وساوس الصيام هلاوس أم وساوس؟ م1
وسواس قهري
السلام عليكم جزاكم الله خيرا على موقعكم الجميل أشعر فيه براحة نفسية رهيبة مشكلتي الوسواس القهري في رمضان أرسل إليكم منذ فترة ودائما أشعر بالراحة بعد الحديث معكم...
مشكلتي أني في رمضان كلما أنظر إلى الماء أشعر أني شربت عمدا أتجنب دخول المطبخ... قلتم لي إنه وسواس قهري... لكن هذا العام شعرت بعطش شديد وشعرت بيقين أني شربت فعلا... كنت ساعتها بشتغل على الكمبيوتر وفجأة شعرت بعطش شديد وأحسست بيقين أني ذهبت لأشرب ورجعت تاني أكمل شغلي
هل هذا يقين؟
أشعر أنه يقين لأني كنت عطشانة أم أنه أيضا وسواس!
6/4/2025
وسواس قهري
شكرا جزيلا على ردكم أريد توضيح شيء هو أنني أثناء شغلي على الكمبيوتر كنت متذكرة أني صائمة وسمعت صوتا يقول لي اشربي قليلا من الماء أنت عطشانة لا أحد يراك وأحسست أني شربت عمدا وأنا فاكرة إني صائمة شربت عمدا وأنا متذكرة أني صائمة
19/4/2025
رد المستشار
الأخت المتابعة الفاضلة "رانيا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
قلنا ما قلناه بخصوص ما تقدم شرحه (في رمضان كلما أنظر إلى الماء أشعر أني شربت عمدا أتجنب دخول المطبخ... قلتم لي إنه وسواس قهري...) ونؤكد اليوم على أنه وسواس قهري، والحاصل أن فرط خوفك على إفساد الصيام يمنح الوسواس فرصة ليوسوس بمثل هذه الأفكار خاصة وأنه يعرف قابليتك العالية للشك في نفسك وفي دواخلك، المطلوب منك هو أن تعيشي بشكل طبيعي تدخلين المطبخ وتفتحين الثلاجة وتنغسلين وجهك بالماء وتتمضمضين أثناء الوضوء وتتجاهلين كل ما يخيفك من الوساوس كأنها غير موجودة واطمئني تماما لصحة صيامك وسلامة نيتك.
لكن من المهم الإشارة إلى أن ما حدث معك أخيرا (هذا العام شعرت بعطش شديد وشعرت بيقين أني شربت فعلا... كنت ساعتها بشتغل على الكمبيوتر)، فهذا قد يكون من الوسواس لكنه قد يكون حدث فعلا! بمعنى أنك -وقد انشغلت على الكومبيوتر-ربما استجبت للعطش بالشرب ناسية صيامك وهذا يمكن أن يحدث لأي منا ومعروف أن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام قال في ذلك (من أكل أو شرب ناسيًا؛ فليتم صومه، فكأنما أطعمه الله وسقاه) صدق صلى الله عليه وسلم، إذن ربما شربت ناسية هذا احتمال وارد وواضح أنه لا يفسد الصيام ولا يوجد بالتالي ما يستدعي محاولة التذكر خاصة وأنها محفوفة بالمخاطر في الموسوسين لأنها من تفتيش الدواخل.
وأما إضافتك الأخيرة أنك سمعت صوتا يقول لك: (اشربي قليلا من الماء أنت عطشانة لا أحد يراك) فنحتاج إلى استيضاح لكيف سمعت؟ أو من أين سمعت؟، هل سمعته في أذنك كصوت خارجي أو مصدره الخارج، أو سمعت صوتا في عقلك مصدره داخلي؟ أو..... ماذا؟ وفي كل الأحوال يحدث مثل ما تصفين للموسوسين هذه نقطة، وأما النقطة الثانية فهي ما يوحي به ذلك من خلل في الإرادة فأنت تقولين (وأحسست أني شربت عمدا وأنا فاكرة إني صائمة) وتوضحين أكثر (شربت عمدا وأنا متذكرة أني صائمة)... هذا يشير إلى أنك كنت كالمسيرة فيما تفعل أي كأنك مسيرة في ذلك أو تتصرفين دون وعي أو ربما في حالة انفصال (وهذا يحدث في حالات وسواس التحاشي الشديد) لأننا نعلم علم اليقين أنك حريصة على صومك، وبالتالي تأكيدك على أنك تعمدت ليس إلا نتاج الوسواس لأنك لا تستطيعين تمييز التعمد من عدم التعمد بل هو شيء مثل الذي حدث لصاحبة استشارة: من الوسواس إلى التعمد بالتخيل وكذا صاحب استشارة الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد! ففي هذه الحالات وغيرها (أي كل حالات الوسواس القهري) يعجز المريض عن التيقن من إرادته أو تلتبس عليه إرادته فإذا وسوس له الوسواس أنه كان بإرادتك عجز عن التأكد من أنه لم يكن متعمدا بسبب نقيصة عمه الدواخل وبالتالي يشتكي من أنه تعمد.
إذن في كل الأحوال والأوقات صيامك صحيح ولا داعي للتفكير في الأمر، والمطلوب منك هو البحث عن العلاج عند طبيب ومعالج نفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.