الاستشارة الوسواس القهري الكفري
السلام عليكم أصبت بوسواس قهري منذ مدة ولدي عدة أنواع من الوساوس المهم أنني تذكرت موقف طرأ لي قبل مرضي بالوسواس القهري وهو كنت أسمع لأغنية نسأل الله المغفرة وكانت هناك جملة وهي دواء الكآبة ليست الرقية الشرعية بل المواد الإباحية والعياذ بالله وأظن أنني كانت لدي فكرة أن هذه الجملة قد تكون استهزاء لكن لا أظن أنني كنت أعرف أنها كفر لكني لم أحفر في الأمر لأنني لم أكن موسوس فهل كفرت مع العلم أنني لم أكن موسوس في تلك اللحظة أم أنه مجرد تلبس من الوسواس
وأرجو التوضيح لأنني أعيش في معاناة مع العلم أن هذا الموقف طرأ لي قبل مرضي بالوسواس فقد شاهدت على الإنترنت مواضيع عن الكفر جهلا وكذا خفت أن أكفر بعدما تذكرت الموقف وأيضا أحسست أنني أقول سطرا وهو يا نفسي أنت تقوديني إلى الكفر وتزيديني كفرا على كفر ثم بدأت أكررها لأتأكد هل نطقتها وفي الأخير نطقتها عمدا مع العلم أنني كنت في كامل وعي فهل هذا كفر
وأيضا لما بدأت أكتب هذا السطر في هذه الاستشارة أحس أنني كررته فهل هذا السطر أصلا يعتبر كفرا أم أنه مجرد وسواس
وأريد التوضيح خصوصا في المسألة الأولى
18/3/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله الوسواس هو ظاهرة فكرية تعرض لكثير من الناس في حدود بسيطة وطبيعية ولكنها تزيد عند البعض الآخر لدرجة المرض. وهو في جوهره محاولة للتأكد من صحة موقف الإنسان أو قراراته في أي شيء يهمه في الحياة. وبما أن الإنسان كائن غير كامل ويعتريه النقص في كل أحواله فإن قدرته على الترجيح بين احتمالات الصواب والخطأ تبقى محدودة ولا تستطيع الوصول إلى اليقين المطلق في أي شيء. وبالتالي فإن الوسواس يدخل إليه من هذا الباب ويفتح أبوابا لا حصر لها من الاحتمالات البعيدة والمرجوحة ليبقى الإنسان أسيرا للسلوك القهري الذي يحاول استبعاد هذه الاحتمالات والوصول بها إلى الصفر _(أي عدم وجود الاحتمال) وهو أمر مستحيل.
وكثيرا ما تهاجم هذه الوساوس الإنسان في أغلى شيء لديه كالدين بالنسبة للشخص المتدين. فتضعه في حيرة بين احتمالات سخيفة مستبعدة لا يمكن أن تحدث وتطلب منه إثبات أنها لم تحدث. كاحتمال أن يكفر الإنسان دون أن يشعر مثلا، وهو احتمال سخيف مستبعد لأن الكفر والإيمان هما بالطبيعة مسألتان اختياريتان، قال تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ومن يخرج من الملة يخرج منها باختياره ومحض إرادته بل ويدافع عن كفره ويدعو إليه، ولا يشكو للطبيب ما يجده من أفكار كفرية لأنه في هذه الحالة قد تبناها وصارت له فكرا وعقيدة، أما الإنسان المؤمن فهو لا يكفر بمجرد عبارة سمعها أو حتى رددها دون اقتناع داخلي، فأنت مؤمن طالما كنت حريصا على إيمانك،
ولا يمكن أن تنقلك أي فكرة دخيلة على عقلك من الإيمان إلى الكفر، ولن يحاسبك الله تعالى على فكرة لا ترضاها ولا تتبناها وإنما هي تهاجمك تنغص عليك حياتك، فهذه الفكرة هي عرض لمرض نفسي معروف هو الوسواس القهري ولها علاج سلوكي ودوائي ينبغى أن تطلبه من المختصين بتقديمه ليعينوك بإذن الله على الخروج من هذه المشكلة والله الموفق والمستعان
واقرأ أيضًا:
وسواس الكفرية: حتى النطق بالكفر ليس كفرا!
الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد!
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
أشعر أنها مني! وسواس الكفرية!
ويتبع>>>>: وسواس الكفرية: التذكر القهري واللعب الجنسي القديم! م