وسواس خروج الريح والنجاسة والاكتئاب!
سنية إزالة النجاسة
السلام عليكم، كنت قد أرسلت استشارة وقمتم بالإجابة عليها، فشكرا جزيلا لكم، ولكن لا زال لدي بعض الأسئلة بخصوص تطبيق سنية إزالة النجاسة. ولا أعلم إن كانت سترتبط هذه الاستشارة بالسابقة تلقائيا ولكن أتمنى ذلك لكي تُعيدوا قراءة مشكلتي وفهم ما أعاني منه.
لقد قمت بتطبيقه بالفعل في الأيام الأولى من الحيض لما كنت أعانيه من مشقة خلال هذا الفترة ومن حرج مع أهلي بسبب المكوث الطويل في الحمام وقد كنت قد أشرت لكم في الاستشارة السابقة أني أعاني من القولون ومع أني كنت دائما أقرأ أنّ تخفيف التوتر والقلق يساعد على تخفيف أعراض القولون إلّا أني لم أكن أصدق لأنّ مشكلتي مع القولون نفسية وعضوية لكني لاحظت بعد تطبيق سنية إزالة النجاسة في الأيام الأولى من الحيض فقد كنت أمسح البول فقط بالمناديل وأقوم قد ساعد بالفعل على تخفيف آلام المعدة وتدفق الدم ولاحظت أنّ مزاجي قد تحسن وتحسنت علاقتي وتعاملي مع أهلي وإخوتي فأنا بسبب ما أعاني منه أصبحت قليلة الكلام وسريعة الغضب وأنا لست بالفعل شخصا يحب الحزن والكآبة لكنه التعب والمشقة.
إلّا أنّ نفسي تحدثني أنّ الله قد قال (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) و(السنية) تعني أنّ الرسول كان يقوم بذلك وعلينا اتباعه. لكن كما قلت أنا تعبت وأؤمن أنّ الله رحمن رحيم رؤوف بعباده المخلصين له وهو أعلم بظروفهم.
بعض أسئلتي هي:
أنا أعاني من سيلان البول للخلف ووصوله أحيانا للفخذين وهذا أمر يحدث بشكل عشوائي، حتى لو لم تكن الكمية كثيرة وأنا أحرص على ضم الفخذين وكل هذه الأمور، ولكن يحصل الأمر، فهل يمكنني في هذه الحالة أن أمسح فقط بالمناديل أي حتى لو خرج البول عن موضعه ووصل لجسدي؟
أنا لا زلت أحرص على الاستنجاء بالماء حين أستطيع، ولكن هل بتطبيق هذا القول يمكنني فقط المسح، حتى لو كان هناك ماء وحتى لو لم يكن هناك أحد في المنزل ولدي وقت للاستنجاء والاغتسال؟
كنت أحرص على عدم شرب الماء خارج المنزل لكيلا أواجه هذه الأمور فهل يمكنني الآن شرب الماء إن كنت في الخارج، حتى لو كان هذا يعني دخول الحمام وقد يسيل البول؟ وهذا أمور حقيقية وليست وسوسة؟ هل يمكن الاكتفاء بالمسح؟ وهل يجب عليّ تغيير ملابسي والاغتسال حين أعود للمنزل؟
كما أخبرتكم في الاستشارة السابقة أنا أمتنع عن زيارة أقاربي، لكن جدي وجدتي دائما يعاتبوني ويخبروني كم يشتاقون لي وأنا أريد زيارتهم لكن كنت أخاف بسبب الحرج من الاستنجاء لفترة طويلة وارتداد الماء وكذا والآن أخاف، حتى لو اتبعت القول بالسنية من نشر النجاسة في منازل الناس وأن أأثم أو أتسبب بعدم قبول صلاتهم. فهل يمكنني زيارتهم، حتى لو طبقته؟ وحتى لو كنت في فترة الحيض وكانت النجاسة مضاعفة؟ فأنا بسبب القولون والصلاة الأفضل لي زيارتهم خلال الحيض.
وبالحديث عن موضوع القولون، هل ينطبق الأمر أيضا على الغائط؟ فأنا بسبب هذا المرض أعاني من ألم المعدة خاصة في فترة الصباح ولا أستريح إلّا بعد وجبة الفطار فقط كي أدخل الحمام (أعزكم الله) وكل يومي يدور ويتوقف حول هذه الفترة وإن لم أفعل تظل معدتي تؤلمني وأتبول كثيرا بسبب ضغط القولون على المثانة. وبسبب ذلك أعاني في فترة الظهر وقد أجمعها مع العصر لأني لا أستطيع الصلاة في تلك الحالة. وكان ذلك يؤثر كثيرا على دراستي فقد كنت أمتنع أيضا عن الأكل وإلّا سأضطر لدخول الحمام خارج المنزل. لكني أريد بدأ الجامعة وأريد تغيير حياتي ولا أريد أن أبقى على هذه الطريقة في العيش. فهل يمكنني الأكل خارج المنزل ودخول الحمام والصلاة وكل شيء؟
تطبيق هذا القول كان صعبا للغاية لشخص مثلي وكنت في البداية أعود لنفس العادات من اغتسال وتغيير للملابس، ولكن بوتيرة أقل كنت أخاف دائما على عائلتي لأنهم أشخاص يصلون وأخاف أن أخذ الذنوب وأن أنجسهم، ولكن بسبب كل ما عانيت لسنوات ارتحت في ذات الوقت.
كما أني لاحظت أنّ الوسواس يعود بقوة في حالة التعرق، فالطقس بدأ يصبح أدفأ وقد أتعرق وهنا يعود لي الوسواس أنّ ملابسي أصبحت مبتلة وكلي نجاسة ووو
هل يمكنني زيارة الناس؟ وإلى أي مدى يمكن تطبيق القول بسنية إزالة النجاسة؟ وهل يوجد حد زمني له أم يمكن تطبيقه مدى الحياة؟
يشهد الله أني أحبه وأني أريد أن أعبده كما يليق له وأني لا أفعل هذا استهتار أو كسل، ولكن هل حين أبدأ بالتطبيق الفعلي واعتمدت مسح البول هل أكون مستهترة في حالة القدرة على التطهير والاستنجاء وهل هنا لا يصح التطبيق؟
وهل يمكنني إن كنت خارج المنزل أن أذهب إلى المسجد وأدخل الحمام وأصلي بشكل طبيعي مثل سائر الناس؟
لقد درست شيئا يخولني للعمل في روضة للأطفال وهناك يواجه الشخص الكثير من النجاسات كما أنّ أحد مهامي تغيير الحفاضات أو تنظيف الأطفال ولذلك كرهت العمل وتركته، فما حكم العمل وهل يمكن حتى في هذه الحالة العمل بسنية إزالة النجاسة؟
أنا أريد محاربة الشيطان فهو قد أفسد عليّ كل حياتي. ووقعت في دوامة من الاكتئاب وأحزن حين أرى سائر الفتيات من عمري كيف يلزمن المساجد ويحفظن القرآن وأنا أشعر أني لا أستطيع أن أكون هكذا، لكني أحمد الله أنه يعلم ما في الصدور وهذا يكفيني. أعلم أنّ ما أدخلني فيه الوسواس ليس هو الهدف من خلق الله لي، الله لم يخلقني لأكره الحياة ولأعيش في حالة عزلة واكتئاب، فهو دائما يوسوس لي أنّ الله شديد وأنه يعاقبني أو أني إن لم أتطهر بالشكل المطلوب سيدخلني الله النار.. حاشا لله، الرحمن اللطيف أريد أن أخرج من هذه الحفرة التي أنا بها.
شكرا لكم على تعبكم وجهودكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
وجزاكم خيرا في الدنيا والآخرة.
|12/3/2025
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "أنا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تسألين (أمسح فقط بالمناديل أي حتى لو خرج البول عن موضعه ووصل لجسدي؟) نعم لأن سنية الإزالة ليست محدودة بمكان معين، ولا بحال معين، ويفيدك هنا أن تقرئي: رذاذ البول أو سيلانه للخلف: وسواس أم لا؟ .
وتسألين (يمكنني فقط المسح، حتى لو كان هناك ماء وحتى لو لم يكن هناك أحد في المنزل ولدي وقت للاستنجاء والاغتسال؟) نعم لأن هذا يسمى استجمارا وهو اختيار يجوز حتى في وجود الماء وهذا أمر مختلف عن سنية الإزالة. واستطرادا تسألين (هل ينطبق الأمر أيضا على الغائط؟) نعم ينطبق على الغائط وعلى دم الحيض!
وتسألين أيضًا (هل يجب عليّ تغيير ملابسي والاغتسال حين أعود للمنزل؟) لا لا يجب عليك ذلك، بل إننا ننصح من تسألنا مثل هذا السؤال من المضي أثناء الع.س.م بأن تتعمد البقاء بتلك الملابس طول فترة ممكنة فتعيش وتتعبد دون خوف أو قلق مع الإصرار على تجاهل الوسواس الذي لا شك أنه سيشتد إلحاحه وتشكيكه وضغطه على أوتار الذنب والتقصير... وعليك أن تستمري في التجاهل.
ثم تسألين (حتى لو كنت في فترة الحيض) نقول نعم، ثم تكملين (وكانت النجاسة مضاعفة؟) هنا أقف سائلا عن الدليل على مضاعفة النجاسة بالحيض؟ يا "نا" هانم يا حفيدة الفراعنة (لدى المصريات بالذات هذا المعتقد الخاطئ بأن دم الحيض نجاسة فوق النجاسة) وإن عشت في ألمانيا... باختصار نجاسة دم الحيض = نجاسة البول والغائط ولا تزيد عن ذلك فليست من النجاسات المغلظة، وتجدين في السنة النبوية المطهرة في أحاديث للسيدة عائشة رضي الله عنها ما يبين ذلك وإذا قرأت الارتباطات أدناه ستقرئين الأحاديث الشريفة المتعلقة بهذا الأمر، المهم أن موروثك الثقافي عرفنا بأنك مصرية المولد أو الأم على الأقل.
اقرئي على مجانين:
وسواس دم الحيض، عفريت النجاسة : تفكير سحري
الوسواس القهري : الدورة ودم الحيض
ثم عن استنتاجك الصحيح تسألين لتطمئني لصحته فتقولين (فهل يمكنني الأكل خارج المنزل ودخول الحمام والصلاة وكل شيء؟) بلى ونعم ولابد أن تفعلي غير مكترثة بموضوع النجاسة كله من بابه! وتستطردين بعد أسطر (وإلى أي مدى يمكن تطبيق القول بسنية إزالة النجاسة؟ وهل يوجد حد زمني له أم يمكن تطبيقه مدى الحياة؟) إلى كل مدى وبلا مدى زمني!
ثم يأتي التساؤل القارع حين حكيت لنا كيف تركت العمل في روضة الأطفال بسبب الرغبة في تحاشي النجاسات فتسألين ما حكم العمل؟ أي تساؤل قارع هذا عن حكم العمل في روضة الأطفال؟! لا يصدر مثل هذا التساؤل إلا عن مريض وسواس يحسب أن فرط تحاشي النجاسات هو النهج السليم بينما هو منافٍ للمنطق والطبيعة البشرية، ثم تستمرين في التساؤل وكأنك تعتبرين العمل في روضة الأطفال ترفا وحالة خاصة (وهل يمكن حتى في هذه الحالة العمل بسنية إزالة النجاسة؟) وقد كررنا أعلاه أنه لا توجد حالات لا يمكنك فيها الأخذ بالسنية ولا مدى زمني، لكن السؤال في حد ذاته يشي بالتعمق والتنطع المذموم في التعامل مع النجاسات.
بناء على ما طلبت رجعت لأقرأ استشارتك السابقة وكان أن قرأت ردي عليك ففاجأني أنك تسألين عن أشياء استبقت أنا بالتعريف بها والرد عليها من خلال الشرح والارتباطات ولكن يبدو أنك استعجلت المتابعة قبل أن تحسني الإلمام بما في الرد الأول، ومن أهم ما قلته لك (ولكن عليك أن تعلمي أن رخصة مريض الوسواس القهري أوسع من السنية لأنه غير مكلف أصلا بكل ما يرد تحت باب النجاسات فلا يطلب منه لا تنظيف ولا تطهير لأن الوسوسة تسقط التكليف، وربما تأدبا ينصح الموسوس بداية أن يأخذ بحكم سنية إزالة النجاسة بغض النظر عن مذهبه، فإذا جائنا يقول مثلما تقولين نجاسة حقيقية أو يسأل عن الكمية أو عن أثر الأخذ بالسنية على وضوئه أو على تنجيس ما يلمسه أو يستعمله نقول له أن السنية تعني أن تتجاهل النجاسة الحقيقية وبغض النظر عن المكان أو الكمية وأنت لا تتنجس ولا تنجس ولا تنقل نجاسة، ولا علاقة لك بالآخرين من حولك فهم عقلاء مكلفون إذا رأوا نجاسة تعاملوا معها ولا علاقة لك بالأمر، فإن لم يساعده هذا نقول له أنت إذن غير مكلف!)
وقلت أيضًا يا "نا" (بل إن صلاة الموسوس في النجاسة مقبولة ولو صلى والنجاسة تقطر منه!! لأنه غير مكلف وليس هذا على مذهب واحد، أي لا علاقة للأمر هنا بسنية إزالة النجاسة (التي قد تصح للصحيح) بل إن الموسوس مريض ولابد ليستطيع أن يصلي مستريحا راغبا أن يسقط عنه التكليف بكل أمور النجاسة والطهارة) وأحلتك إلى إجابة تشرح وتعلل معنى سقوط التكليف!!! راجعي ما كتبناه سابقا من فضلك وأكرر تواصلي بأقصى ما يمكنك مع طبيب ومعالج نفساني لأن التواصل النصي مع المواقع الإليكترونية لا يكفي لحل المشكلة.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.