التشجير سلوك فردي وجماعي مجتمعي ولا علاقة بالجهات المحلية الحكومية به، فهي ليست ملزمة بتأكيد مصالح مَن ينكر مصلحته.
مجتمعات الدنيا فيها العديد من الذين يهتمون بالزراعة والتشجير، ولا يروق لهم رؤية أرض جرداء، فلو ذهبتم إلى اليابان، لتبين لكم بأن المواطن الياباني يستثمر في أي بقعة ترابية، ولا يحتمل أن يرى قدما مربعا بقربه بلا لون أخضر، ومعظم ما يزرعونه في السنادين هو النبات الذي له دور في طعامهم، فلا يوجد نبات زينة أكثر من نبات الطعام.
وفي مجتمعات أخرى تجد المواطنين منهمكين بزراعة الأشجار في حدائقهم وأمام بيوتهم، فتكون شوارعهم محفوفة باللون الأخضر وتأنس بها وبهم الأطيار.
الكثير من المجتمعات تريد ولا تعرف كيف تحقق ما تريد، وتتوهم بالاتكال على الحكومات وهي قاصرة وموظفة لخدمة مصالح الآخرين، ويتناسى أبناء المجتمع مصالحهم والعمل الجماعي التفاعلي لصيانتها وتطويرها والاهتمام بها.
الزراعة قوة، ومَن لا يزرع يفقد أهليته للحياة الحرة الكريمة، لأنه سيكون رهينة عند الذي سيطعمه.
والزراعة توفر الاكتفاء الذاتي وتحقق الأمن الغذائي وبهذا تصان السيادة.
وفي مسيرة أجيال الأمة، كان للزراعة أولويتها وكذلك للثروة الحيوانية، وهناك تقاليد متوارثة للحفاظ عليهما، فاقتصاد الأمة عبر العصور كان من الزراعة والثروة الحيوانية، وفي مطلع القرن العشرين، تسربت الأوهام والأضاليل، وصارت الأجيال تعاديهما، وتتصور أن التقدم والمعاصرة تعني إهمال الزراعة والترفع عن تربية المواشي والحيوانات الداجنة الأخرى.
ووجدتنا لا نستطيع الصمود طويلا أمام أي حصار يفرض علينا، فالنخلة التي كانت تطعم الناس والمواشي صرنا نجتثها بلا تردد، ونعاديها، وما أكثر بساتينها التي تم تجريفها.
فهل من يقظة حضارية معاصرة ووعي زراعي كفيل بحفظ السيادة والعزة والكرامة؟
فازرعوا ولا تقطعوا، وأطعموا أنفسكم ولا تتوسلوا الآخرين لإطعامكم!!
لا طعام لا حصاد عندنا
يطعمونا من بلادٍ ضدنا
إننا نبقى بنفطٍ ناقمٍ
إثمنا إنا نهرنا عقلنا
أغبياء بديار اغتنت
أذكياء ما استطاعت بيننا
واقرأ أيضا:
الحرب النفسية الشرسة!! / الأنهار كائنات حية!!