رسوب وخجل وأنانية: وصفة لأمراض الفقر
السلام عليكم ورحمة الله
السيد الدكتور أحمد عبد الله، تحية طيبة..
أود أن أشكركم على اهتمامكم وردكم على رسالتي السابقة التي كانت بعنوان "رسوب وخجل وأنانية: وصفة لأمراض الفقر"، إلا أنكم لم تردوا على مشكلتي الاجتماعية التي ذكرتها مع المشكلة، كما أنني أود أن أتكلم عن مشكلة أخرى ربما سببت لي مشاكل كثيرة، من بينها ما ذكرت سابقا.
وما هو الأسلوب الأمثل لتنظيم وإدارة الوقت، وكيفية استغلال وقت الفراغ الذي قد يسبب بدوره هو الآخر مشاكل أخرى، وما يؤلمني أني لا أستطيع تنفيذ برنامجٍ زمنيٍّ ولو لفترة زمنية قصيرة، وما يؤلمني جدا أني أفكر في الشهوة كثيرا؛ وهو ما يقلل من تركيزي واستيعابي، حتى إنني أفكر في ذلك أثناء المحاضرات، وهذا يضايقني جدا.
ما هو المخرج من هذه الخيالات الجنسية التي تتمثل في أحلام اليقظة؟ وما هو الأسلوب الأمثل لاستغلال هذه الطاقة الذهنية والجسمانية فيما يفيد؟ علما بأني لدي طاقة كبيرة أرى أنها لم تستغل بعد، وإن كانت تستغل أحيانا فيما لا يفيد، وما أذكره أني لدي طموح كبير، وهدفي هو النجاح والسعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، وأريد معرفة كيف تتحقق هذه الأهداف؟ أبحث عن السعادة والنجاح، أحلامي هي أن أكون مهندسا ناجحا ثم زوجا وأبا ناجحا، كيف أكون ناجحا خلقيا واجتماعيا؟
شكرا لسعة صدركم،
وجزاكم الله كل خير.
20/3/2025
رد المستشار
الأخ الكريم،،
كلنا يريد النجاح في الدنيا، والفوز بالجنة، وهناك العديد من التوجيهات والنصائح، والبرامج والإرشادات التي تفيد في هذا من نواح متعددة، وربما يفيدك ويناسبك أن تطلع على محتويات موقع الأستاذ عمرو خالد، فالكثير من مواده يتناول ما تتحدث عنه، وتطمح إليه:
كما أن هناك مواقع وجهات كثيرة تهتم بتفاصيل مهارات إدارة الوقت، وغيرها من برامج ترقية الذات بأساليب عملية وتفصيلية، وعلى موقعنا، صفحة معا نتطور، وفيها ما قد يجيب لي بعض على تساؤلاتك.
ويبقى أن أتحدث معك في مسألة وقت الفراغ، وفي حالتك يهمني أولا أن أنبهك، وأطمئنك على سير دراستك على النحو الذي يكفل لك التفوق والرضا عن الذات وتحقيق الثقة بالنفس فضلا عن النجاح، والدرجات المرتفعة، وأحسب أن ما يفيد في هذا الصدد أن تتجاوز الحواجز النفسية بينك وبين أساتذتك من معيدين، وحتى الأساتذة، وكليتك من الكليات التي تعطي فرصة جيدة للاحتكاك بين الطالب وأعضاء هيئة التدريس "لمن يغتنمها"، فلا تتردد في الاتصال بمن تتوسم فيه الرغبة والقدرة على مساعدتك دراسيا فيما تحتاجه، وكذلك يعينك أن ترتبط بمجموعة مذاكرة ممن يهتمون بالتحصيل العلمي والدراسي، وأن تكون الساعات التي تقضيها بالكلية مستثمرة في التحصيل أولا وأخيرا، وإن بقي شيء فليكن لمتابعة نشاط هادف أو اهتمام نافع أو ممتع يتصل بالدراسة أو لا يتصل بها، وهذا ينقلنا إلى وقت الفراغ، وأحسب أن الاستثمار الأمثل لوقت الفراغ -وهو غائب غالبا في حالتنا- يتضمن الترويح بأنواعه، وقضاء وقت الفراغ وهو فن نفتقده، وكنت أحضر مؤتمرا عربيا منذ أيام وفوجئت بأستاذة تقدمت بورقة متخصصة عن "الترويح في الإسلام"، وفوجئت أكثر بتعريفها بنفسها بأنها أستاذة في علم "الترويح"!!
إذن الترويح علم وفن ، ولا يتسع المقام للتفصيل فيما قالته، وربما ننشر ورقتها هذه، ونشير قريبا إلى كتابها الذي هو في المطابع الآن، ويحمل نفس العنوان.
خلاصة القول إن أساليب قضاء وقت الفراغ متنوعة ومختلفة من شخص إلى شخص، وإن كنت -طبقا لحالتك- أوصيك بالرياضة، ثم الرياضة، ثم الرياضة؛ فهي مهمة لاستثمار الطاقة الجسمانية والصفاء الذهني والعلاقة بينهما كبيرة، وأغلبية الشباب والبنات في عزوف وانصراف وغفلة عن الرياضة، بينما تحمل للجميع دواءً فعالا للشهوة الثائرة، وهي خير تمهيد وإعداد لمهام الأمومة والأبوة بما تحمله هذه من مسؤوليات تحتاج إلى خبرة ودراية كما تحتاج إلى صحة ولياقة.. فهل ستفعل؟!
وإذا كنت من محبي التعبير الأدبي والفني فإن استثمار الخيالات الجنسية والتعبير الإبداعي عنها شعرا أو نثرا رسما بالرمز أو رمزا بالحرف يبدو من أنفع السبل للتعامل مع ما تسميه "أحلام اليقظة".
إن الرغبة والشهوة الجنسية مثل تيارات الهواء وأنهار الماء لا يفيدها ولا يفيد أصحابها أن تنحبس بل يؤذي الحبس ويضر، ولكن استثمارها في توليد الطاقة وإعمار الحياة عبر المسارات المختلفة هو الاختيار الأمثل الذي نتحاور معكم فيه لنصل معا إلى المناسب والمتاح أو الممكن لك حالة.
وتابعنا بأخبارك.