السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت من فضيلتكم مساعدتي في مشكلة تؤرقني وهي أن زوجي الحبيب يحب العزلة جدا وأنا امرأة اجتماعية في حدود الشرع والحمد لله، ولكن زوجي يفضل العيش بمعزل عن الآخرين، فكيف أتعامل معه وكيف أرده عن هذا الطبع خاصة وأننا نعيش في الغربة وإذا انعزلنا عن الآخرين فسنزيدها غربة إلى غربتنا.
أرجو النصيحة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
6/3/2025
رد المستشار
العزلة الاجتماعية لدى بعض الناس قد تكون اختيارا واعيا لتجنب مشاكل بعينها في وسط مهدد لهذا الشخص أو مزعج له وقد تكون سمة من سماته الشخصية فهناك أنماط من الشخصيات تميل بطبعها إلى العزلة ولا ندري إن كان زوجك من النوع الأول أو من النوع الثاني فإن كان من النوع الأول الذي يعتزل الناس تجنبا لمشاكلهم أو اتقاءا لشرهم فإن هذا يستدعي فقط مناقشته وطمأنته من ناحيتهم وتخفيف مبالغاته في تصور شرورهم أو إيذائهم وبم أنك إنسانة اجتماعية بطبعك فتستطيعين القيام بدور الوسيط الملطف بين زوجك وبين الوسط الاجتماعي الذي تتواصلين معه
فكأنك عامل ربط ناجح بين زوجك وبين المجتمع وقد تبدئين ذلك مع الدائرة الأقرب له وهي دائرة الأقارب ثم دائرة الجيران ثم دائرة أصدقاء العائلة ثم دائرة الزملاء ثم دائرة المعارف بهذا التدرج حتى يستطيع الانتقال بشكل سلس وغير مهدد له ويحدث هذا بأن تذهبا معا لأداء بعض الواجبات الاجتماعية أو المشاركة في بعض المناسبات أو التواجد في الأماكن التي يحتمل فيها لقاء هؤلاء الناس فهو سينتقل إلى المجتمع بمساعدة منك وفي وجودك كعامل طمأنة وتشجيع وربط
أما إذا كان من النوع الثاني وهو صاحب الشخصية الانطوائية بطبعه فهو سيجد صعوبة في تغيير نمط شخصيته ولكن ستقومين بعمل كل ما قلناه آنفا لتخفيف حدة عزلته بعض الشيء ولا تطمعين في تغييره من شخصية انطوائية إلى شخصية انبساطية مثلك فالله قد خلق الناس مختلفون فحينئذ تتقبلين طبيعة شخصيته وتساعدينه على القيام بالحد الأدنى من الواجبات الاجتماعية حتى لا ينعزل تماما عن العالم
واقرئي أيضًا:
الانطواء اختيارا؟ اهزم خجلك وشارك!
قليل الكلام: خجل وانطواء أم تواضع؟؟
الانطواء وعسر المزاج!
الشخصية التجنبية: الفهم أول الطريق!
الشخصية التجنبية: الأبعاد الخمسة!
الشخصية التجنبية: تشخيص ووسائل علاج!