أود أن تفيدوني بالحل السريع لمشكلتي، فأنا طالبة في أول سنة جامعية ومتزوجة منذ سنة. كان زواجي حسب العادات والتقاليد، فلم أكن أعرف زوجي إلا بعد الزواج، ولا يوجد لديَّ أطفال إلى الآن، وأنا أحب زوجي وأشعر بأنه يحبني.
ولكن حدثت مشاكل عديدة بسبب تدخل أهله في حياتنا الخاصة، وأشعر بأنه يُنفِّذ جميع أوامرهم، وللأسف أشعر بأنه شاب متهوِّر، ولا يُقدِّر معنى المسؤولية أو الحياة الزوجية، فأي مشكلة صغيرة يحوِّلها إلى مصيبة تهز البيت، ولا يكتفي بهذا بل يهددني بالطلاق.
فقد طردني في آخر شجار بيننا وهددني بالطلاق ثم تراجع عن رأيه، فأنا الآن محتارة في اتخاذ القرار، فأنا أحبه ولا أريد الانفصال عنه، ولكن أرى بأنه لا يقدّر معنى الحياة الزوجية؛ فأخشى أن أكون مذنبة في العودة إليه فيطلقني، ويكون لديَّ أطفال فيكونون هم الضحية.
وقد حاولت مرات عديدة في إصلاح حالنا والصبر على هذه المشاكل،
ولكن لم تُفِد جميع المحاولات.
31/3/2025
رد المستشار
أختي الكريمة، ليت الحب وحده يكفي لإقامة بيت مستقر، أو حياة سعيدة. بشكل عام موقفك حرج حاليًا، وسيكون أضعف إذا حملت وجاء الأطفال، ورغم أنك لم تذكري عمر زوجك فأعتقد أنه صغير السن، قليل الخبرة، وبالتالي الطلاق مشكلة، والبقاء مشكلة.
وأرى أن تعطيه مهلة لينضج أكثر، وتحاولين استثمار الحب الذي بينكما في إشعاره غير المباشر بالمسؤولية، والتزامات القوامة من حرص وتحمل ورعاية، وهذه المهلة طبعًا هي ترتيب خاص لن تعلميه به.
أرجو أن تنجحي في هذه المهمة التي تحتاج إلى صبر وضبط للنفس، واستخدام لكل مهارات الأنثى، وحكمة الزوجة، وعواطف الحبيبة؛ لأننا من الصعب أن نجد من يحبنا خاليًا من العيوب. هذه المهلة قد تمتد حتى نهاية دراستك الجامعية التي هي أهم مكونات موقفك، وعند الانتهاء من الدراسة تجرين تقييمًا للوضع، وتحددين اتجاه السير. الإنجاب من زوج كهذا قد يُصْلِحه، وقد يزيد العبء عليك، ويصعب من اتخاذ قرار بالانفصال الذي قد تضطرين إليه بعد استنفاد كل المحاولات والمبادرات والمهارات. أرجو ألا تتسرعي في اتخاذ أي قرار، وأن تشركينا معك باستمرار في التفكير والتشاور، ويفيدك أن تبحثي عن حكيم من أسرته أو أسرتك أو من أي دائرة تختلطون بها يكون له تأثير إيجابي على زوجك، عسى أن يستجيب للجهود المتنوعة المتضافرة للإنضاج والإصلاح.. ونحن معك.. والله معنا.
الأمر يحتاج إلى وقت وجهد جاد وحقيقي في إنضاج مزدوج: له من ناحية لتدعيم استقلاله وتحمله للمسؤولية، ولك من ناحية قدرتك على التحمل والاستيعاب، والارتفاع فوق مستوى النِّدية أو المقارنة بأهله، وكأنكما على طرفي نقيض!!!
وتحتاجين إلى حوار هادئ معه من آنٍ لآخر؛ لمعرفة أسباب غضبه وثورته، وتجنبها، مع منحه الشعور بالقوامة والمسؤولية، بدلاً من التناطح والجدال والتحدي الذي يغضب الرجل قليل الخبرة، بل ربما يغضب الرجال جميعًا.
كوني معنا على كل حال، والله
واقرئي أيضا:
تساؤلات عن الحياة الزوجية
فنون الحياة الزوجية: شكرا عمرو
بالحكمة تكون الحياة الزوجية هانئة