السلام عليكم
أنا صاحب المشكلة التي سميتموها: (فتاتي لعوب.. ولكني أحبها)، أود أن أشكر من قلبي السيدة الكريمة أميرة بدران، فمهما قلت فلن أستطيع أن أرد جميلك، فأكتفي بالقول: "وفقك الله في الدنيا وأحسن جزاءك في الآخرة".
في الحقيقة لقد استفدت كثيرا من الرد حيث إنني الآن -وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر- لا أكلمها ولا أنظر إليها ولا أسلم عليها إلا نادرا، وحالتي النفسية أصبحت أفضل من السابق، نحمد الله على ذلك، ولكن آثارها ما زالت تؤثر عليّ في بعض الأحيان خاصة عندما تمر بجوار غرفتي في العمل وترفع صوتها وتضحك مع صديقاتها.
فطوال الفترة الماضية كنت أهرب من المكان الذي كنت أعلم أنها موجودة فيه، ولم أكن أسلم عليها، فقبل حوالي أكثر من شهر أتت صديقتها إلي وقالت: لماذا لا تكلمها ولا تسلم عليها فحالتها النفسية سيئة وهي حزينة جدا بسببك؟ وقالت: حتى إن أهلها في البيت لاحظوا ذلك معها وقالت إنها تحبك أكثر من أخيها. ولكني قلت لصديقتها لا أستطيع التكلم معها.
لقد توصلت إلى حقيقة وهي أنها تريد مني دائما أن أركض وراءها وهي تعلم جيدا أنها لن تلقى واحدا مثلي يفعل كل شيء من أجلها، إنني في هذه الفترة أستعد للذهاب إلى خارج الوطن من أجل تكملة دراستي العليا وهي لا تعلم بذلك، فإذا حصل أن ذهبت إلى الخارج.. فخلال سنتين سأشفى تماما بإذن الله من هذا الكابوس.
وسؤالي الآن لكم: هل كنت محقا بعدم الكلام معها خلال كل هذه الفترة؟ وهل يوجد هذا الحب (الحب الأخوي كما تسميه هي) بين الفتاة والولد؟
بالمناسبة هي "لحد الآن" تفعل أشياء كي أحزن وكي لا أشفى وتريد أن أكون دائما الطرف الاحتياطي في حساباتها. وفقكم الله في الدنيا والآخرة.
13/3/2025
رد المستشار
سعدت كثيرا حينما قرأت سطورك، وسعدت أكثر حينما تلمست بنفسك تحسنك ورضاك عن هذا التحسن، ولن أكرر حديثي إليك فأنا أصر عليه، ولكن أتمنى أن تظل على قوة إرادتك لتتخلص تماما من آثار تلك التجربة وتتذكر فقط أنك لن تهب نفسك وحياتك وعطاءك إلا لمن تستحق شرف حمل اسمك يا ولدي؛
لذا فبالطبع قرار عدم محادثتها كان صائبا تماما؛ فمع تلك الشخصيات المريضة لا توجد "أنصاف الحلول" ولابد من الوضوح حتى لا نقع في براثن التيه والتساؤلات والألم بلا داعي، فاثبت، والله الموفق.
أما عن سؤال "الحب الأخوي" بين الفتى والفتاة فلا يوجد هذا الشيء خاصة حين يكون الفتى والفتاة في سن متقاربة، فالله حدد لنا ضوابط ليست لمزيد من الحرمان والشقاء للبشر ولكن لمزيد من الحفاظ على أنفسنا واحترامنا لها وتجنبا لآلامها حين نلتزم بتلك الحدود والضوابط،
وانظر معي إلى كَمّ جرحى قصص الحب التي تستعر بها الصفحة كل لحظة، وستعرف أن القرب "غير المنضبط" بين الفتى والفتاة لم يأت منه خير ولكن هناك علاقة عامة في النور تحت سمع وبصر الناس أو المؤسسة التي نعمل بها فهي علاقة محترمة واضحة يغلب الحديث فيها عن تفاصيل العمل،
فهذه لا بأس منها وإذا نتج عنها شعور خاص من رجل لفتاة فالحل الوحيد المشروع لهذه المشاعر هو دخول البيوت من أبوابها ليكلل العلاقة رضا الله عز وجل ومباركة أهل الطرفين فتكون السعادة الغامرة،
ويستثنى من تلك العلاقة العامة الأشخاص الذين لا نثق في تصرفاتهم أو يظهر منهم ما يقلقنا على أنفسنا منهم، "خاصة" المرضى منهم، فهل تفهمني؟
وأتمنى لك كل التوفيق في حياتك العملية القادمة، وأن تختار الفتاة التي تقرّ عينك بها في الدنيا والآخرة.