توتر وقلق: أعراض ليس اضطراب نفسي م
أفكار تجعلني أخاف من الانتحار في حالة استمرارها
أنا شاب في بداية الثلاثينيات، توفر لي عمل وراتب ممتاز، في نفس الوقت أقوم بتحضير رسالة دكتوراه في العلوم الاجتماعية. أنا الن أمر بأسوأ أيام عمري، بسبب أفكار وسواسية عادت إلى عقلي بعد غيابها لمدة ثلاث سنوات، رغم أن الأعراض الوسواسية الأخرى كانت ولا تزال، إلا أنها لا تؤذيني كما تفعل الأفكار.
كانت البداية عند التحاقي بالجامعة حيث سيطرت علي الوساوس والأفكار التسلطية حتى أن دخلت في مرحلة اكتئاب تجاوزتها بفضل الله، وكان ذلك سنة 2015، وتكرر معي الأمر بصورة أشد سنة 2018 وسنة 2021، غابت الأفكار منذ 2021 وعشت حياة طبيعية وسعيدة، إلى حدود الأسبوع الماضي حيث عادت أحد الأفكار التي اقتحمت عقلي ولا أستطيع التخلص منها، الفكرة فكرة عادية وغير منطقية لكنها تستحوذ على عقلي حتى أنني في الأوقات التي أكون فيها بمفردي لا أستطيع التفكير في غيرها، الشيء الذي جعلني أحزن على نفسي وعلى الوضع الذي أنا فيه،
وأقول في نفسي متى سأموت، متى سأصل إلى سن الثمانين أو التسعين كي أموت، أخاف أن تستمر هذه الأفكار وتدفعني إلى وضع حد لحياتي، أعاني من خوف مزدوج، من استمرار الأفكار، ومن أنها ستدفعني للانتحار، يمكن أن أقول أنه رغم أني أتمنى الموت أحيانا إلا أنني في نفس الوقت خائف منها، بالتالي أعيش وضعية المطرقة والسندان، الأفكار
تستحوذ على عقلي ولا أستطيع التخلص منها وفي نفس الوقت لا أريد أن أتخلص منها بالموت،
الذي قد أجبر عليه باستمرار هذه الأفكار.
29/3/2025
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
رسالتك الأخيرة كانت قبل أكثر من ثلاثة أعوام وكان محتواها يتعلق بالعقاقير التي تم وصفها إليك. ما هو في غاية الوضوح اليوم أن اضطرابك النفساني إطاره وجداني ومحتواه أفكار مطابقة لمزاج اكتئابي. الأهم من ذلك هو المسار الطولاني للاضطراب الذي تعاني منه فهناك نوبات هدأة وانتكاسة كل ثلاثة أعوام.
طبيعة الاضطراب النفساني يتم تعريفها بعد إصابة المراجع بأكثر من نوبتين وعند ذلك يمكن القول بأن طبيعة الاضطراب أصبحت مزمنة وقد تستمر على شكل نوبات هدأة وانتكاسة، ولكن في نفس الوقت قد يتحول المسار إلى مزمن مع أعراض مترسبة لا تستجيب للعلاج. في نفس الوقت كل انتكاسة تؤدي إلى تدهور الأداء الوظيفي والاجتماعي للمراجع. كذلك ما يجب على المراجع قبوله بأن الاضطراب النفساني لا يختفي وبالتأكيد سيزوره مرة أخرى.
أنت بحاجة الآن إلى الاستمرار على العلاج تحت إشراف استشاري في الطب النفساني ولا مفر من استعمال العقاقير. لا تعالج نفسك بنفسك والتزم بوصفة الطبيب وتزوره بانتظام لأني أعود وأكرر بأن اضطرابك لن يختفي تلقائيا وسيعود.
وفقك الله.