قطع الصلاة
السلام عليكم، أنا فتاة مصابة بوسواس قهري شديد وأسعى للعلاج وأستخدم أدوية كبروزاك وفافرين منذ قرابة شهر ولم أتحسن كثيرًا من ناحية الوسواس
سؤالي الآن عن ماهية النية ومتى يعتد بقطعها؟ مثلا وأنا أصلي قلت إني سأنهي صلاتي عند قول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد دون إكمال الصلاة الإبراهيمية إلى آخرها
- أفعل هذا أحيانًا كثيرة لأعجل في صلاتي- ولكن عندما عزمت لأنهي صلاتي قررت أن أكمل الصلاة الإبراهيمية فأكملتها ثم سلمت..
وبدأت بعدها الوساوس إن صلاتي باطلة لأني نويت قطعها عند الصلاة على الرسول... ولم أستطع أن أجد جوابا شافيا
وجدت قولا لأبي حنيفة إن قطع النية في الصلاة لا يبطلها لكن لم أجد غيره فلم أستطع الأخذ به
تعبت من وسواسي وصرت كلما انتهيت من وسواس ظهر لي وسواس آخر
وصارت الصلاة والوضوء أثقل ما في يومي للأسف..
22/3/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "Raghad" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
(فتاة مصابة بوسواس قهري شديد وأسعى للعلاج وأستخدم أدوية كبروزاك وفافرين منذ قرابة شهر ولم أتحسن كثيرًا من ناحية الوسواس) هذا أمرٌ مبشر لو تعلمين لأننا لا نحكم على فعالية جرعة معينة من أيٍّ من عقاقير الم.ا.س.ا إلا بعد شهور ثلاثة من الاستعمال المنتظم فإن بدأ التحسن ولو قليلا خلال شهر فهذه بشرى جيدة، لكن من المهم تنبيهك إلى أهمية العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج العقَّاري لأن الأخير وحده لا يكفي لعلاج الوسواس القهري.
وأما سؤالك عن ماهية النية فإن النية لغةً هي: القصد، وهو عزم القلب على الشيء، وشرعًا هي: العزم على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى، والنية من المعاني والمشاعر الداخلية ولأنها كذلك فإنها تعتمد على التواصل بين الشخص ودواخله وهذا التواصل السهل الواثق بين الشخص ودواخله ليس كذلك في مريض الوسواس القهري، ولهذا السبب لا يكلف مريض الوسواس شرعا بفعل شيء تجاه وسوسته في نيته فقط يتجاهل وربه أعلم به، معنى هذا الكلام هو أن الموسوس قابل بدرجة عالية للشك في دواخله وعاجز بدرجة عالية أن يتيقن من دواخله وبالتالي هو غير مكلف لا باستحضار النية ولا تذكرها ولا استدامتها ولا يعرض لنيته شيء مما يعرض للصحيح يعني لا تردد ولا تعليق ولا قطع ولا تغيير في نية الموسوس وتجدين كثيرا من المعلومات عن ذلك في مقالنا: وسواس النية ع.س.م.د RCBT الوسواس القهري الديني4
أخيرا فإن الرد المختصر على سؤالك: متى يعتد بقطعها؟ هو حين يحدث ذلك في الشخص الصحيح أما الموسوس فلا علاقة له بالأمر لأسباب شرحناها أعلاه.
أيضًا ما حدث معك قد يؤثر على صلاة الشخص الصحيح لكنه بالتأكيد لا يؤثر على صلاة الموسوس لأنه معافى والمطلوب من مريض الوسواس لكي ينجز في صلاته شرحناه جيدا أكثر من مرة على مجانين لعل آخرها في استشارة: وسواس الصلاة: القطار أحادي الوقوف! وتسلحي بأن الوسوسة دليل إحسان وصلاة الموسوس ليس لها بطلان!
وأما قولك (وجدت قولا لأبي حنيفة إن قطع النية في الصلاة لا يبطلها لكن لم أجد غيره فلم أستطع الأخذ به) فالتعليق هو لا حول ولا قوة إلا بالله، بل المندوب للموسوس هو الأخذ بأيسر الأقوال حتى يبرأ من وسواسه! وليس أبدا البحث عن الأحوط أو الأرجح، بل الأسهل والأوسع من الأقوال وقول عالم واحد يكفيك لو لديك مهارة الطمع في الله لكنها نعمة يحرم منها المتعمقون، وبالتالي فإن الوصول إلى حالة (صارت الصلاة والوضوء أثقل ما في يومي للأسف) نتيجة متوقعة مع الأسف المضاعف!
أخيرا وصفت لنا جزءًا يسيرا من معاناتك وعليك أن تسارعي بطلب العلاج النفساني الكلامي وتحديدا العلاج السلوكي المعرفي ونسأل الله أن يوفقك في العثور على خبير.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.