أحييكم على هذا الموقع الثري وأود استشارتكم في أمرين محددين، هما:
1. مسألة النوم
2. مسألة الانفصال عن طريق السفر، فلقد بدأ بعض الاضطراب في النوم بالنسبة لطفلتي منذ عمر سبعة أشهر تقريبا، حيث كانت تستيقظ ليلاً كل ساعة أو ساعة إلا ربع تقريبًا، ونظرًا لآلام ظهري الناتجة من الجلوس فترة طويلة للإرضاع فإنني قمت بتركها تنام معنا في سريرنا، وندمت بعدها أشد الندم لخوفي المستمر عليها عندما تنام قبلنا، حيث نضطر لإحاطة السرير كله بالوسائد حتى لا تقع ونطمئن عليها كل فترة فضلاً عن عدم الراحة أثناء النوم، فحاولت نقلها لسريرها بعد نومها ولم تنفع الحيلة في أغلب الأوقات، ثم صممت على عدم حملها عند استيقاظها والاكتفاء فقط بتهدئتها وقراءة القرآن عليها بصوت هادئ والمسح على جسمها لتطمئن، وفعلت هذا مرة واحدة، ولم أستطع الاستمرار لتأثري الشديد بطريقة بكائها الذي لم يكن عاديًّا، حيث كان نحيبًا يدل على حزن شديد ورجعنا على ما كنا عليه!!
واستمرت على ذلك حتى قاربت عامها الأول، وتركتها في إحدى المرات لدى أمي التي تحبها كثيرًا، وسافرت لمدة ليلتين وصفت لي أمي بكاءها تمامًا على النحو السابق، مع ملاحظة أن هذا البكاء كان يظهر في فترة نوم الليل فقط، وفي الصباح تكون كل الأمور طبيعية للغاية، ولكنها اعتادت تقبل فكرة السرير المنفصل ومنذ ذلك اليوم (أسبوعان تقريبًا)، وأنا أحرص على إرضاعها حتى تنام في حضني، ثم أنقلها لسريرها حتى اعتادت ولله الحمد على ذلك.
ولكن نومها ليلاً يتفاوت بين الاستيقاظ عدة مرات ليلاً وبين النوم المتواصل الجيد لعدة ساعات وبين الاستيقاظ فجرًا دون رغبتها في مواصلة النوم، رغم عدم نومها الكافي أثناء النهار أحياناً فصممت على أن أتبع مشورة أحد أطباء الأطفال بتركها تبكي حتى تنام لتتعلم النوم وحدها، وحتى تقل فرص استيقاظها ليلاً، وطبقت ذلك على نوم القيلولة، حيث حرصت على إرضاعها وتركتها في سريرها، وظلت تبكي وأنا أهدئها بين الحين والآخر وأربت عليها، ولكنها استمرت ببكاء شديد ونظرات حزينة للغاية حتى وصلت حد الاستفراغ ثم نامت بعدها.
ولكنني أحسست بعدها بتأنيب شديد وشعور قاسٍ بالذنب فعزمت عزمًا لا رجعة فيه على أن أكتفي فقط بما وصلت إليه، أي إرضاعها حتى تنام، ثم وضعها في سريرها وتحمل كل الأوقات التي تستيقظ فيها بعد ذلك، وصممت كذلك على ألا يؤثر على شعوري بالذنب في الانتكاس، أي زيادة الرعاية والتدليل المفرط، والحمد لله الأمور سائرة على ما يرام حتى الآن.
ولكنني ما زلت أتساءل: هل من الممكن أن يؤثر كل ذلك على صحة ابنتي النفسية؟ وما هي المؤشرات التي يمكنني ملاحظتها والتي يمكن أن تعطيني دلالة على أي اضطراب لا سمح الله؟ لأن شعوري بالذنب كبير جدًّا، خاصة عندما أتذكر طريقة بكائها واستفراغها.
السؤال الثاني هو: مدى قابلية الطفل في هذه السن لانفصال والديه عنه بالسفر وتأثير ذلك النفسي عليه، والمدة المسموحة، وكيفية التهيئة، علمًا بأن السفر سيكون لمدة أيام معدودة مع ترك الطفلة مع أهلي الذين تحبهم كثيرًا.
ملاحظات: أقضي أغلب أيامي معها فيما عدا يومين في الأسبوع أدرس فيهما دراسات عليا من 7 صباحا إلى 2 ظهرًا، وتكون فيهما لدى والدتي، كذلك أحب الإشارة إلى أنه لا يبدو عليها أي تأزم أو تعلق زائد بي ولله الحمد، كما أنها تتمتع بصحة وتوافق اجتماعي جيدان ويشاركني والدها في تربيتها بحب ويقضي أغلب الأوقات معنا (ساعات مكوثه المذكورة سابقًا تقديرية).
الملاحظة الأخيرة: قرأت العديد من استشاراتكم حول النوم وعلى رغم انتفاعي الكبير بها إلا أنها خلقت لدي بلبلة ففضلت إرسال الاستشارة حتى يراعي الرد الفروق الفردية التي يتميز بها كل سؤال
مع جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرًا.
26/11/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة "حنان" حفظها الله، السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد،،،
أشكرك على ثقتك في طلب المشورة، وسأحاول أن أساعدك فيما يخص كلا الجانبين: النوم والانفصال المؤقت عن طفلتك.
أولاً: مسألة النوم
من الواضح أنك أم حريصة جدًا على توفير الراحة النفسية والجسدية لطفلتك، وهذا أمر إيجابي، لكن شعورك بالذنب قد يسبب لك ضغطًا نفسيًا غير ضروري.
1. تأثير ما حدث على الطفلة
ترك الطفل يبكي لفترات طويلة قد يسبب لهم ضغوطًا عاطفية إذا استمر بشكل متكرر ودون استجابة، لكنك سرعان ما استدركت الموقف وعالجته بشكل جيد.
طالما أن طفلتك تُظهر توافقًا اجتماعيًا جيدًا وصحة نفسية مستقرة (مثل اللعب بشكل طبيعي، الابتسام، والارتباط بك وبوالدها بطريقة معتدلة)، فلا داعي للقلق.
2. تحسين عادات النوم
الروتين المنتظم: حاولي أن يكون هناك روتين محدد للنوم (حمام دافئ، قراءة قصة، تهدئة قبل النوم).
الاستيقاظ الليلي: استيقاظ الطفل ليلاً أمر شائع في هذا العمر. استجيبي بهدوء دون إطالة التفاعل، مما يساعدها على العودة للنوم بشكل أسرع.
مراقبة التعب والإرهاق: إذا كانت طفلتك تستيقظ فجراً، فقد تكون بحاجة إلى تقليل النشاط البدني المفرط قبل النوم أو التأكد من أنها لا تنام متأخرة جدًا.
3. المؤشرات الدالة على اضطراب نفسي
بكاء مفرط أو مستمر دون سبب واضح.
فقدان الشهية أو التراجع في النمو الجسدي.
سلوكيات انسحابية (مثل تجنب التواصل معك أو مع الآخرين).
إذا ظهرت أي من هذه العلامات، استشيري طبيبًا نفسانيًا مختصًا للأطفال.
ثانيًا: مسألة الانفصال المؤقت (السفر)
1. تأثير الانفصال على الطفلة
في عمر السنة، الأطفال يطوّرون مفهوم الثبات العاطفي (أي أنهم يفهمون أن غياب الأم ليس دائمًا)، خاصة إذا كانوا في بيئة آمنة ومألوفة.
طالما أن طفلتك تحب أهلها وتشعر بالأمان معهم، فإن الانفصال لعدة أيام لن يسبب لها ضررًا نفسيًا كبيرًا.
2. المدة المقبولة للانفصال
الانفصال لمدة 2-5 أيام عادةً يكون مقبولاً للأطفال الذين تربطهم علاقة جيدة بأهلهم أو القائمين على رعايتهم.
إذا كانت الفترة أطول، حاولي أن يكون هناك تواصل منتظم عبر مكالمات فيديو لرؤيتك وسماع صوتك.
3. كيفية التهيئة للسفر
تحدثي مع طفلتك (حتى لو لم تفهم كل شيء) عن سفرك بشكل بسيط، مثل: "ماما ستسافر قليلاً، وستقضين وقتًا ممتعًا مع جدتك."
احرصي على أن يكون لديها ألعابها أو أشياءها المحببة.
دعيها تقضي وقتًا مع أهلك في وجودك قبل السفر لزيادة شعورها بالاطمئنان.
4. شعورك الشخصي بالذنب
تذكري أن توفير وقت لنفسك أو لأمور أخرى لا يعني أنك مقصرة كأم. الاهتمام بنفسك وباحتياجاتك يساهم في تعزيز قدرتك على العناية بطفلتك بشكل أفضل.
خلاصة المشورة
1. ما قمتِ به في تحسين عادات النوم لطفلتك إيجابي، واستمرارك في بناء عادات نوم صحية سيعود بالنفع عليها وعلى أسرتك.
2. لا تخافي من ترك طفلتك لمدة قصيرة مع أسرتك؛ المهم أن تكون بيئتها آمنة ومألوفة.
3. استمري في مراقبة أي تغييرات في سلوكها لتطمئني على سلامتها النفسية.
4. كوني متصالحة مع نفسك، واعلمي أن الأخطاء الصغيرة في التربية جزء طبيعي من رحلة الأمومة.
أسأل الله أن يبارك لك في طفلتك وأن ييسر أمورك، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
واقرئي أيضًا:
بنتي وطرقة نومها