعلقت به مثل النت أو صديق.
وغالبا ما أفشل في اتخاذ القرارات، وأنا أيضا عاطفي جدًّا، وأشعر دائما أني مظلوم ومضطهد؛ لأني تربيت على القسوة والتربية الصارمة التي لم يكن لي فيها أي حرية، بل كان الضرب والتعنيف والمشاكل بسبب أبسط الأمور؛ لأن والدي عصبي جدا ولا أحد يستطيع أن يكلمه، وأمي كانت بعيدة عنا ولم تكن عاطفية تبادلنا الحب والحنان؛ فنشأت قلقًا نفسيا وسريع الإحباط والحماس لأي عمل،
وسبق أن أصبت بوسواس قهري ولم أذهب للطبيب.
أرجو الإرشاد ماذا أفعل لأتغير؟
31/7/2024
رد المستشار
مرحبًا بك على صفحة استشارات مجانين.
يُعتبر التلعثم من المشكلات الشائعة في الطفولة والتي يمتد أثرها إلى الرشد، فالتربية الصارمة والعقاب البدني أو العاطفي يكون له أثر سلبي على الأبناء.. ومن المفيد أن أوضح أن الأسرة ليست هي العامل الوحيد المؤثر على الأبناء؛ فهناك المدرسة والأسرة الأكبر (التي تشمل الأجداد والأعمام وغيرهم) والمسجد والإعلام والأصدقاء.. كلهم لهم تأثير قد يعادل دور الأسرة.
المعنى الذي أريد أن أوصله إليك وإلى من لديهم مشكلات مماثلة أو حتى مختلفة هو أنه آن الأوان أن نأخذ نحن بزمام الأمور، وأن نعمل على مساعدة أنفسنا لتخطي المشكلة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الحلم بالتحلم، وإنما الصبر بالتصبر، وإنما العلم بالتعلم"، وهذا معناه أن الإنسان يمكن أن يكتسب صفات أو مهارات جديدة لم تكن لديه وإن بدا أنها صعبة كالصبر والحلم.
ما تحتاجه هو التدرب على مهارات "التخاطب"، وهناك فرع في الطب النفساني متخصص في موضع التخاطب، وكثير من الاختصاصيين النفسانيين يقدمون تدريبات تساعد من لديهم مشكلات في النطق، أما بالنسبة لموضوع التواصل ففيما يلي بعض الخطوات المفيدة:
* التحدث الإيجابي مع الذات: تحدث بينك وبين نفسك بطريقة طبيعية، فمثلا "عندما أكون مع الآخرين أفكر في حبي للناس بدلا من أن أفكر في أفكار سلبية".
* انظر إلى نفسك بنظرة جديدة: وركز على إيجابياتك ستجد منها أنك إنسان عاطفي، ولديك صداقات تحافظ عليها، وكم نفتقد هذه الأيام إلى أشخاص عاطفيين ولديهم هذا القلب الطيب!.
* كون صداقات جديدة عن طريق تنمية مهاراتك الاجتماعية بطريقة بسيطة ومحددة كأن تبدأ الاهتمام بالآخرين من خلال الإصغاء الجيد لهم والابتسام (قال الرسول صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك صدقة)، وهز الرأس واتصال الأعين؛ فذلك يزيد من تقبل الآخرين لك، ثم وجه أسئلة مفتوحة مثل: "عملتوا إيه امبارح؟".
* غير فكرتك عن نفسك وغير الصفات التي أطلقتها عليها، واعتقدت في صحتها وما زلت تتذكرها مثل "الخجل والتردد"، واستبدل بها أفكارا إيجابية مثل: "استطعت التعرف على زملاء جدد، وما أمر به فترة مؤقتة ستنتهي... إلخ".
ومع إحراز التقدم في التعامل مع الناس وفي التركيز على نصف الكوب المملوء ومع الاشتراك في أنشطة اجتماعية وخيرية ستزداد ثقتك بنفسك وسيقل الخجل.
وأخيرًا أود أن أوجهك إلى حضور جلسات العلاج النفساني الجماعي، فمشكلات التعامل مع الغير ومشكلات تخفيض تقدير الذات تحتاج إلى مقابلة مع الناس وجها لوجه، أكثر من استشارة مكتوبة.
هذا النوع من العلاج مفيد جدًّا، وهو يعتمد على التواجد مع مجموعة من الأشخاص إضافة إلى المعالج المتخصص، وكل المجموعة تساعد بعضها خاصة العضو الجديد، فأنت في حاجة إلى مجموعة تحتضنك وتقلل من قلقك وتعتبر نموذجًا للمجتمع من حولك، ومع التدرب وسط المجموعة يكون من السهل إنهاء العلاج والعيش بسلام.
وتابعني بأخبارك.
اقرأ أيضًا:
تلعثم منذ الصغر
من التلعثم إلى انعدام الشخصية م. مستشار
التلعثم والتأتأة وشيء من القلق
التلعثم والتسحج وخطايا السيد الوالد!