جزاكم الله خيرا على الجهد المبذول في هذا الموقع.. جعله الله في ميزان حسناتكم.. أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، تربيت في أسرة متدينة ومحافظة جدا.. تعلمت وتخرجت في الجامعة، وكل ما يربطني بالجنس الآخر مجرد تعاملات ضرورية لا أكثر إلى أن دخلت عالم الشات، وكنت حريصة على الحفاظ على أسلوبي في الحديث حتى لا أكون بذلك عاصية، وكنت على يقين أن تربيتي سوف تمنعني من الوقوع في أي خطأ.
وسار الأمر على ذلك إلى أن تعرفت على شاب حسبته على خلق ودين، وتطورت العلاقة إلى طلب الزواج، ولم يكن يحدث بيننا غير الحديث على الإنترنت بكل احترام.
كان لأهلي موقف الرفض في البداية خوفا علي من كلام الناس بعدما علموا أنني كنت أتحدث مع ذلك الشاب على الإنترنت، وذلك خوفا علي من نظرة أهله، حيث إنه من أسرة محافظة وريفية أيضا.. المهم بعد محاولات كثيرة مني وافق أهلي على مضض.
واستمرت الخطوبة لسنة كنت أرسم فيها تفاصيل حياتي المستقبلية مع ذلك الشاب، رغم تذمر أهلي لكنني كنت سعيدة ظنا منى أني وجدت ضالتي.. حدث اتفاق بين أبي وبين الشاب على أن يكون جاهزا للدخول بي بعد عام، ولكنه كان كسولا، ومر العام ولم ينجز شيئا مما اتفقا عليه؛ مما جعل والدي يعتقد أنه يلعب بي وبمشاعري، وأدى ذلك إلى مشاجرة هاتفية انتهت بإنهاء العلاقة.
كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، كدت أن أموت لتعلقي الشديد به، وثقتي فيه التي انهارت حين رأيته يتخلى عني بهذه السهولة.. بعد ذلك حاولت أن أنسى ما حدث، وأبدأ حياة جديدة، وأبتعد تماما عن الشات، ولكني لم أستطع.. حدث ما أظنه خللا في تفكيري فقد قررت أنني لن أتزوج شابا عربيا، وبدأت أبحث عن شاب أجنبي مسلم عن طريق النت لأتزوجه.
وفعلا لقيت شابا على النت، وكان متزوجا ولديه ابن ويبحث عن زوجة أخرى تنسيه ما يرى من عناء مع زوجته تلك.. تعلقت به جدا لدرجة أنني كنت على استعداد أن أفعل أي شيء لإرضائه.. وثقت فيه ثقة عمياء واتفقنا على السعي للزواج.. طلب أن يراني على الكاميرا، فوافقت أن يرى وجهي فقط.. لكنه بدأ يضغط علي بما يعلمه من مدى تعلقي به فطلب أن يرى جسدي، وبعد رفض متكرر مني وخلافات معه قال لي علي أن أختار بين أن يراني أو أن ننهي العلاقة.
كنت مثل الجارية في يديه يحركني كيف شاء.. حتى حدث ما طلب، ورآني عن طريق الكاميرا، وبعدها تأكدت لدي فكرة أنه لا بد من الارتباط.. أنا محافظة على صلاتي التي لا أعلم إن كان يصح أن أسميها صلاة.. بدأت أتعلق بفكرة الزواج به.. وكان يطلب مني مرارا أن أريه جسدي مرات ومرات، إلى أن أخبرته بأني أدمنت مشاهدة المواقع الإباحية لأشبع رغبتي فوعدني أنه لن يطلب مني ذلك بعد الآن خوفا علي من الضياع.
وكان الأمر كذلك إلى أن تقدم شاب لخطبتي، وكان أهلي في غاية السعادة.. ولكني كنت أموت في اليوم ألف مرة.. لم يحدث نصيب في تلك الخطوبة، ولكنها جعلتني أستيقظ من نومي العميق في بحور الضلال.. أخبرته بذلك فقال لي لا بد أن نسرع باللقاء للزواج، ثم نخبر الأهل بعد ذلك، فرفضت.. فطلب منى الاستمرار بمراسلته حتى إن تزوجت، فرفضت ذلك.. فتمنى لي حياة سعيدة وقال لي أن أراسله إن كنت قادرة على الذهاب إليه.
أحسست براحة وبأن عبئا ثقيلا أزيح عن ظهري، لكنى ما زلت متعلقة بشخصه، وتمنيت لو وجدت هذه الشخصية في بلدي.. الآن أنا أتحدث مع شاب آخر في نفس عمري، ومن بلدي وهو يعلم بما حدث لي ويسألني الزواج قريبا، ولكنه يريد أن يعلم ما حقيقة مشاعري تجاهه..
أنا أحس أني مريضة لأني أحبه هو أيضا.. هل هذا حب أم مرض أم حاجة لمن يكون بقربي دائما بغض النظر عما يحدث؟ أم ماذا؟!! بالله عليكم أنا في عداد الموتى أكاد أفقد عقلي.. لا أعلم ماذا أفعل ولا أعلم بماذا أحس.....
هل أصابني مرض نفسي وأنا لا أعلم؟!! عندما أسمع سيرة الزواج، وأن أحدا جاء ليخطبني أرفض بشدة، وأخاف.. من ماذا لا أدري؟! وفي نفس الوقت أتوق إلى الزواج من شاب صالح يرعاني ويتقي الله في..
بالله عليكم أن تدلوني إلى الحق.. كونوا عونا لي في مصيبتي.. أرجوكم..
أخجل من نفسي لما ذكرت عما قمت به، وأحس بمرارة، ولكن أيضا أتوق إلى ذلك الشخص.. هل أصابني الجنون؟!!
7/4/2025
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على صفحة استشارات مجانين..
مشكلتك بها عدة نقاط تستحق الرد عليك ثم التعليق عليها ليستفيد القراء من أصدقاء الصفحة..
بداية ما حدث حين تعرفت على ذلك الخطيب الأول أمر إيجابي، إذ تمكنت من الاستفادة من النت باعتباره وسيلة للاتصال ثم انتقل الاتصال إلى تواصل وتفاعل مستمر على أرض الواقع من خلال الخطبة وتبعاتها، وما حدث من تصرف من ذلك الشاب كان يمكن أن يحدث من غيره من الشباب الذين إما أنهم لا يهتمون ببذل الجهد من أجل الزواج، أو لا تساعدهم إمكانياتهم المادية على إتمام الزواج.. والحمد لله من قبل ومن بعد.
المشكلة بدأت حينما خرجت من تلك الصدمة برغبة شديدة في التغلب عليها وسرت في نفس الطريق دون تريث أو فهم أسباب عدم استمرار الخطبة والاستفادة من تلك الخبرة، ومحاولة علاج الانهيار الذي عانيت منه حين تخلى عنك خطيبك بكل بساطة، فقررت أنه طالما أن الخطيب من أهل بلدك غير مناسب فنقيضه هو المناسب - أي عروس من بلد آخر - وطبعا لا أقصد هنا أن الشباب في البلاد العربية على النقيض، ولكن هناك اختلافات ولا شك..
ولكن الفكرة أننا حين نبحث عن عريس من خلال اتخاذ قرار بهذه الطريقة، فهذا يعني أن الجرح الذي سببه فسخ الخطبة لم يندمل بعد، وأن هناك حاجة إلى أن تقفي على رجلك بعد الوقوع الأول - إن صح التشبيه - يمكنك أن تطالعي ملفا كاملا على صفحتنا هذي بعنوان الحب الأول
يضم على الأقل 25 استشارة، فستجدين من صدم مثلك في حبه الأول، وتقرئين تجارب مفيدة لشباب وبنات خرجوا من تجربة الحب بفوائد جمة، وبنضج وفهم للحياة الواقعية.
هناك أسئلة مهمة عليك أن تطرحيها على نفسك الآن وهي:
ماذا أريد من الزواج؟
ما هي الصفات الضرورية التي لا يمكن التغاضي عنها في زوج المستقبل؟
ما أهدافي في الحياة؟
ما أهدافي من تكوين أسرة؟
وأسئلة كثيرة مشابهة.. وبدون الإجابة عن هذه الأسئلة، والسعي للزواج ممن لديه - على الأقل - أساسيات الزواج ستكون النتيجة مؤلمة..
هل أنت على استعداد للزواج من رجل متزوج؟
لقد وافق أهلك بعد ضغط شديد على خطبتك لشاب تعرفت عليه عبر الإنترنت، فهل سيوافقون على عروس آخر من النت.. ومتزوج؟!
تقولين إنك محافظة ومتدينة.. فهل ستتزوجين من شخص طلب أن يرى جسدك مرات ومرات؟
هل لا تزالين تريدين الزواج من شخص يود أن يظل على تواصل معك عبر النت بعد زواجك.. ولا أعرف إن كان هذه المرة باستخدام الكاميرا أم لا؟
أتفهم أن الأمر ليس سهلا، ولكن للعقل دور، عليه أن يقوم به لمجابهة الغرائز.. وللضمير دور فاعل في مجابهة الذنوب.. وأتفهم أيضا أننا في كثير من الأحيان نسكن الضمير ونسكته بدعوى أن العلاقة ستصل إلى الزواج، وكأن الله تعالى لن يحاسبنا إن كانت نيتنا هي الزواج..
آنستي.. إن عالم الشات له سحره وجاذبيته، ويندفع إليه كثير من الشباب بحثا عن التعارف والحب، أو بحثا عن شريك الحياة، أو بحثا عن علاقات محرمة، أو تضييعا للوقت، أو محاولة إثبات الشخص لنفسه أنه قادر على تكوين علاقات اجتماعية رغم أنه في الحقيقة شخص خجول وليس لديه أصدقاء.. وبغض النظر عن سبب الدخول في عالم الشات فإننا ندخل دون أن نفكر في أنه يمكن أن يستخدمنا لا أن نستخدمه نحن!! وقد ناقشنا هذه الفكرة مرات كثيرة،
ويمكن الرجوع إلى بعض منها على الروابط التالية:
علاقات الشات.. خداع بالكلمات
التقينا على النت وأريده زوجا
حبيبي الإلكتروني أمريكي
أعيدي التفكير فيما تملكين من خبرات قبل أن تدخلي في علاقات جديدة، انظري وراءك لتستفيدي مما مررت به وتحافظي على نفسك من معاناة جديدة..
تقولين: "أتمنى أن أجد مثل ذلك الشخص (المتزوج) في بلدي". هذه العبارة تحتاج منك إلى وقفة، مع إدراكك أن حبا جديدا لا يمكنه معالجتك، وهذا الحب أو لنقل ذلك التعلق لم تنجح معه تجربة الدخول في حب غيره باندفاع.. نعم أنت في حاجة إلى وقفة والبعد عن الشات لفترة.
ما عبرت عنه في مشكلتك قريب من حالات إدمان الإنترنت، وهي حالة تندرج تحت نطاق الوسواس القهري، فيكون الشخص أقرب إلى الاندفاعية منها إلى القدرة على التحكم في الرغبات، وتتسِمُ هذه المشكلة بسمات ثلاث هي:
1- الفشلُ في مقاومة اندفاع أو هوى للقيام بفعلٍ ما ضارٍ بالشخص نفسه أو بالآخرين.
2- شعور متعاظم بالاستثارة قبل القيام بذلك الفعل.
3- الإحساس بالمتعة أو الرضا أو التخلص من الضغط النفسي أثناء استخدام النت.
ومن أنواع إدمان النت الإدمان الجنسي؛ وهو ولع مستخدم الإنترنت بالمواقع الإباحية وغرف المحادثة الرومانسية، وقد يرتبط هذا بعدم الإشباع العاطفي لدى الشخص أو بمعاناته من حالة نفسية معينة.
وإدمان الدردشة؛ وفيه يستغني مستخدم الإنترنت بعلاقاته الإلكترونية عن علاقاته الواقعية.
وعلاج المشكلة هي أن تنظري إلى ما حدث من جوانب أخرى، ويعتبر هذا نوع من العلاج النفسي المعرفي.. ولتقرئي ردي والروابط التي أحلتك عليها..
وهناك جزء آخر من العلاج هو استخدام النت في الدخول إلى مواقع أخرى غير الدردشة، فيمكن مثلا أن تتصفحي موقعنا أو غيره وستجدين فرصة سانحة للتفاعل والتعليق على كثير من المقالات، هناك الكثير من المواقع المفيدة.
كما عليك أن تنوي وتبدئي في التقليل من استخدامك للإنترنت، وأن يكون لك أنشطة أخرى على أرض الواقع، كالانضمام لدراسة جديدة أو عمل أو حضور دروس دينية، أو القيام بأنشطة خيرية كالتي تقدمها دار رسالة للأيتام، توكلي على الله وصلي صلاة الحاجة لييسر لك البداية.. والبداية هي نصف الطريق.. ولا تنسي أن تتوبي إلى الله تعالى ليتوب عليك وعلينا جميعا في شهر رمضان الفضيل.
كلمة أخيرة أوجهها للأهل وكل من يقبل على تكوين أسرة جديدة، وإن كنت سأوجه الكلام لك أيضًا:
أنت من بيت محافظ وعادة ما يقال إن هذه الأسرة محافظة وتلك متحررة بناء على تصرفات الأب والأم وكبار العائلة، ويظل للأسرة هذا الطابع، ولكن هل ينتقل إلى الأبناء من تلقاء نفسه أم يحتاج الأبناء إلى طرق ووسائل ليتشربوا من أهلهم هذا الاتجاه المحافظ أو المتحرر؟
أعتقد أنه في أيامنا هذه ربما أكثر من أوقات أخرى يحتاج الأهل أن يبذلوا جهودا ضخمة، ربما من قبل ميلاد أبنائهم لوضع تصور لأسرتهم المستقبلية وكيفية تربية الأبناء، وما يحدث في كثير من الأحيان أن الآباء والأمهات المحافظين يكون لهم دور حينما يتصورون أن أبناءهم سيصبحون مثلهم فيتركون لهم الحرية دون رقابة أو متابعة، والأهم من متابعة الأبناء هو الحوار والصداقة بينهم وبين أبنائهم، وتوفير الوقت حتى إن كان قليلا لتفهم مشكلات الأبناء ونفسياتهم وتوجيههم إلى الطريق السليم.
تابعي معي برنامج الجنة في بيوتنا لعلنا نستفيد منه جميعا، ونجد الجنة بدلا من هذه المعاناة.. وتابعينا بأخبارك.