سلس الريح المتقطع
السلام عليكم، أتمنى من حضراتكم أن تفيدوني... أنا مشخصة بمرض الوسواس القهري، رحت للدكتور من شهرين وإداني دواء فافرين 200 وحاسة بتحسن الوسواس اللي رحت عشانه للدكتور، هو وسواس مختلف عن اللي باعته عنه بتوسوس في الحلال والحرام عموما أنا من صغري موسوسة بأمور كثيرة ومفيش مجال إني أحكيها...
المهم السؤال اللي أنا باعتاه عن الصلاة من أول ما صليت من عمر 12سنة يمكن لاحظت أنه بخرج غازات كتير وغازاتي بدون صوت ولا رائحة وكنت أعيد الوضوء وكل من في البيت ينتقدني لحد ما سألت شيخة وقالت لي ما تعيدي إلا إذا سمعت صوت أو شممت رائحة...
وارتحت جدااا وعشت سنين أصلي بدون مشاكل لكن اكتشفت بعد كدة إن برضه في غازات بتخرج مني ومش بعيد الصلاة بس في غازات برضه إذا ده مش وسواس بحثت عن النت وعرفت إن في حالة اسمها سلس ريح وأصلي بعد دخول الوقت، ارتحت جدا وعشت سنين كده عادي مع وجود وساوس تانية في أمور دينية وغيرها...
المشكلة إن من حوالي سنتين ابتديت أركز في موضوع الغازات وابتديت أحس إنها أحسن وبتنقطع عني، وهنا ابتديت أركز مع نفسي في فترة ألاقي الغازات خرجت مرة واحدة في الصلاة وفترة تبقى مرتين وفترة تلازمني طوال اليوم غازات كتيرة وفترة تيجي في صلوات وصلوات لا... وفترة تنقطع ومبقتش عارفة أعمل إيه؟؟
قرأت في فتوى إنه لازم أنتظر وقت تهدأ فيه الغازات وأصلي وهنا حسيت بمعاناة والمعاناة الأكبر لما أكون في صلاة ويخرج مني حدث مرة واحدة فأقول مش هعيدها...
أنا أعاني من صغري مع الغازات ودي حالتي وأخلص صلاة ويبدأ تأنيب الضمير أنت كويسة أهو الغازات خرجت مرة مروحتيش أعدت الوضوء ليه؟!! وبقيت أعيد الصلاة أوقات ألاقي نفسي عادي وأوقات ثانية تخرج جامد وأوقات أحس أن الحركة بتخرجها في الصلاة... وأوقات أحس إن التوتر بيخرجها وأوقات ثانية تمام مفيش حاجة...
أعيد وضوئي أكتر من مرة، في صلوات أقول تمام أنا كدة صاحبة سلس وأوقات ثانية وضعي يبقى كويس جوزي قال لي لما تزيد عليك صلي ولما تبقى خفيفة روحي اتوضي ومش عارفة ده صح ولا لا؟؟ أنا كنت مرتاحة قبل ما أسمع الفتوى دي وبصلي وخلاص... أو قات ببقى عاوزة أقيم الليل ولما ألاقي غازات أو قف... ونفسي أرجع زي ما كنت.
هل أنا معذورة لأني مريضة وسواس قهري أساسا؟
هل أصلي وخلاص ولا أعمل إيه؟!
10/10/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "إيمو إيمو" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أعتذر بداية عن تأخرنا الطويل في الرد على استشارتك فقد أحلناها إلى د. رفيف الصباغ وكان ذلك قبل انتصار الثورة السورية المجيدة، ولأن الظروف الحياتية في دمشق وقتها كانت في منتهى السوء فقد كانت رفيف تتأخر طويلا، ولكن السائل يحظى برد من ذات السطور الذهبية في النهاية، لكن يا للأسف فقد دهمتها المنية صباح الأحد 28 شوال 1446- 27 أبريل نيسان 2025، وأصبح لزاما عليّ أن أرد على ما لم ترد عليه الفقيدة يرحمها الله، لكنني سأرد كطبيب نفساني (وليس كعالم فقه) بما يفيد إن شاء الله، فلا تنسوها من دعائكم.
طبعا وبالتأكيد حضرتك معذورة لأنك مريضة وسواس قهري، والحقيقة الطبية هي أن سلس الريح وسلس الريح المتقطع هي حالات لا يمكن تشخيصها لا في مريض الوسواس القهري الديني ولا حتى في مريض متلازمة أو اضطراب المرجع الشمي Olfactory Reference Disorder أي المرضى الذين يوسوسون أو يعتقدون أن رائحة سيئة تصدر عن أجسادهم، والخلاصة أن كل الكلام الموجود والمتداول عن هذا الأمر على ألسنة الفقهاء ومقدمي الفتاوى إنما يتعلق بالأصحاءعقليا، وكذلك حديث سيد الخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا، فأشكَل عليه، أَخَرَج منه شيءٌ أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا)) صدق صلى الله عليه وسلم هذا الحديث إنما يتعلق بالأصحاء عقليا وليس من ضمنهم مرضى الوسواس القهري.
اقرئي على مجانين:
وساوس العبادات: وسواس خروج الريح!
وساوس المبطلات: وسواس خروج الريح!
وسواس خروج الريح: الشعور الحسي بخروج الريح!
وسواس خروج الريح: لا شك ولا يقين! بل تصريح!
وسواس الريح وعذاب الوضوء: ريحك لا ينقض الوضوء!
وسواس خروج الريح: إعفاء مفتوحٌ صريح!
إذن لديك إعفاء مفتوح صريح ومستمر بغض النظر عن استمرار "السلس" أو انقطاعه لأن الوسواس مستمر، وقدرتك على التمييز بين الوسواسي والحقيقي معطوبة، ومعرضة للإحساس الجسدي الكاذب بخروج ريح وربما حتى شمها أو سماعها كل هذا ممكن الحدوث للمريض فيصبح عاجزا عن التمييز، ولهذا يسقط عنه التكليف، إذن توضئي وصلي دون انشغال بالريح خرج أو لم يخرج وإياك وشد نفسك لمنع خروج الريح وإياك كذلك من الوقوع في فخ أنك تتعمدين أو فخ أن عليك منع نفسك ما دمت تستطيعين، أو أنك لا تستحقين الرخصة كل هذه حيل قد يحاولها الوسواس معك فانتبهي لها وتجاهليها.
أخيرا المشكلة هي مرض أو اضطراب نفساني يجب أن تستكملي تشخيصه وعلاجه مع طبيب ومعالج نفساني واقعيا أو على الأقل عبر التواصل المرئي إن لم تجدي الخبير المناسب قريبا من محل إقامتك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.