وسواس في النية والعقيدة والتكبير!
السلام عليكم
أنا عندي تردد في بدء الصلاة بجهز للصلاة وببقى مش عارفة أنا هصلي إمتى إمتى بالضبط هكبر عشان تقريبا أنا فاهمة إن الإنسان لازم يدخل للصلاة بنية جازمة بدون شك أو تردد فأنا كده مش متأكدة بالضبط أنا هكبر متى للصلاة وممكن أقف على سجادة الصلاة وآجي أكبر أحس إني لسه مش جاهزة أو خايفة أو أقول أستنى أنوي تاني للصلاة وبعدين أصلي طيب ارتاحي واهدي أنت لسه مش جاهزة وبعدين كبري بس أنا على مكان الصلاة وعايزة أصلي بس بحس إني مش مركزة
هل يجب الإنسان إنه يجزم أنه في وقت معين هيكبر ولو كبر وهو متردد في الوقت تفسد صلاته... ثاني شيء هو أني ممكن أكبر وأنا مش مستحضرة نية الصلاة أو أحس أني لازم في اللحظة ذي أكون عارفة معنى الصلاة إيه وبكبر ليه فأرد "عشان أصلي".
ولما أذهب للصلاة وأقف على السجادة لازم أقول لنفسي صلي أو إني جايه هنا عشان أصلي
فأنا أتردد كثيرا في حتة إني إمتي هكبر
18/2/2025
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "مجهولة هانم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
صحيح كل ما تحسبينه مطلوبا من الإنسان لكي يصلي أي أن يصلي بنية جازمة لكن الإنسان المقصود هو الإنسان صحيح العقل فيما يخص أمور الصلاة والموسوس أو مريض وسواس قهري الصلاة ليس كذلك يعني ليس إنسانا صحيح العقل.
الإنسان صحيح العقل لا يشغله موضوع التردد في النية لأنه إن تردد إنما يتردد مختارا واعيا ولا يلوم نفسه على ذلك فقط يؤجل صلاته مثلا حتى يحصل كذا.. أما الموسوس فإنه يتردد لسبب مرضي أيا كان الشكل الذي يأخذه ذلك التردد سببا مثل الشعور المبهم بعدم الجاهزية أو بالشك في النية أو الخوف من الريح أو النقطة... إلخ. وكلها أمور قهرية عليه وبالتالي لا يحاسب عليها فتستمر نيته معه، حتى لو ظن أنها انقطعت وقد وضعنا لك ارتباطا يشرح هذا جيدا لكن يبدو أنك لم تقرئيه جيدا وهو إجابة التردد في النية: لا نية للموسوس!
كذلك فإن الشخص أو الإنسان صحيح العقل لا يمكن أن يسأل نفسه وقد وقف على سجادة الصلاة موليا وجهه للقبلة "أنا واقف هنا ليه؟" ولا أن يرد على نفسه "عشان أصلي" كل هذه علامات مرضية سببها أن الشخص الطبيعي لا شيء يفصله عن علمه الداخلي بأنه واقف ليصلي الفرض الذي نواه، لأنه يتواصل مع دواخله ومعلوماته الداخلية بسهولة في حين يعجز عن ذلك الموسوس فيسأل أسئلة تكاد تكون مضحكة -وشر البلية ما يضحك- مثل هل أنا هنا لأصلي؟ أو هل نيتي الظهر أم العصر! وقد شرحنا معنى خلل أو ضعف التواصل مع الدواخل في مرضى الوسواس القهري وسميناه عمه الدواخل وكان أول شرح له على الموقع في إجابة: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
ولعل بفهمك لتلك النقيصة التي يعاني منها الموسوس وتعذبه طويلا إن لم يتعلم كيف يتعامل معها بالكف عن التفتيش في الدواخل الذي هو آفة الموسوس! لعل بفهمك الجديد هذا تعرفين لماذا يعفي الشرع الحنيف الموسوس من كل الاشتراطات المرتبطة فقهيا بالنية ببساطة لأن عمه الدواخل يجعل الموسوس عاجزا عن التيقن مما بداخله (ومن ذلك النية) وتذكري أننا قلنا لك في ردنا عليك بخصوص وسواس النية والتكبير للصلاة أن استحضار النية لا يجب على الموسوس!
وكذا وضعنا لك ارتباطات تشرح العلاج السلوكي لمثل هذه الوساوس والقهور منها:
وساوس البدايات: نية الصلاة وتكبيرة الإحرام!
وسواس قهري الصلاة: النية وتكبيرة الإحرام
أخيرا أكرر أهمية الالتزام بالنصيحة وعدم الاكتفاء بالبحث عن ردود على تساؤلاتك المختلفة لأن هذا لا يعالج السبب الرئيسي وهو اضطراب الوسواس القهري (على الأقل) وإنما يلزمك أن تتواصلي مع طبيب نفساني واقعي أو على الأقل من خلال التواصل المرئي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.