المأساة الشهرية
لا أستطيع أن أستمر على ما أنا عليه شهريًا. الحيض لدي ليس بمنتظم بتاتًا لا في التاريخ ولا في المدة ولا في ظهور علامتي الطهر (القصة البيضاء والصفاء التام)، فكيف أطهر؟
لا أظن أنه قد يمر يومًا من حياتي دون نوع من الصفرة ولا أظن أنني قد رأيت في حياتي القصة البيضاء فما الحل؟ ولكن ربما استعجال، ربما قلق، ربما سيحصل هذا الطهر الذي تراه كل امرأة سواي. تعبت من السؤال، وتعبت من القلق، وتعبت من الاحتشاء، وتعبت من الشعور بالذنب مهما فعلت، ومهما قرأت، ومهما بحثت، وهذا هو حالي شهريًا.
يقول ابن عثيمين - رحمه الله - أن الصفرة والكدرة ليست بشيء لمن تراها حتى الحيضة التالية. ولكن لو أخذت بقوله فهذا معناه أنه المفترض أنني صليت بالكدرة، وأنا لا أعتقد نهائيًا أن الكدرة ليست بحيض، بل واضح أنها من الحيض، لكن الصفرة هي التي تعذبني خاصة عندما يطيل زمنها، ولكن لم يحصرها الشيخ حسب معرفتي فلا أستطيع أن أأخذ بنصف فتواه، أليس كذلك؟
ويقولون زمن العادة.. زمن العادة.. المعتبر زمن العادة.. ولكن ماذا عن التي ليس لها زمن عادة؟! ماذا تفعل المسكينة المضطربة الذي ذنبها فقط أثر صفار على قطنة تراه في كل ساعة ويعذبها؟
وغالبًا في كل حيضة أحاول أن أرى الجفاف ولو لمدة ساعة وبعدها أغتسل وأصلي وأنا خائفة وشاكة ولكن فعلًا أنا لن أرى الجفاف لمدة يوم كامل (لو تحج البقرة على قرونها)… ثم أرجع أغتسل بعد اليوم الخامس عشر للاحتياط بحيث لو كنت بحكم المستحاضة بسبب هذه الصفرة. اللهم اغفر لي وتب علي إن كنت على خطيئة أو خطأ.
آسفة على الإطالة،
وآسفة على عدم الرسمية.
1/1/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "مستخدمة" -أو "." أو "نقطة" هانم كما سميت نفسك لاحقا-أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع والتي حصلت بالفعل.
تأخر الرد على استشارتك الأولى هذي طويلا لأنها انتظرت عند فقيهتنا المغفور لها بإذن الله د. رفيف الصباغ ولم ترزقي برد منها لكنها كانت تتأخر بسبب الظروف المعروفة في سوريا، لا تنسيها من دعائك فأنا سأستعين بإجاباتها على مثيلاتك، وهي القائلة (الحيض والطهر مشكلته مشكلة، عقدة البنات! موسوسة كانت الفتاة أم غير موسوسة، يكون يوم طهارتها أبغض يوم لها!!)
المسألة تبدو بسيطة يا ابنتي فالكدرة بالنسبة لك هي من الحيض لكن الصفرة ترينها أيام طهرك ولا يوجد في ذلك ما يتعارض مع فتوى الشيخ الجليل -رحمه الله-فمن الإناث من ترى الصفرة والكدرة في أيام طهرها ومنهن من لا تراها إلا في آخر حيضها، وكل امرأة تعرف مع التكرار سلوك حيضها وكما قالت رفيف (المهم في الطهر أن تجتهدي، فإذا رجحت أنك طهرت، اغتسلي ولا تفكري فيما رأيت قبل الغُسل.) وتقول أيضًا لمن توسوس بماذا لو أخطأت (لا يوجد شيء اسمه (ماذا لو كان اجتهادي غير صحيح)، المهم أنك اجتهدت حسب العلم الذي وصلك، وهذا يكفي ليكون الغسل صحيحًا والصلاة صحيحة).
إذن نحن متفقون أن الأمر مشكل على كثير من النساء، فما بالنا بالموسوسات وليس عليك إلا الاجتهاد على قدر علمك، مع التنبيه إلى أن قولك (ماذا تفعل المسكينة المضطربة الذي ذنبها فقط أثر صفار على قطنة تراه في كل ساعة ويعذبها؟) هذا الصفار من الطهر بالنسبة لك ولا يوجد ما يستدعي العذاب كفي عن المسح بالقطنة بمجرد أن تري الصفار المعتاد بعد انتهاء الكدرة، واغتسلي وتابعي عباداتك.
وبالتالي فإن الرد على شكواك وتساؤلاتك (يقولون زمن العادة.. زمن العادة.. المعتبر زمن العادة.. ولكن ماذا عن التي ليس لها زمن عادة؟!) لك بالتأكيد زمن للعادة لكن مخاوفك العميقة واضطرابك لا شك أثر على انتظامه، كما أن ما تفعلينه من تكرار المسح وانتظار بياض ناصع لا يأتي هو خطأ منك بالتأكيد، فإن لم تتمكني من وقف هذا الذي تفعلين فإنه لابد من طلب العون من طبيب ومعالج نفساني.
واقرئي على مجانين:
وسواس الطهر من الحيض
وسواس الطهارة: الحيض والطهر والغسل وابن عثيمين!
وسواس الطهر من الحيض: وسواس انتهاء الحيض!
وسواس النجاسة: الطهر من الحيض، وآية المحتاسة! م5
وسواس الطهر من الحيض والشك في الصيام
وسواس الطهر من الحيض: أصفر بيج رمادي
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس انتهاء الحيض: المأساة الشهرية فيك بالخط العريض! م