هل في أمل للعلاج السلوكي؟ أم أحتاج دواء؟
سلام عليكم شكرا للموقع الرائع تواصلت من سنين معكم وقد إيه متفاهمين ربنا يقويكم على المجهود الرائع..
١) كنت متعلقة بأبي جدا وأصغر أخواتي ولكنه هجرنا منذ كان عندي ١١ سنة وظل في الخارج يعمل وتركنا وزياراته كانت شبه منعدمة وقليلة جدا انقطعت اتصالاته بعدها ومهما أمي كانت تبكي وتشكي لا فائدة ولما جه جه بس لأخذ فلوس من أمي عشان يسدد ديونه ولكن اكتشفنا أنه مش صحيح.. واختفى تاني واكتشفنا عند بلوغي أنه على علاقات نسائية المهم الموضوع ده أول نقطة في صدمتي في أبي عدم تواجده حتى عند تقدم الشباب للخطبة من أختي أو لي لم يتواجد ويتحجج ويقطع الاتصالات بنا..
وأخي الكبير تبعه في نفس الموضوع وللبحث عن وظيفة وانقطعت علاقاتنا بهم الـ ٢ حسيت وقتها إن أنا وحيدة أنا وأختي وأن رمز الرجولة والقيادة والحنان انكسر بل ظهري انكسر وأصبحت وحيدة لأواجه مصاعب الحياة وحدي وأتلقى صدمة تبريراتي الدائمة بصدمة الحقيقة الأب الغائب والابن الغير مبالي.. ده أولا
٢) قريبتي أصيبت بالجن وتعالجت الحمد لله وقد تكون نسيت الواقعة أصلا منذ كنت ١٠ سنوات العيلة كانت بتحكي تفاصيل عن شكلها وأسلوبها وكلام رعب حقيقي وبيسردوها لحد وقت قريب من باب الضحك بس أنا ده من الصغر كبر عندي أصبح الفوبيا من الظلام.. خصوصا أني كنت بالخارج ورجعت مصر والبيت غريب علي مع القصص دي بنام إلى الآن في النور وعندي هاجس دائم بوجود جن مرافق قد يكون من قريبتي التي تسكن نفس العمارة..
الموضوع تطور وازداد رؤيتي حاليا بخيالات ظل خفيفة ومش دائمة وإحساسي بشيء من القشعرة وسرعات ضربات القلب والهلع خصوصا مرة شعرت بحركة على ملابسي.. الموضوع حاولت أفسره أنه كهربا استاتيكية ولكن ملابسي قطنية أنا بقرأ القرآن وبحصن نفسي وأحاول فهم هل هذا مرض من الوسواس أو أنه مس؟ بقرأ القرآن وبصلي ولكن بتقطع بصراحة. للعلم إذاعة القرآن في غرفتي دوما حاليا أنا حلمت أني مش قادرة أتحرك وبحاول الاستيقاظ ولكن تزامن مع إحساسي في خلال ذلك بمسح على الغطاء وثقل والمسح واضح.. الموضوع تسبب في رعب ليا خصوصا أني بقيت أنا وأختي أوقات متقطعة بنسمع امي تنادي من بعييييد جدا كأنه هاجس وزاد رعبي عند تأكيد أن أختي تسمع نفس الصوت أوقات ولكنها لا تبالي!!.. أحاول ألاقي تفسير علمي من حضراتكم قبل الحكم على أي شيء من باب الغيبيات أم أني مريضة؟
٣) تعرضت لأزمة عاطفية منذ زمن لأني حبيت شخص وكان مشروع خطبة وتعلقت وحاربت الدنيا عشانه وهو كان مليان وعندما أنا امتلأت تركني وأبويا رفضه عشان فارق السن بس هو لم يحارب لأجلي أعلم أن الله اختار الأفضل بس حبي ليه وتعلقي بيه كسرني وهز ثقتي في نفسي وتخنت أكتر دلوقتي بكتير وأصبت بمرض مناعي بأخذ ليه كورتيزون ملأ جسمي أكتر وكثير من الدكاترة رفضوا حالتي بسبب الأدوية المناعية والكورتيزون
عاوزة أرجع زي زمان أنا بطلت أخرج وبطلت أقابل حد وباأتحجج دايما لعدم مواجهة الدنيا أو حتى أمارس هواياتي عشان شكلي الحالي ووزني ورحت لأكتر من دكتور بينصحوني أنه طعام عاطفي.. مللت من الدكاترة واستسلمت ولن أحارب مجددا وقد هرمت الحرب مع كل المشاكل دي حاسة أني في وسط صحراء رغم وجود الناس وأمي وإخوتي ولكني وحدي!
٤) أريد العلاج ونصحني أحدهم أن أروح لزمالة علاجية في مصر هل هي مفيدة من وجهة نظركم أم أنها مجرد سرد خبرات ولا ليها داعي وهل فيها خطورة؟ وهل تنفع في حالتي؟
..لا يوجد سالفة لزيارة طبيب نفسي
..لا أتعاطى إلا الكورتيزون والأدوية المناعية والضغط والسكر أحيانا وأدوية معدة وكوليسترول.
..علاقتي بالمنزل جيدة ولكن الحمل كله علي لأن أختي تعمل وأنا لا أعمل حاليا وأهتم بوالدتي والمنزل أختي علاقتي بيها أيام فقط أيام إجازاتها فهي منعزلة قليلا ولا نتشارك إلا الأحاديث العامة العادية أو مشاهده أفلام أو الخروج قليلا عند إجازتها إنما أي خصوصيات منقطعة بيننا.
..أعتقد أن إجابة استفساركم عن تاريخ مرضي للأمراض النفسية لا أعلم لعدم استشارة طبيب ولكن أعتقد أمي مريضة تكنيز للأشياء وأختي مريضة نفسية منذ صغرها كانت دائمة الإحساس أننا نكرهها ولا نحبها ولكنها تقول أنها تتعالج.. لا أعلم.
بعد كل ما سبق هل هناك أمل في عودة ضحكتي وأن أعود كالسابق أبتسم من القلب أم أن انكساراتي وصدماتي تحول دون ذلك.. أريد أن أشعر داخليا بالرضا والتقبل للذات ومواجهة الأصدقاء بحرية بدون تفكير عميق أو تجنب الأشخاص مع العلم أنا بخرج من المنزل بس مش حاسة إني زي زمان وفقدت الشغف لشراء ملابس أو إسعاد نفسي.
..أمارس الرياضة وأذهب للصالة الرياضية كل أسبوع لتحسين صحتي قليلا.
أعمل ولكن امتنعت عن الذهاب لأسباب مرضية وحاليا في المنزل ولا أخرج وأصدقائي تزوجوا سافروا.
لا أخرج إلا قليلا جدا ولا أشعر برغبة في التجديد وأفتقد شعور السعاده.
أفضل العلاج السلوكي وأتمنى التوجيه.
شكرا لكم أوي وبالتوفيق
9/12/2024
رد المستشار
الأخت المستشيرة
انتهيت صباح اليوم من الإجابة على استشارة بعنوان: بؤس الماضي أم سؤال: إذن ماذا؟
ولا تخفى عليك نقاط التشابه بين قصتك وقصة المسترشدة الأخرى، ومفترق الطريق الذي تقفان فيه: هل نستسلم لقصص الماضي البائس ندور فيها ونغرق في تفاصيلها وآثارها أم أنه قد جاء أوان التحرك لمساحات جديدة والإحساس بنبض جديد للحياة؟؟
تستخدمين لفظا كثيرا ما يمر أمامي لوصف أحداث مرت بك، وأدعوك للتأمل في تجليات اللفظ وآثاره النفسية.
عندما نستخدم لفظ «كسرني» أو كسر ظهري أو ما شابه فإننا مباشرة نستدعي شحنات عاطفية وتجليات معاني مقبضة تفترض أن الإنسان مثل طبق بورسلين والأحداث المفاجئة التي تأتي على غير توقعاته أو مزاجه أو راحته... تكسره!!
فهل هذا الكلام له مصداقية علمية أو نفع حياتي؟؟
في الواقع تياران -على الأقل، أحدهما يرى أن الصدمات أو الرضوض النفسية لابد أن تترك فينا آثارا تشبه كسور طبق البورسلين وجهود التعافي والعلاج تحاول ترميم ما تهشم، والتيار الثاني يرى أن الصدمات لا تفعل هذا بالضرورة لأن الإنسان من عجينة أكثر مرونة وقدرة على التعلم والاستيعاب والنمو والنضج استفادة من كل ما نمر به من أفراح ومباهج أو آلام وشدائد!!
التيار الأول هو الغالب السائد حولنا للأسف ومن نتائج سيادته أننا تحولنا إلى مجموعات من الحزانى المجاريح العاجزات والعاجزين في انتظار أن يأخذ أحد بأيدينا في رحلة تعافي قد تطول..
وأنا لا أتحيز لأحد التيارين بمقدار ما أرى أن الصدمات يمكن أن تفعل بنا ما نقرر أن نتعامل معها به!!
وما مر بك هو مثال لما أحاول شرحه هنا...
الأب المتخلي عن دوره ومكانه والمخيب لآمال ابنته - فوبيا الظلام وتلبس الجان إلى درجة الهلاوس أحيانا -التعلق المرضي بشخص متخلي- الأمراض الجسدية والمناعية- العزلة الاجتماعية- العزوف عن ممارسة أية هواية أو أي اهتمام من مجالات الحياة المختلفة!!
هذه الأمور هي مادتك الخام لتكوين حاضر ومستقبل، ولا سبيل إلا بالحركة التي تبدأ بضبط النوم توقيتا وكما وعمقا، وضبط الطعام، وتجدين في موقعنا ما يرشدك لهذا...
وحركة الجسم بممارسة التمارين المنزلية والمشي لمسافات في الوقت والمكان المناسب.
بشكل عام.... الزمالة العلاجية لو حققت المساندة والدعم فأنعم بها... ولا أدري عن تفاصيل الزمالة المتاحة أمامك.
وبشكل عام أيضا فإن نظرتك للماضي وأحداثه وظهرك الذي تتخيلين أنه انكسر عدة مرات، والنظر إلى قصص الماضي على أنها منجم المعاناة والألم الذي نصنع منه حجارة الارتقاء ومسارات النضج والنمو بهضمه واستيعابه وتأمله وتجاوزه....
تغيير النظرة نقطة أساسية في رحلة حياتك.
الخروج للتفاعل الاجتماعي خطوة تالية ومهمة، لأن البقاء في البيت بلا عمل بغرض الكسب، ولا ممارسة هوايات، ولا تلامس مع الحياة بتفاصيلها لن يأتي بأي تعديل أو تطوير..
المتابعة العلاجية المناسبة تعينك، ولا أدري ما المتاح أمامك من وسائلها!!
ولا أريد أن أسترسل أكثر حتى لا أطيل عليك، ولكن تابعينا بأخبارك، والسلام.